أصدرت الدائرة الجنائية بابتدائية الكاف مؤخرا حكما بالسجن مدة 25 عاما على كهل قتل زوجته خنقا بقطعة حبل في أحد أرياف ولاية سليانة خلال السنة الماضية. وكان المحكوم عليه لجأ (قبل اكتشاف أمره) الى برنامج «المسامح كريم» في قناة «حنبعل» وادعى أن زوجته هربت وناشدها العودة الى أسرتها ومنذ ذلك اليوم أصبحت تعرف بقضية «حنبعل». وكشفت الأبحاث أن المتهم (43 سنة) كان يعيش خلافات مستمرة مع زوجته وصلت في الأيام التي سبقت الحادثة حدّا قرّرت فيه الزوجة مغادرة محل الزوجية والعودة الى منزل والديها بمدينة القلعة الصغرى من ولاية سوسة إلا أن الزوج منعها من ذلك وهددها بسوء العاقبة لكنها أصرّت على موقفها وعزمت على تنفيذ ما كان يجول بذهنها عندها ارتمى عليها الزوج وتولى لف قطعة حبل على عنقها وشرع يضغط عليها بكل ما أوتي من قوة حتى خارت قواها وسقطت جثة هامدة. حينها قام بإخفاء الجثة تحت السرير حتى ساعة متأخرة من الليل ثم أخذ فأسا ورفشا (بالة)وتسلل بين الحقول حتى وصل الى مكان بعيد عن الحركة حيث حفر به حفرة كبيرة وضع فيها الجثة ثم أوراها التراب وعاد الى منزله معتقدا أنه تخلص من التتبعات القانونية. وفي اليوم الموالي أخبر ابنيه الصغيرين والأجوار والأقارب بأن زوجته تغيبت فجأة عن المنزل ولم يعرف مصيرها ولم يكتف بهذا بل ظهر في قناة «حنبعل» في برنامج «المسامح كريم» وصرح للمشاهدين بأن زوجته غادرت المنزل وناشدها أن تعود الى ابنيهما واعدا إياها بحياة سعيدة بلا خلافات وكانت حيلة منه لتضليل أعوان الأمن والرأي العام إلا أنها لم تنطل على صهره الذي سارع بتقديم شكوى لدى النيابة العمومية بسليانة يتهم فيها الزوج بقتل ابنته مقدما فرضيات وأدلة مقنعة أخذت بها النيابة العمومية وأصدرت إنابة عدلية تولى بمقتضاها أعوان الحرس الوطني الذين انكبوا على البحث في تفاصيل القضية الى أن تمكنوا من الوصول الى الزوج. وبالتحرير عليه اعترف لدى باحث البداية ثم قاضي التحقيق بقتل زوجته ودلّ على جثتها وقام بتشخيص أطوار الجريمة على النحو المذكور وتمسّك بذلك مما جعل قاضي التحقيق يأذن بعرضه على الفحص الطبي النفسي فتبيّن من خلال التقرير الطبي أنه لا يشكو من أي مرض عصبي أو نفسي فوجهت إليه دائرة الاتهام تهمة القتل العمد المجرد وإحالته على الدائرة الجنائية بالكاف فسلّطت عليه الحكم المتقدم.