يعود تاريخ تشييد سور صفاقس الى سنة 849م في عهد الأمير أبي العباس محمد ابن الأغلب على يد صاحب جبنيانة علي بن سلّم. بني بالطوب أولا ثم جدّد بالحجارة والكلس في عهد الأمير أبي ابراهيم أحمد ابن الأغلب (856 863م)، وكان له دور فعال في الدفاع عن المدينة في فترات صعبة منه: الاحتلال النورماني، هجمات الإسبان وفرسان القديس يوحنا بمالطا والبنادقة.ويعتبر سور مدينة صفاقس من أجمل الأسوار الاسلامية بتونس هندسة وتصميما وبناء، وأقدمها على مستوى منطقة المغرب العربي، وقد انفرد بالبقاء تامّ الشكل الى اليوم محيطا بالمدينة العتيقة من كافة جهاتها على صورته الأولى، وان رمّم مرّات عديدة وأعيد ما كان وقع منه في أحداث تاريخية عديدة مثلما كان الشأن في العهد الصنهاجي والحفصي والتركي.خصوصيات السورإن الحجارة المستعملة في بناء السور صغيرة الحجم ماعدا بعض الأجزاء والحصون بنيت بحجارة ضخمة ومنقوشة، مربّعة أو مستطيلة الشكل وهو يبتدئ من الأسفل عريضا بنحو المترين والنصف ويتصاعد مسندا فيقلّ عرض جداره حيث لا يتجاوز في نهايته الخمسين سنتمترا تقريبا ويبدو أنه قد زيد في ارتفاعه حيث ظهر بالجهة بالشرقية أثناء بعض الأشغال شرفات مصطفّة في وسط الجدار مما يدلّ على أنها كانت سابقا في أعلى السور.السور والبحرتقول بعض الروايات التاريخية إن شاطئ البحر كان يبتدئ من مقام «سيدي جبلة» (شارع 18 جانفي) ويأخذ في الالتصاق بالسور جنوبا حيث القصبة وقصر الوالي القديم، ثم يأخذ في الابتعاد عن السور كلما اتجه نحو الشرق الى أن يصل الى محطة الأرتال حاليا، حيث كانت المرسىالشرقية وشارع الحبيب بورقيبة وهو مكان الشاطئ الأول.وقد وصف الشاعر «ابن حمديس» التصاق البحر بالسور من جهة القصبة في القرن الحادي عشر ميلاديا في قصيدة مدح بها حاكم صفاقس علي بن تميم الصنهاجي، قال فيها بالخصوص: ولم أر أرضا مثل أرضكم التي يقبّل ذيل القصر في شطّها البحر.والقصر هنا هو قصر حاكم المدينة منذ تأسيسها الى العهد الحفصي ومازال موجودا داخل القصبة بالرّكن الجنوبي الغربي.