بمناسبة إعلان سيادة الرئيس زين العابدين بن علي 2010 سنة السينما والفنون البصرية، وفي إطار دورته العاشرة ينظم مهرجان ربيع سبيطلة الدولي ندوة سينمائية عربية كبرى بمشاركة عديد الأسماء اللامعة في المشهد السينمائي التونسي والعربي التي ستؤثث فقرات الندوة من خلال عدد من المداخلات والشهادات. كما ستستضيف المدينة التاريخية أسماء لامعة مثل ممدوح الأطرش وغسان شميط من سوريا وطلال العواملة وريم بوشناق من الاردن وشفيق المهدي من العراق وحسن بن جلّون من المغرب الى جانب محمد الزرن ورضا الباهي وكمال بن وناس من تونس، فيما سيكون النجم المصري سعيد صالح ضيف الشرف وسيقدم شهادة حول تجربته السينمائية وستتناول الندوة التي ستلتئم يومي 30 أفريل و1 ماي المقبل، موضوع «السينما العربية الجديدة والراهن العربي، علاقة تماس، محاكاة .. او لا مبالاة». وهو عنوان مثير ومستفز مثلما جاء في الورقة العلمية الخاصة بالندوة: «.. وهو عنوان مثير للجدل حقيقة ومستفز للحظته يسائل مدوّنة السينما العربية ومنجزها في البحث عن علاقتها بالأرض جغرافيا وتاريخا وذاكرة». وتساءلت الورقة العلمية عن المقصود بالسينما العربية الجديدة؟.. ماهي خصوصيات هذه السينما وملامحها؟ مثلما طرحت رأي النقاد في هذا الموضوع الشائك حيث يقسّم النقاد والباحثون والدارسون السينما العربية الى مفصلين تاريخيين.. المفصل الاول ويمثله جوهريا انموذج السينما المصرية الذي تربّت عليه الذائقة العربية لأجيال وأجيال وتحوّل الى «قالب مرجعي» لعدد من السينماءات العربية وهو نموذج يقدّم سينما ذات خطاب هلامي يصنع الأوهام والأحلام ويقدّم ميلو دراما بعيدة او هي معزولة عن قضاياها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والفكرية، بل هي سينما ابتذلت كل هذه القضايا في اتجاه ترسيخ سينما رومانسية تحلق بعيدا في سماء الأوهام. المفصل الثاني يمكن التأريخ له مع أو بعد نكسة 1967 التي كان لها الأثر العميق في الفكر والثقافة العربية شعرا ورواية وأدبا وتفكيرا ومسرحا وسينما، حيث برزت أصوات جديدة في كل هذه الأجناس وظهر ما يمكن ان نطلق عليه «موجة جديدة» في السينما العربية تمثل قضايا مجتمعها وهزائمه وآلامه ونكساته.. وقد أطلقت على هذه الموجة أسماء وصفات عديدة منها السينما الشابة والسينما البديلة... وهي سينما سعى صناعها الى اختراق السائد الذي رسخته السينما المصرية واقتراح خطاب سينمائي جديد برؤية مخصوصة وكتابة بديلة ملتصقة بواقعها. واختتمت الورقة العلمية قولها بأن هذه الأسئلة تبقى مشروعة تثيرها ندوة السينما العربية الجديدة التي ستحتضنها مثلما ذكرنا مدينة سبيطلة يومي 30 أفريل و1 ماي المقبل.