وضعه الهدّاف الفرنسي الشهير «فونتان» على رأس قائمة أفضل اللاعبين في نهائيات كأس العالم بالارجنتين عام 1978 وقال عنه آنذاك: «يبقى طارق ذياب حسب اعتقادي سيّد الميدان فقد أثبت أنه ملك الكرة في افريقيا» أما اللاعب والمدرب السابق للترجي الرياضي عبد الرحمان بن عزالدين فقد تحدّث عن طارق قائلا: «إن لمعانه وتحكمه في الكرة يجعلان هذا اللاعب من أحسن عناصر عصره لا في القارة الافريقية فحسب بل كذلك على الصعيد العالمي». هذا بعض ما قاله الفنيون والعارفون بكرة القدم عن اللاعب الاسطوري طارق ذياب الذي قد لا يجود علينا الدهر بمثله مستقبلا مع شديد احترامنا لكل المواهب الكروية الصاعدة حاليا، ذلك أن طارق ذياب لا يعتبر أحد أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة التونسية فحسب ولكنه أيضا اللاعب التونسي الوحيد الذي سجل اسمه في خانة كبار القوم في القارة السمراء على غرار «ساليف كايتا» و«الخطيب» و«فراس» و«التيمومي» و«ماجر» و«ميلا». وذلك عندما نال شرف الحصول على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في افريقيا سنة 1977 . «الشروق» حاورت طارق ذياب الذي لا يعتبر اصلاح الكرة التونسية مجرد شعارات وكلمات رنانة بقدر ما هو خطة واضحة تمس كل عناصر الكرة من الألف الى الياء بداية بالناشئين والبنية التحتية والتحكيم وصولا الى نظام الاحتراف والتمويل والاعلام وهو ما تكتشفونه في الحوار التالي: سنوحد جهودنا لخدمة الكرة التونسية ونرفض الاقصاء سألنا طارق في بداية الأمر عن حقيقة اعتزامه الترشح للانتخابات المرتقبة صلب الجامعة التونسية لكرة القدم فقال: «نحن نحاول في الوقت الراهن لمّ الشمل وانهاء حالة العداوة التي ميزت العلاقة القائمة بين جامعة كرة القدم والأندية التونسية في بعض الأوقات بعيدا عن كل أشكال الاقصاء ومن خلال اعادة جميع الأشخاص الذين بحوزتهم الكفاءة والقدرة على خدمة الكرة التونسية الى الواجهة من جديد وذلك سواء تعلق الأمر ببعض اللاعبين السابقين أو أيضا المسؤولين الذين يتمتعون بقدر عال من الكفاءة دون الانسياق وراء الانتماءات الرياضية الضيّقة لأننا سنوحد جهودنا حول هدف واحد وهو خدمة الكرة التونسية وأعتقد أن الجامعة التونسية لكرة القدم ينبغي أن تكون بمثابة جسر للتواصل بين مختلف الأطراف علما وأننا نرفض منطق الاستحواذ على مناصب الآخرين فأنا شخصيا لا أمانع مسألة بقاء السيد علي الحفصي إن أراد ذلك الا أنني مع ذلك أدعو الى اجراء انتخابات سواء صلب جامعة كرة القدم أو كذلك في الاندية تماما مثلما أقدم عليه النادي الافريقي وأعتقد أن الكلمة الفصل ستكون للاشخاص الأكثر حبا وتقديرا لدى الجمهور الرياضي وهو ما كنت ناديت به منذ أكثر من عشرين عاما تقريبا». برنامج اصلاح الكرة التونسية جاهز وهذه خطوطه الكبرى معرفته الجيدة بالوضع الحالي للكرة التونسية جعلت طارق يضع برنامجا دقيقا للنهوض بها عندما يكتب له الالتحاق بجامعة كرة القدم وقد لخّصه كالتالي: «أعتقد أن برنامجنا جاهز وهو يشمل ارساء لجنة متابعة للمنظومة الاحترافية في كرتنا وإعادة صياغة وتنقيح قوانين الجمعيات والارتقاء بالبنية التحتية وتوجيه العناية الضرورية للعمل القاعدي على مستوى تكوين الشبان والنهوض بقطاع التحكيم وضمان استقلاليته ومحاسبة رئيسه هذا بالاضافة الى العمل على انجاح المشاركات القارية للأندية التونسية من خلال برمجة خاصة يقع اعتمادها بمجرد بلوغ الاندية المشاركة الأدوار المتقدمة وكذلك التفكير في الجوانب الخاصة بتمويل الأندية التونسية اعتمادا على تحسين العائدات المالية المتأتية من البث التلفزي ومن شركة النهوض بالرياضة...». ينبغي على الأندية أن تكون حرة ومستقلة تطرقنا في هذا الصدد بالذات الى رصد رأي طارق بشأن مشروع الترجي الرياضي آفاق 2019 والذي سيتحول بموجبه فريق باب سويقة الى مؤسسة تجارية قائمة الذات فقال: «أكدت بأننا سنسعى الى تغيير قوانين الجمعيات لكن أعتقد أنه تنتظرنا عدّة أشياء ستحظى بالأولوية قبل التفكير في تحويل الأندية الى مؤسسات تجارية إذ ينبغي أوّلا توفير الامكانيات الضرورية وتنظيم التصرف المالي والعناية بالشبان... قبل خوض هذه التجربة كما أننا ينبغي أن لا نكتفي بتطبيق تجربة مماثلة صلب الترجي فحسب لأننا سنوجه اهتمامنا بكل الفرق دون استثناء علما وأنني أدعم فكرة محافظة الأندية على المداخيل المتأتية من وزارة الاشراف وأن يكون عمل الجمعيات تحت رعاية جامعة كرة القدم لذلك أعتقد أن أنديتنا في حاجة الى التدرج بطريقة واضحة خاصة وأن بلادنا عرفت لتوها الثورة فنحن نسعى الى أن تكون الاندية حرّة ومستقلة وأن تتخلص تماما من مسألة اختزالها في شخص معيّن . تجربة الطرابلسي أفضل شهادة له يبقى المنتخب الوطني الواجهة الاولى للكرة التونسية وعنه قال طارق: «أظن أننا سنسعى الى انجاح مهمة المدرب الوطني دون التدخل في الشؤون الفنية أما بالنسبة للمدرب الحالي للمنتخب الوطني التونسي سامي الطرابلسي فأظن أنه برهن أنه مدرب محترم وأعتقد أن تجربته في النادي الصفاقسي والمنتخب الوطني أعتبرها شخصيا أفضل شهادة يمكن أن تكون بحوزته لكن ينبغي علينا مساعدته لانجاح مسيرة المنتخب الوطني».