كثيرون انتظروه رئيسا للجامعة التونسية خلال المرحلة القادمة غير ان الرياح جرت بعكس ما تشتهي السفن. توضحت الأسماء وظهرت القائمتان وكان السيد محمد عشاب بعيدا عن مسرح الانتخابات الجامعية القادمة بعد ان كان واحدا من ابرز من وقع تداول اسماؤهم لقيادة المكتب الجامعي القادم. ما حقيقة ترشيحه وما موقفه من الانتخابات الجامعية ورؤيته لحقيقة الوضع الذي تمر به كرة القدم التونسية.. ما موقفه من تجربة الاحتراف في تونس وكيف يجد حال الملعب التونسي اليوم وغدا .. كانت هذه نقاط الحوار الذي جمعنا بالسيد محمد عشاب احد ابرز الذين كانوا مرشحين لقيادة الجامعة التونسية لكرة القدم والرئيس السابق للملعب التونسي. كنت مرشحا لتترأس قائمة للانتخابات الخاصة بالجامعة التونسية لكرة القدم لكن شيئا من ذلك لم يحصل لماذا؟ طرحت السؤال بطريقة غير دقيقة. ان تحدثت عن مترشح فان هذا الأمر يهم او يعني إنسانا صرح علنا بهذا الشيء ولعلمي لم يحدث هذا قط. انما ما هو حقيقة هو ان عدة زملاء سابقين في التسيير الرياضي اقترحوا علي المسألة لكنها لم تتعد حدود التفكير. ولم تصل قط الى مستوى التصريح بالترشح كما ذكره نص السؤال فالرجاء اعتماد الدقة في الاسئلة و تسجيل الاجابات. لا اريد ان احول الحوار الى سجال بيننا لكن من باب التدقيق اريد ان اوضح لك ان الاسئلة هي لاستفزاز الاجابات وكشف الحقيقة بقطع النظر عن طريقة الطرح؟ (قال لي )... لي سؤال اتوجه به اليك لماذا هذا الحوار الصحفي الآن وقد غادرت ساحة المسؤولية منذ ما يقارب الموسمين الرياضيين؟ (قلت له)... الاجابة سهلة وبسيطة وكذلك دقيقة: انت السيد محمد عشاب هناك اجماع في الاوساط الرياضية على انك احد ابرز المؤهلين لتسلم مقاليد كرة القدم التونسية خلال هذه المرحلة بالنظر الى تجربتكم وخبرتكم وحيادكم بما أنك من أحباء البقلاوة وبالتالي لا صدام مع الاربعة الكبار. وقد جاءت فكرة الحوار بعد ان ظهرت قائمتا رضا عياد وعلي الحفصي للانتخابات الجامعية. (فقال): لقد اعلن الثنائي الذي ذكرت صراحة عن نيتهما في قيادة الجامعة. تحدثت آنفا عن بعض الزملاء الذين اقترحوا ان تترشح للجامعة فهل لنا ان نعرفهم؟ اعتبر انه مخالف للأخلاق ا ن افشي أسماء المسيرين الذين اقترحوا علي خوض التجربة. نحن لا نناقش الاخلاقيات لكن الامر ليس بسر نووي؟ لا اريدك ان تلح في الامر وفي محاولات لن تفضي معي الى اي نتيجة. كأنك تريد التأكيد على عدم تحمسك منذ البداية لتحمل المسؤولية؟ كلامي يمتاز بالتسلسل لقد أجبت في حديث تلفزيوني اواخر شهر جانفي 2010 على قناة 21 على سؤال يتعلق بمدى رغبتي في رئاسة المكتب الجامعي وكانت اجابتي انذاك ان هذا الموضوع لا يتعلق برغبة شخصية انما يجب ان يكون هناك اتفاق حول مجموعة تمتاز بالكفاءة والنزاهة والتعلق بخدمة المصلحة العليا للرياضة التونسية بعيدا عن كل الحسابات الضيقة الانتمائية مهما كان نوعها فان حصل ذلك فرئاسة الجامعة لا تعدو ان تكون هدفا او رغبة لشخص ما بل تتويجا لرغبة هذه المجموعة لبذل ما يجب من الجهود لمحاولة النهوض اكثر مما كان الى حد الان بكرتنا التي اذا انتبهنا الى اراء الاجماع الرياضي فنفهم انها بحاجة الى مثل هذا التداوي. فرئاسة الجامعة ليست هدفا مقصودا في حد ذاتها بل فرصة لاناس سخروا كل حياتهم الرياضية التي امتدت منذ عشرات السنين بذلوا فيها كل وسعهم للقيام بواجبهم دون ترقب اي مكافأة كانت او محاولة التسلق الى اي مناصب جامعية كانت. بأكثر دقة اريد ان تقول لي هل انت كنت راغبا في قيادة الجامعة حقا؟ اعترف انني لم اتوصل لتمكينك من فهم ما اردت قوله وهذا من الممكن أنه راجع الى نقص في قدرتي على الوضوح والإقناع. فالمسالة لا تتعلق برغبة شخصية او مصلحة عليا لكرة القدم التي هي في حاجة الى إنعاش ومعالجة بطرق مختلفة . ورغبة الشخص مهما كان ليس لها قيمة أمام الهدف السامي الذي يتمثل فيما قلته سلفا مع العلم إنني لا أتهافت او مستعد لدفع اي ثمن للوصول إلى ما تعنيه. هل افهم من كلامك ان كرة القدم التونسية هي مريضة او بحالة احتضار؟ هناك إجماع على ان كرة القدم التونسية بحاجة الى معالجة استعجالية لسد كل النقائص التي تشكو منها والتي هي متعددة الجوانب. هل لنا ان نعرف هذه الجوانب؟ محاورها متعددة . والحديث عنها يجرني الى بسط الخطوط الكبرى لبرنامج كنت اعده ان كنت مترشحا. لكن بما انه ليس هو الحال فانا اثق في المترشحين بعرض ما يجب لمعالجة كرة القدم التونسية. من اوصل كرتنا الى ما هي عليه؟ لست من الذين يرمون الحجارة على القافلة التي تمر والتي يظنون انها لن تعود. انما من البديهي ان هناك تراكمات متعددة منذ سنوات عديدة لم يقع لسوء حظ كرة القدم تداركها في الابان وتم تفضيل الاسراع في نسق بعض الخطط كالاحتراف المشوه على سبيل المثال. قلت احتراف مشوه ماذا تقصد بالتحديد؟ اتذكر ان في الموسم الرياضي 1994-1995 حين بدا التفكير في ارساء قواعد كرة قدم غير هاوية والفضل يرجع في ذلك الى السيدين رؤوف النجار رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم انذاك والسيد سليم شيبوب رئيس الترجي وقتئذ حذرت شخصيا من ان ينحرف هذا النظام الجديد الذي كان انذاك اقرارا لوضع حقيقي في المعاملات الممارسة من كل الجمعيات الرياضية التي كانت توزع الاموال القارة شهريا والامتيازات المتعلقة بمنح الامضاء وغير ذلك دون التفكير في ما يجب رسمه من واجبات اللاعبين مقابل تلك الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها. وكان بالامكان في ذلك الوقت السيطرة على متطلبات الوضع الجديد للتعامل بين الاندية واللاعبين ولكن عندما رجعت الى المسؤولية سنة 2004 فوجئت بمدى الابتعاد عن هذه المنظومة المنطقية التي وضعت خلال موسم 94-95 والتي ترتب عنها تضخما مفجعا ومفزعا في مصاريف و نفقات الجمعيات للاعبيها في كرة القدم وتسابق بعض الاندية في إعلاء مستوى الأجور والمنح مما انجر عنه محاولة متابعة هذا النسق من طرف الجمعيات الأخرى مما أوصل عدة مسؤولين الى المحاكم و عدة جمعيات إلى تسجيل عجز مالي في ميزانياتها من الصعب تذليله في آجال قصيرة. وكل هذا المشهد الذي يستنكره كل رياضي لم يقع الحد من تجاوزانه لتكون كرتنا في مستوى إمكانياتنا الحقيقة. يبدو ان كرتنا منحرفة عن الاحتراف؟ هذه الجملة تترجم حقيقة الوضع الماساوي لكرة القدم التونسية واتمنى ان تضع اللجنة العليا الاستشارية التي تم بعثها مؤخرا المقاييس المنطقية التي تمكنها من تدارك تجاوزاتها ووضعها في مدار صحيح تتكافأ فيه المداخيل الموجودة والتي ستبعث مع النفقات الحقيقية لحاجيات تقدم كرة القدم التونسية وما هذا الا زاوية من الزوايا المختلفة التي يجب التطرق اليها عاجلا. الا ترى انه آن الاوان لان يقع تحوير النظام القانوني للجمعيات الرياضية لتتحوّل الى شركات خاصة؟ هذا السؤال له أبعاد غير رياضية ورأيي المتواضع لا يفيدك كثيرا فان كنت تبتغي إجابة ضافية فعليك إلقاؤه على من يهمه الأمر. أليس من الممكن الاستثمار في الجمعيات الرياضية؟ اعتقد أن هذا هو الاتجاه الممكن اتخاذه حتى لا تتبعثر الامور وتبتعد الاندية الرياضية عن وظائفها التربوية والتثقيفية لشباب الوطن . لان اسنادها الى شركات تجارية ووضعها تحت طائلة ممولين ممتلكين لتلك النوادي يعرض نسيجها وانسجة اخرى لاهداف من الممكن ان تكون غير رياضية بحتة . لنعود الى موضوع رئاسة الجامعة فلو كنت اليوم في وضع الناخب لاي قائمة ستصوت؟ ليس بيدي اي توكيل يمكنني من المشاركة في التصويت وان اردت بإلحاحك هذا ان تعود الى ملف الجامعة فاني اسوق لك رؤيتي في هذا الموضوع. ان هذا الملف مصيري بالنسبة لكرة القدم التونسية والدولة التي تنفق على المنشات الرياضية وتمد الجامعات بالدعم المادي الذي لو لاه لما واصلت نشاطها والتي تدعم مسيرة كل النوادي لا يمكن ان تكون غائبة عن قول كلمتها في هذا الموضوع والتوافق الذي المحت اليه سلفا يمكن الحصول عليه لان المسالة لا تتعلق برغبات اشخاص وانما برؤية شاملة وفاعلة لقرار مصيري يترتب عنه اما تدارك الوضع و إعطاء الأهمية والعلاج اللازمين والا فان النتيجة لن تكون مضمونة ايجابيا لمستقبل كرة القدم التونسية مع العلم وان هذا لا يتنافى قط مع لوائح الفيفا التي تنص على انتخاب كلي لاعضاء المكتب الجامعي وتحوير قانون انتخاب الجامعات الرياضية التونسية الذي حافظ على سيادة تونس في هذا الموضوع مع اعطاء الامكانية لوزير الشباب والرياضة ان يرخص للجامعات التي يراها قابلة للانتخاب الشامل ان يقع اختيار كل اعضاء مكتبها الجامعي من طرف القاعدة الجمعياتية فان كانت هذه القائمة تعد الكفاءات الحقيقية المعروفة والمشهود لها بذلك فلا يمكن ان تنتخب قائمة الكفاءات باجماع كل الاندية الرياضية التي اعتقد انها تريد دون استثناء خيرا ومستقبلا مضمونا لهذه الرياضة المفضلة. فيكون اذا التلاقي بين الاستحقاق الانتخابي ووجوب التدخل لضمان أفضل فرص نجاح النهوض بكرة القدم التونسية . ولو طرحت هذه النظرية من طرف السلط المعنية بهذا الامر لنالت كل الإعجاب وكل التأييد. ولكن للاسف جرت الرياح بما لا تشتهي السفن. هل انت مع علي الحفصي او مع رضا عياد؟ الاجابة عن سؤالك موجودة بوضوح فيما طرحته ردا على سؤالك السابق وكل ما يتمناه الرياضي التونسي ان مصلحة كرة القدم التونسية تجد حظها في هذا التمشي. الوضوح موجود لكن اريد تدقيقا بقدر دقة السؤال؟ لا يمكن ان يكون لي رؤيتان مختلفتان في نفس الموضوع. انت ترواغني بشكل علني وانا اصر الحاحا في الامر؟ اترك المراوغة لمحترفي هذا النمط من التصرف. وانا لم اسعف في حياتي لاتعلم كثيرا ولم اتمكن من الذهاب اكثر من المرحلة الثالثة من التعليم العالي ولكن القليل الذي تمكنت من معرفته يجرني الى القول بان كل من سعى بكل الوسائل الى التحصيل او المحافظة على شيء ما في مجال الرياضة فانما يفعله من اجل كل شيء الا في بعض الاحيان المصلحة العامة . يبدو انك لا تميل ابدا الى لعبة الاسماء امام الكراسي المتحولة باستمرار؟ خلال كل مسيرتي الرياضية لم اعط قط اي قيمة للكرسي الذي شغلته لتحمل المسؤوليات المتدرجة خلال عشرات السنين من تواجدي في التسيير بل اعتقدت وعملت دوما كرجل ميداني يكفيه فخرا القيام بالواجب المناط بعهدته فاذا انتهى ذلك عدت الى واجاباتي المهنية دون التدخل في ما يفعله غيري. ما هو تقديرك لحقيقة مناخ كرة القدم التونسية اليوم؟ المسك بزمام امور كرة القدم التونسية فريضة على كل مسؤول في اي مستوى كان. لان الانحراف الذي اشرت اليه في سؤال سابق لا يهم الاحتراف بل السلوكيات والتصرفات غير المعهودة في كرة القدم التونسية والتي وقع سابقا غض الطرف عنها والتي ظهرت منذ مدة والتي كان واضحا ان حصادها اتيا حتما وهو حصاد سلبي للاسف. هل لك ان تحدثناعن بعض من هذا الحصاد؟ كل الماسي التي تشهدها مختلف اقسام كرة القدم في الايام الاخيرة والتي تنقل للمشاهد والمستمع والقاريء تمثل الجانب الظاهر من حصاد هذه البذور التي زرعتها اطراف مختلفة متداخلة في تسيير كرة القدم التونسية. كمحب للملعب التونسي كيف تتابع واقع الفريق اليوم؟ ككل المحبين مبتهج بمواصلة نفس المنهج الذي اتبعه نادينا العزيز منذ سنة 2004 والذي قلت في شانه انذاك ان شجرته ستعطي اكلها بعد 4 او 5 سنوات وان كانت النتيجة المتحصل عليها حاليا تعادل تلك التي تحصل عليها الملعب التونسي موسم 2007 -2008 يعني 4 سنوات بعد الموسم الذي اعتمدت فيه الخطة او بالاحرى المخطط للنهوض بفرع كرة القدم وبفرع كرة السلة وفرع كرة اليد فاني اتمنى بكل صدق ان تتحصل كل هذه الفروع على نتائج افضل حتى تتدعم مسيرة النادي وتتعمق جذور نجاحه بطريقة لا رجعة فيها ولو ان في الرياضة لا شيء يضمن بطريقة دائمة. هل انت على اتصال بالمكتب الحالي للملعب التونسي؟ التعاطف مع كل المسيرة كاف بان يمثل افضل جسر بيني وبين اخوتي وابنائي الذين يسيرون النادي حاليا. هل ترتاد الملاعب لمشاهدة مبارياته؟ ليس من عادتي التردد على الملاعب لمشاهدة المباريات الرياضية في الملاعب عندما اكون خارج اطار المسؤولية المباشرة وذلك لانني من ناحية منذ صغر سني اشاهد بانتظام مباريات الملعب التونسي حتى التحقت كلاعب بصنف الاداني وهذا يعد زمنا طويلا وكافيا لمشاهدة المباريات مباشرة في الملاعب التي تدور فيها. ومن ناحية اخرى فترة ابتعادي عن المسؤولية هي فرصة لاسترجاع نصيب من القوة التي ينفقها كل مسير جاد و نزيه في خدمة ناديه. ولكن هذا لا يعني اني افرط في مشاهدة اي مباراة تبث على احد القنوات التلفزية. كيف يبدو لك فريق الاكابر للملعب التونسي هذا الموسم؟ كنت اشرت سابقا انه بتواجد المدرب الحالي تمكن فريق الاكابر من التحصيل على افضل النتائج الممكنة بالامكانات المتاحة. ماذا يعجبك اليوم فيه؟ استمرارية منهجية وقواعد التسيير التي داب عليها النادي كلما كان بايدي ابن من أبنائه. مالذي لا يعجبك اليوم فيه؟ حتى اتمكن من الاجابة على سؤالك الغريب لا بد ان اكون مطلعا على كل التفاصيل التي تهم حياة النادي وهذا ما ليس بوسعي لاني لا يمكنني الا الوقوف مع الفريق ومساندته حتى يواصل النجاح. لا غرابة في السؤال الذي اراد ان يدغدغ فيك المحب الغيور على الملعب التونسي؟ فان كنت ترى فيّ محبا غيورا لهذا النادي العريق والمجيد فكيف أتحدث عن شيء لا يعجبني. ...و من الحب ما قتل سي محمد؟... حب الجمعية اعتناق لمصلحتها و يقظة لمستقبلها فان كان المحب اعمى في عشقه لناديه فانه لا يمكن له تدارك نقائصه وإصلاحها. هل صحيح ان الملعب التونسي اليوم قادر على الفوز بالالقاب؟ تنقصنا بعض الاشياء منها ملعب خاص باللمعب التونسي وتوفير امكانيات مالية اهم مما هو الحال منذ سنوات. يعني بالتدقيق الملعب التونسي اليوم لا يمكنه المنافسة بقوة على الالقاب؟ لم اقل ولن اقول ذلك قط. فالتنافس على الالقاب هو رهين ميزان قوى متعددة لا يعتبر الملعب الخاص والامكانيات المتوفرة الضخمة المقياسان الوحيدان للفوز بالاقاب بل توفيرهما يزيد من حظوظ التتويج . واتمنى ان يكون هذا حال الموسم الرياضي الحالي بكاس تونس التي هي من تقاليد النادي الذي يعد من اكثر النوادي التي تحصلت على هذا اللقب عدة مرات. بماذا تختم هذا الحوار؟ بأصدق الاماني بان تخرج كرة القدم التونسية من مرحلة الصعوبات العديدة التي عطلت مسيرتها وقهقرت نتائجها وذلك في اجال لا تقبل الاطالة المفرطة لان هناك دولا تتقدم بكرتها بنسق لا يمكن لنا ان نتركه موسعا الهوة بيننا وبينهم . أجرى الحوار: عبد السلام ضيف الله - تصوير ز هيكل هميمة