اضطر رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي السابق ايهود أولمرت الى قطع زيارة كان يقوم بها الى الخارج لشرح موقفه من قضية فساد عقاري في القدس اعتبرتها وسائل الاعلام اكبر فضيحة في تاريخ اسرائيل. وقالت اذاعة جيش الاحتلال ان محكمة القدس رفعت امس الرقابة عن القضية واتاحت كشف الاسم الكامل للمشتبه به الرئيسي الذي وصفته بانه «شخصية عامة بارزة» وتتطابق الأحرف الأولى من اسمه مع اسم أولمرت. مطلوب وقد اوقفت شرطة الاحتلال رئيس بلدية القدس السابق اوري لوبوليانسكي الذي خلف اولمرت عام 2003 في رئاسة البلدية للاشتباه بضلوعه في قضية رشاوى دفعت مقابل بناء مجمع عقاري ضخم أطلق عليه اسم «هوليلاند» (الأرض المقدسة). وذكرت صحيفة «هآرتس« العبرية أمس ان الشرطة ستستجوب أولمرت قريبا. وعلق مجهولون في القدس ملصقات تظهر صورة رئيس الوزراء السابق وتحتها عبارة «مطلوب»، فيما تصدرت القضية الصفحات الاولى لصحف أمس. وكتبت صحيفة «معاريف» (يمين) «الخناق يضيق» حول ايهود اولمرت مع صورة لرئيسي البلدية السابقين معا في ورشة. من جهتها عنونت صحيفة «اسرائيل هايوم» (يمين) بالخط العريض «صناعة الفساد». اما «يديعوت احرونوت» الواسعة الانتشار فنشرت وثائق حول التحويلات المصرفية تحت عنوان «هكذا دفعت الرشاوى». وكلها ارفقت بصور لاولمرت ولوبوليانسكي ضمن افتتاحية حملت عنوان «كل شيء يمكن شراؤه». ومجمع «هوليلاند» الذي بني في احد اجمل مواقع القدس كان يفترض في بادئ الامر ان يضم ثلاثة فنادق لكن بدلا من ذلك تم بناء مجمع عقاري ضخم. وهذا المشروع الذي لم يحظ بشعبية ونددت به وسائل الاعلام باعتباره «يشوه منظر القدس» حظي بعدة استثناءات قانونية تتعلق بخطة الحصول على الاراضي وهو ما اتاح بناء مئات المساكن خارج الحدود التي تفرضها عادة القوانين. واعلن المتحدث باسم اولمرت عمير دان ان رئيس الوزراء السابق ينفي اي دور في هذه القضية وانه مستعد للرد على اسئلة المحققين. ثلاث فضائح ويحاكم اولمرت (64 عاما) في ثلاث فضائح منذ 21 سبتمبر 2009. وتعود الوقائع التي يحاكم فيها الى فترة توليه رئاسة بلدية القدس، ثم وزارة الصناعة والتجارة (2003-2006). وهو متهم بالاحتيال واستغلال الثقة والتزوير والتهرب الضريبي. واولمرت الذي يدفع ببراءته يواجه عقوبة السجن عدة سنوات. واستقال اولمرت، الرئيس السابق لحزب كاديما الوسطي، من منصبه في 21 سبتمبر 2008 بعد ان اوصت الشرطة باتهامه رسميا بتلقي اموال بصورة غير مشروعة من رجل اعمال يهودي امريكي. وقرر أولمرت العودة على وجه السرعة الى اسرائيل الليلة قبل الماضية بسبب الشائعات التي طالت اوري ميسر شريكه السابق في الفضيحة حسب الاذاعة العامة «الاسرائيلية». وأوقف أوري ميسر شريك أولمرت السابق في مكتب محاماة الأسبوع الماضي الى جانب عدة مسؤولين في بلدية القدس ورجال اعمال يشتبه في ضلوعهم في قضية «هوليلاند»