هي حملة شبه منظمة بصفاقس تنادي بمقاطعة خدمات المشغل الثالث للهاتف الجوال ونعني بها «أورانج تونس».. سبب الحملة هوتركيز الشركة لجهاز استقبال وارسال على سور المدينة الذي شيد سنة 849 ميلاديا وعد من أجمل أسوار المدن العربية.. أهالي صفاقس رأوا في تركيز «الهوائي» على سور مدينتهم العريق استهتارا بتاريخ وعراقة الجهة وتطاولا على جزء من هويتها العربية المسلمة، وللدفاع عن السور الذي دافع عن أسلافهم ورد العدوان على أجدادهم فيما مضى من الزمن، استنفر الأهالي من خلال مواقع «الفايس بوك» و«الأنترنات» مطالبين بتحويل الهوائي الى مكان ثان لا يشوه وجه تاريخ المدينة المشرق .. الحملات تنوعت واتخذت أشكالا متعددة، لكن الهوائي تسمر في أعلى السور في شموخ وتحد واضح لكل النداءات التي جاءت في مجملها مقنعة ومعبرة عن غيرة الأهالي عن ماضيهم وتاريخهم ..آخر النداءات جاء صوتها أعلى من الهوائي تنادي بمقاطعة شركة «أورانج تونس» وخدماتها بالرغم من تلهف المواطن على مشغل ثالث يخلق منافسة جديدة يستفيد منها المستهلك .. في خضمّ هذه الحملات، زار السيد «جون لوك» مسؤول بشركة «أورانج تونس» مدينة صفاقس في اليومين الأخيرين وكانت له لقاءات هنا وهناك برجال الأعمال وخاصة بهيئة الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والغرفة التجارية بصفاقس الذين صارحوا مسؤول الشركة بتوجس الأهالي وقلقهم من «هوائي السور». دون مماطلة، اتخد السيد «جون لوك» قراره في نزع جهاز الاستقبال والارسال من السور حسب ما أكده لنا السيد حافظ بن عمر الكاتب العام لجمعية المعرض وعضو الغرفة التجارية والصناعية بصفاقس مبينا انه من حق الأهالي المطالبة بالمحافظة على سورهم الذي تفتخر به البلاد باعتباره من أجمل أسوار المدن العربية ان لم نقل أجملها على الاطلاق. سور مدينة صفاقس شيد سنة 849م في عهد الأمير أبي العباس محمد ابن الأغلب على يد صاحب علي بن سلمّ البكري الذي تولى القضاء بصفاقس وسائر قرى السّاحل وهو في ما ذكر في بعض المصادر التاريخية كان بنى جامع صفاقس وسورها بالطّوب» (اللبيدي) وقد وقع تجديدهما بالحجارة والكلس في عهد الأمير أبي ابراهيم أحمد ابن الأغلب (856/863م). بقي أن نشير الى أن «أورانج تونس» وبعد اطلاق أول تجربة للمكالمات الهاتفية بالبحيرة شمال العاصمة، نجحت في اليومين الأخيرين في تجربتها بمدينة صفاقس ومن غير المستبعد أن تنطلق في الأيام القليلة المقبلة في تقديم خدماتها لحرفائها بمدينة صفاقس التي تعد واحدة من أكبر المدن من حيث عدد الاشتراكات بكل من « اتصالات تونس « و«تونزيانا». ويتردد ان الشركة درست الوضع جليا بصفاقس وستستغل نقاط ضعف المشغلين المنافسين لتضمن نجاحها في «السوق الصفاقسية» وخاصة بجزيرة قرقنة التي عادة ما يغيب «الريزو» فيها وتحديدا على مقربة الشواطئ التي يؤمها عدد كبير من المصطافين ..