... وأخيرا بدأ النوم يعود الى عيون مربّي الماشية وخاصة منها البقر الحلوب بعد ما أرقهم لصوص الماشية أولئك الذين توصلوا ذات فترة الى ربط علاقة وطيدة مع «كلاب العسة» حتى أنها باتت لا تعرف النباح عليهم. والويل والسّم والقتل لكل كلب ينبح من هذه الكلاب داخل الاسطبل أو في ساحته. عاد النوم الى العيون والاطمئنان الى النفوس والراحة الى القلوب وما كانت هذه العودة لتحصل لولا يقظة رجال الأمن وحرص اللجان التي تنتمي الى أكثر من وزارة على تشديد الرقابة والتمسك بها في كل طريق ومسلك ومعبر على «الماشية وين ماشية»؟ خاصة بعدما قطع ديوان تربية الماشية شوطا كبيرا ومحمودا في ترقيم الماشية ترقيما يحيل الباحثين مباشرة على معرفة مالكها وعنوانه بالتحديد وبسهولة عبر وسائل التسجيل التكنولوجية الحديثة وهكذا تسارع نمو راحة البال في الأرياف ونزلت درجة الخوف على أبقارنا الحلوب أطال الله في أعمارها وكثّر في ألبانها من الهجرة غير الشرعية، ومن أن تكون المسالخ محط ترحالها في كل وجهة. لقد كانت إناث البقر خصوصا عرضة للسرقة وها هي الرجال تتصدى وتضع حدا للظاهرة وتنجح في الأمر بامتياز تبقى إناث الأغنام مهددة بالتلف والإجحاف والخوف كل الخوف من ان لا يبقى في القطيع الا الأكباش التي لا ينفع تناطحها لا الاقتصاد ولا البلاد ولا العباد. كل الجزّارين من أقصى البلاد الى أدناها يشهرون سكاكين الذبح في رقاب النعاج و«البركوسات» لأنها أرخص ثمنا في الاسواق من ذكور الاغنام خرفانا كانت ام «براكيس» أم أكباشا. ومن يدري ان النعجة في هذه الحالة ودفاعا عن حياتها ونسلها ستثغو بأعلى صوتها.