انتهى المخاض العسير المتعلق بالترشيحات للجامعة التونسية لكرة القدم تقريبا الى انتاج أغلب الاسماء المتحكمة في مصير الرياضة الشعبية الأولى وربما كانت النقطة الوحيدة الجديدة في خضم ما جرى على امتداد الايام الماضية هو لعبة «الكراسي الموسيقية» فالبعض سيغادر موقعه بالرابطة ليذهب الى الجامعة أو سيتخلى عن مسؤوليته على رأس فريق من الفرق ليدخل الى هذا الهيكل أو هو سيعود للتسيير من بوابة المكتب الجامعي بعد أن كان سابقا في أحد مواقع القرار ولا ندري بالتالي هل أن انقاذ الكرة التونسية من النفق الذي دخلته سيكون عبر تغيير المواقع أم أن «الأزمة» أعمق من ذلك بكثير وتحتاج الى تغيير جذري في الأشخاص وأساليب العمل التي حفظها الشارع الرياضي وأدت الى الى تعميق الفجوة بين الأندية والهياكل الرياضية والى فقدان واضح للمصداقية والقاء ظلال من الشكوك على نزاهة المنافسة الرياضية . من وجهة نظرنا الشخصية تتجه الجامعة التونسية لكرة القدم عمليا الى مراكمة نفس الأخطاء والسقوط في نفس المنزلقات التي عرفتها سابقا فالتوازنات التقليدية لم تتغير للأسف ...صراع الانتماءات سيتواصل ...تدخل بعض الأشخاص في العملية الانتخابية ظاهر للعيان ولا يحتاج الى أدلة دامغة ... البرامج والتصورات التي تؤسس لرؤية جديدة ظلت الحلقة المفقودة الى حد الان فلم نسمع حديثا عن تطوير الكرة التونسية وتكريس احتراف حقيقي وتنقية قطاع التحكيم من «الأوساخ»التي لطخت سمعته منذ عقود ...لم نر واحدا من المرشحين يرفع صوته ليقول للأندية التي ستنتخبه هذا برنامجي وهذه هي الأهداف التي أسعى اليها... ونسأل بعدها مالفائدة من تغيير كمال بن عمر اذا كان المكتب الجامعي المقبل سيكون مكتبا شمروخيا (نسبة الى الشمروخ) أو مكتبا للعلاقات العامة والقرارات التي تميل مع الريح ولا تكرس فعليا عدالة القانون والشفافية المطلقة في التعاطي مع الملفات الهامة والمستجدات الساخنة التي تشهدها وستشهدها الساحة الكروية؟ مالذي ستستفيده الكرة التونسية من مكتب قائم على الولاءات والانتماءات الضيقة والترضيات ؟ قد يتهمنا البعض بالرجم بالغيب والتجني وهو حر في ذلك مثلما أننا أحرار في اعتقادنا بأن تخلف شخصيات رياضية مهمة عن قائمة المرشحين للمكتب المقبل يشكل انتكاسة كبيرة للعملية الانتخابية كان من الأجدى تلافيها فانسحاب محمود الهمامي هو خسارة لاتعوض وانسحاب وجه رياضي في قامة عثمان جنيح من السباق نحو رئاسة هذا الهيكل وتراجع زياد التلمساني أيضا خسارة كبيرة ... قد يكون المكتب المطل على الأبواب في حاجة الى «بهلوان» مثل السيد علي الحفصي بامكانه «امتصاص الصدمات» لكن الثابت أن هذا المكتب كان في حاجة ملحة أيضا الى وجوه جديدة وطاقات شابة وليس الى خبراء في تكريس الواقع السائد وتفصيل القانون على مقاس الأندية الكبرى وترسيخ هيمنة نفس الأشخاص على اللجان المختلفة التابعة للجامعة وكذلك على رابطة الاحتراف... قبل عشرين يوما تقريبا من الجلسة العامة الانتخابية للجامعة التونسية لكرة القدم تبدو الصورة ملتبسة اذن والتشاؤم هو الشعور الطاغي على العديد من الرياضيين والمتابعين لواقع الكرة التونسية وما نرجوه فعلا هو أن تأتينا رسالة واضحة من القائمة التي تسير منطقيا نحو الفوز تعكس التزاما واضحا بالتغيير وتطهير الكرة التونسية وتخليصها من مشاكلها المزمنة.