خذوني على جهلي كما أنا. واعتبروا أفكاري تراثية تقليدية بالية. ولا تنتزعوا مني براءتي في ما أزعم وأقول. ودعوني أسأل من يتخذون من الحَداثَة «حِدّاثة» هل هم صادقون أولئك الذين يزعمون أننا قوم مولعون ب«الربوخ» والجلد المنفوخ. ومختصون موهبون في تربية الأبدان على «الفزّاني مرتاح»، راحة البط البري في مياه الغدران الراكدة!!؟ هل نحن حقا تجاوزنا الزمن في الخط المتواصل في طريق العصر!!؟ وهل نحن فعلا متخلفون عن الركب الحداثي كما يدعي الحدثيون الحدّاثون لأننا لا نعصر أبداننا رقصا عصريا. ولا نسقي نفوسنا عصيرا عصريا مستوردا من غير ثمارنا على نخب قوم السراويل الهابطة والأذواق الهابطة في «لُوك» «Look» كل صعلوكة وصعلوك تخطّت وتخطى الخطوط الحمر لكل موروث وطني ثابت!!؟ دعوني أسألهم: أليست الوطنية تمتد على امتداد جذور الوطن. وتعظم مع عظمة جذعه وتتفرع مع تفرّع أغصانه وتورق مع أوراقه وتزهر مع أزهاره وتثمر من ثماره!!؟ أليس ما عدا ذلك انبتات!!؟ أليس من حقي ومن حق أمثالي أن يخشى على «الصنّافة» من «ماك دونالد»!!؟ أليس من حقي وحق أمثالي أن أخيّر «سروال عبد الرحمان» على فستان «الستّ نانسي» لأنه أكثر سترا للوجه والعورة!!؟ أليس من حق شريحتي أن تختار «الصالحي» على «رابْ البلطي» مثلا!!؟ أليس من حق الناشئة أن تنهل من شهر التراث بأيامه الثلاثين ولياليه الثلاثين ما يروي شجرتهم جذورا وجدعا وأوراقا وأغصانا وأزهارا وثمرة!!؟ قولوا ما شئتم أعمى، أبله، غرّ، وهاتوا من الأوصاف والأحكام في شأني ما استطعتم ودعوني أسأل واربطوا السؤال حبلا في عنقي. أين السادة؟ أين الجماعة؟ أين النخب في تفعيل شهر التراث الذي يُقام هذه السنة تحت شعار «حماية التراث مسؤولية الجميع»، فأين الجميع!!؟ أخشى ما أخشاه أن يكون الكثير من جميعنا يتلهّون بالحداثة وانتهت «الحِداثة».