رغم كثرة المهاجمين في تونس فإنها كثرة بدون طائل من ورائها ذلك أن مهاجمي الفرق التونسية والمنتخب الوطني على حد السواء لم يعد لهم أنياب ولا مخالب وباتوا مستأنسين وفي أحيان كثيرة عاجزين أمام المرمى.. وهو ما تؤكده الأرقام المفزعة فمعدل الأهداف التي سجلها منتخبنا الوطني خلال التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010 لم يتجاوز 1.6 ليكون الأسوأ في تاريخ «النسور» ولم يحرز أي مهاجم تونسي صريح على لقب هداف البطولة منذ موسم 20062007 بل الأدهى والأمر أن الهداف التاريخي للمنتخب الوطني يحمل أصولا برازيلية (دوس سانطوس)... كل هذه المؤشرات المفزعة جعلت الآمال معلقة على شخص الهادي البياري المهاجم الدولي السابق وهداف البطولة الوطنية خلال ثلاث مناسبات (19791980) و(19821983) و(19831984) (وهو إنجاز فريد) وذلك عندما حمل على عاتقه مسؤولية جسيمة وتاريخية منذ حوالي سنتين تولى خلالها مهمة تجهيز ثلة من المهاجمين سيكون بإمكانهم فكّ العقم الهجومي للمنتخب بدرجة أولى ثم بفرقهم ثانيا وذلك بعد ثلاث سنوات فحسب وعددهم ثمانية اعتبرهم البياري عصارة ما توصل إليه بعد مجهودات سنتين بمركب برج السدرية ورأى فيهم تميم وبن عزيزة والصنهاجي والجزيري وعقيد وغيرهم من المهاجمين الأفذاذ وهم كالآتي: إدريس المحيرصي قال عنه البياري إنه يملك خصال اللاعب الدولي السابق تميم الحزامي، من سرعة فائقة وقدرة كبيرة على تغيير النسق ويجيد تسجيل الأهداف بالإضافة إلى إتقان المراوغات وحذق الضربات الرأسية وهو حاسم وبإمكانه تسجيل أهداف حاسمة في أي لحظة. فهمي قاسم شبّهه البياري بالمهاجم الدولي السابق وهداف البطولة الوطنية خلال موسمي 19751976 و19771978 رؤوف بن عزيزة إذ يتمتع هذا المهاجم الشاب بحسن التمركز أمام المرمى ويتفوق على رؤوف بتسديد الكرات الثابتة ولكن عيبه الوحيد تفاديه للصدامات المباشرة. مبتغى الورغلي اعتبره البياري قوة بدنية ضاربة ويحذق اللعب بالرأس، ويتميّز بالسرعة ويجيد تسجيل الأهداف وقد شبهه البياري بالمهاجم السابق وهداف الإفريقي خلال موسم 19811982 لطفي الصنهاجي من ناحية القوة البدنية. زياد عونلّي لم ينكر الهادي البياري أنه يرى في هذا المهاجم صورته عندما كان لاعبا فهو يتمتع بفنيات عالية، ويجيد التمركز ويتمتع بفطنة واضحة وله قدرة كبيرة على تسجيل الأهداف. حسام الدين بالرابح قال عنه البياري إنه يتميز بقدرة فائقة على استيعاب كل النصائح دون استثناء بفضل القدرات الذهنية التي بحوزته وهو ما انعكس على الميدان ويرتكز كذلك إلى قوّة بدنية واضحة. محمد الجلاصي يتميز الجلاصي بالسرعة الفائقة ويرتكز على القوة البدنية لكنه مازال حسب البياري يفتقد إلى المهارات الفنية. أحمد الصولي قال البياري إنه يتمتع بعدة خصال هجومية ولكنه التحق بصفة متأخرة بالمجموعة لذلك ينتظره عمل شاق خلال الأيام القادمة. عبد الكريم الناوي قال البياري إن هذا المهاجم يتميز بعنصر السرعة وبعدة فنيات مهارية تساعده على تسجيل الأهداف. تضحيات جسيمة وتذمر من التوقيت المدرسي تنتمي هذه العناصر التي ذكرناها إلى منتخب 1994، ويتحمل هذا المنتخب مشاق التدرب في حدود السادسة صباحا على أن يتم تخصيص حوالي ساعة للعمل الخصوصي للمهاجمين المذكورين تحت إشراف الهادي البياري.. قبل أن يتم إخلاء سبيلهم للالتحاق بالمعهد على أن تكون الحصة التدريبية الثانية في حدود السادسة مساء ولم يخف البياري وجود إشكال واضح على مستوى التوقيت المدرسي الذي بات يتطلب مراجعة فورية خاصة أن الأمر يتعلق برياضة النخبة، ويشرف على هذا المنتخب المدرب عبد الحي بن سلطان ومساعده مراد باشا والمعد البدني حسان بلغيث وخالد عزيز مدرب الحراس بالإضافة إلى الهادي البياري مدرب المهاجمين وذلك بالتنسيق مع الإدارة الفنية والجامعة التونسية لكرة القدم ووزارة الإشراف. ترتيب المهاجمين... لأنه لا يغالط أحدا ولا يجيد المجاملة فقد قدّم البياري الترتيب التفاضلي التالي لهذه العناصر التي تحمل آمال الهجوم التونسي بعد ثلاث سنوات: 1) إدريس المحيرصي (الترجي) 2) زياد عونلّي (الترجي) 3) فهمي قاسم (النجم) 4) مبتغى الورغلي (النادي البنزرتي) 5) حسام الدين بالرابح (الإفريقي) 6) عبد الكريم الناوي (النجم) 7) محمد الجلاصي (الإفريقي) 8) أحمد الصولي (المنتخب الوطني)