في اطار الاحتفال بشهر التراث نظم المركب الثقافي ببئر الحفي بالتعاون مع طلبة الفنون والحرف بسيدي بوزيد أيام 16، 17 و18 أفريل مهرجان السياحة الثقافية والفنون التراثية تحت شعار «حماية التراث مسؤولية الجميع». حيث تضمنت الفعاليات جملة من الفقرات والعروض على غرار خيمة العادات والتقاليد في عرض حي لمظاهر الحياة الشعبية والغناء البدوي واللباس التقليدي وورشات في صناعة الطين الى جانب معارض المنسوجات والخزف والحجارة المنحوتة والنقش على الخشب.. الجانب الفكري في هذا المهرجان تميز بحضور الكفاءة والخبرة المصرية في مجال البحوث والدراسات المتعلقة بالحرف الطبيعية التقليدية والخامات البيئية حيث شارك في الندوة المقامة على هامش المهرجان حول موضوع التراث وأهمية حمايته: سليم محمد عوض الله دكتور وجامعي من مصر خبير في الخامات الطبيعية بمنظمة اليونسكو ونائب مدير عام مركز المشروعات الصغيرة بجامعة حلوان المصرية الذي بيّن خلال حديثنا معه ان تونس تسير على المسار السليم في مجال الحفاظ على موروثها الحرفي والفني بفضل دراساتها وبحوثها الأكاديمية في قطاع التراث، كما أن لمعاهد الفنون والحرف دور مهم جدا في الحفاظ على هذه الحرف لكن يبقى من الضروري محاولة تطويرها وتوثيقها ومن الواجب الاستفادة منها خصوصا في مجالات تشغيل خريجي المعاهد والاحاطة بهم في انجاز المشاريع الصغرى... محدثنا أكد ايضا ان تظاهرة شهر التراث من شأنها النهوض بالسياحة الثقافية على غرار التجربة المصرية في هذا المجال حيث تقام مثلا احتفالات «الهجن» بسيناء المصرية وهي تظاهرة فرجوية يتم خلالها تسابق الجمال... بالاضافة الى تظاهرة «الأشغال التراثية» بمرسى مطروح وهي محطات ثقافية استفادت منها مصر على مستوى تنشيط السياحة الخارجية التي تعتبر الرهان المنشود بالبلاد التونسية التي تزخر بالحرف البيئية والخامات الطبيعية (جلود، عظام الحيوانات، النخيل، القواقع البحرية...) التي مثلت موضوع مداخلة هذا الخبير المصري بعنوان «منتوج تراثي متطور» تضمنت كيفية الاشتغال على هاته الخامات الطبيعية مع ضرورة المحافظة على أبعادها الرمزية والجمالية.