لا تزال حادثة عامل المطعم الحبيب العمراني بسوسة الذي تحوّل رصيده البنكي من مائة وعشرين دينارا الى مائة وعشرين مليارا بسبب خطإ بنكي تثير اهتمامات بعض وسائل الاعلام المرئية العربية والتي اكتشفت هذه الحادثة عن طريق «الشروق» التي نشرت الخبر بتاريخ 28 مارس 2010. بعد أن اتّصلت قناة «نيوتي في» «NewTV» اللبنانية التي تعرف برمز «الجديد» بجريدة «الشروق» من خلال برنامج للنشر لطوني خليفة قصد دعوة الحبيب العمراني الى الظهور في البرنامج وتسليط الضوء على هذه الحادثة الطريفة والفريدة من نوعها. اتصلت ب «الشروق» أيضا مؤخرا قناة «أم بي سي» «MBC» قصد تخصيص فريق تلفزي من تونس لتصوير الحبيب ومحاورته. استئثار بالسبق في وقت كانت قناة «نيو تي في» بصدد ايجاد الطريقة الممكنة لبث هذه الفقرة دخلت قناة «أم بي سي» MBC بسرعة في التنفيذ فكلّفت المنشّطة سنيا الوافي من قناة 21 صحبة فريق تلفزي بشركة خاصة بالتنقّل الى سوسة والتصوير مع الحبيب الذي تفاجأ وتردّد في القبول وبعد نقاش مطوّل قبل الأمر. الحكاية بالصوت والصورة انطلق التصوير من مقر عمل الحبيب بالمطعم وأنجز الحوار في منزله الذي يقع في منطقة القصيبة (8 كلم عن سوسة) حيث تجمّع الجيران حول الفريق التلفزي وكثرت التأويلات! ماذا لو أصبحت مليارديرا؟ سؤال فاجأت به الاعلامية سنيا الحبيب ثم زوجته «هندة» فأجاب الاول بتلقائيته المعهودة لا يمكن ان أحلم بأموال ليست ملكا لي اما زوجته فلم تكن أقلّ طيبة من زوجها ورفعة في الأخلاق حيث رفضت حتى مجرد التخيّل بالتنعّم بأموال الغير وإن حصلت تلك الأموال من باب الحلال فأول شيء تفكّر فيه الصدقة وانجاز مشروع لزوجها يخلصه من ضغط عمله اليومي ويضمن له الحرية على حد تصريحها. القانون يقول كلمته! حرص الفريق التلفزي على الاتصال بأحد المحامين بسوسة وهو الاستاذ لطفي ساسي الذي أكد ان القانون يلزم الحبيب بأن يرجع المبلغ بحكم ان مصدره ناتج عن خطإ إداري وفي صورة رفضه فهناك اجراءات قانونية تطبّق عليه وأكد الاستاذ ان الخطأ يتحمله البنك. سؤال يفرض نفسه! في وقت تتهافت فيه هاتان القناتان اللتان لهما وزنهما الاعلامي على هذه الحادثة التي قد تكون شكليا عابرة ولكن في جوهرها ترسّخ صورة ايجابية عن التونسي في تعامله مع المادة وحرصه على الثوابت والحفاظ على الملك العمومي وهيبة المؤسسات رغم الخطإ المرتكب والذي حصل سابقا في أكبر البنوك العالمية. وقد يتكرّر لاحقا ولكن يبقى للضمير كلمته الفصل، ورغم هذا المغزى نجد الفضائيات التونسية لم تول الموضوع اي اهتمام مما قد يخلّف أكثر من نقطة استفهام!