وأخيرا حصل ما كان متوقعا منذ الهزيمة في مباراة جمعية جربة بمنزل بورقيبة بالذات وتدحرج الفريق الى الرابطة الثالثة مخلفا الحسرة والأسى في نفوس أحبائه الذي ظل عددهم يتضاءل من جولة الى أخرى الى احد وجد الفريق نفسه يلعب أمام مجموعة لا يتجاوز عددها الخمسين نفرا بعد ان كان جمهور الملعب الافريقي معروفا من شمال البلاد الى جنوبها بمساندته الدائمة لفريقه في منزل بورقيبة وخارجها فما الذي حصل وما الذي جعل الأحباء يهجرون فريقهم والأهم من كل ذلك ما هي أسباب نزول الفريق الى الرابطة الثانية في أعقاب الموسم القادم؟ في البداية لا بد من الاعتراف بأن مصير الملعب الافريقي كان قد تحدد منذ نهاية مرحلة الذهاب عندما جمع الفريق ثمانية نقاط من أصل تسعة وثلاثين نقطة ممكنة، ساعتها عادت الى الأذهان معجزة الموسم الماضي وكيف نجا الفريق من النزول في الوقت بدل الضائع من مباراة الملعب القابسي عندما منع الحارس بشير بوسحابة الكرة من ولوج الشباك و أنقذ الفريق من النزول الى الرابطة الثالثة وظل الجميع يعيشون على ذلك الحلم الى أن اصطدموا بالنزول الذي بات حقيقة بعد ان كان مجرد كابوس. ليس من التجني على أحد عندما نقول ان المدرب السابق عاطف الذوادي ساهم بقسط وافر في النتائج السلبية التي تحققت بدءا بالرصيد البشري الذي اختاره والمتكون من ستة وثلاثين لاعبا ووصولا الى الاختيارات الفنية والبشرية في المباريات وفي هذا الصدد يقول المحب يسري الهمامي «لقد أضر المدرب عاطف الذوادي كثيرا بفريقنا فهذا المدرب تعتبر تجربته الأولى كمدرب أول وقد حاول استغلال الفرصة كأحسن ما يكون لتثبيت أقدامه في عالم التدريب وهذا من حقه ولكن من سوء حظه وسوء حظ الملعب الافريقي ان اختياراته كانت فاشلة وشرك لاعبين تربطهم به علاقة صداقة مثل هيثم المزي على حساب آخرين. والمتتبع لمسيرة الفريق يمكن ان يلاحظ حجم الاضافة التي قدمها شادي الكريمي في مرحلة الاياب بتسجيله لستة أهداف مقابل اكتفاء المزي بهدف وحيد في مرحلة الذهاب. وقد كان بامكان الذوادي الانسحاب من تلقاء نفسه بعد ان أكد ان ظروف العمل غير مريحة في الملعب الافريقي لكنه لم يغادر الفريق الا بعد أن تمت اقالته. أهداف لم تتحقق لكن لسائل ان يسأل ما هي أسباب استقدام عاطف الذوادي دون غيره وهنا برر أصحاب القرار في الهيئة المديرة وهما رئيس الجمعية عز الدين ميهوب ورئيس فرع كرة القدم مكرم بلحاج خليفة بأن ذلك كان بسبب ضعف الامكانيات المادية والتي لا تسمح بالتعاقد مع مدرب مقتدر وصاحب خبرة ووضع الجميع ساعتها أهدافا محددة وهي احتلال رتبة وسطى وتكوين مجموعة من الشبان ولكن لم يتحقق اي من هذه الأهداف، فلا الفريق ضمن البقاء و لا منحت الفرصة لأي لاعب شاب الا بعد أن تأكد الجميع من النزول وساعتها تم الحاق أربعة أو خمسة لاعبين من الآمال بتمارين الأكابر ولم يقع تشريك أي منهم ولو لد قيقة واحدة. قرارات ارتجالية أثناء فترة تنقلات اللاعبين الشتوية تململ عديد اللاعبين وطالبوا بفسخ عقودهم مع الجمعية بسبب عدم حصولهم على جزء من منحة الإمضاء التي تعود للموسم الماضي، وأمام محدودية امكانياتها المادية وجدت الهيئة المديرة الحل الأمثل حسب صناع القرار فيها وهو تقليص مدة العقد الى جوان 2010 مقابل تنازل اللاعبين بشير لحمر وأمير الطريفي ومحمد علي بن رمضان عن مستحقاتهم وبذلك منحت الحرية لهؤلاء بدون مقابل مادي انطلاقا من جويلية القادم وهو خطأ ينضاف للهيئة المديرة بالتوازي مع تحقيق النزول. هيئة مديرة بدون هيبة حالة التسيب بلغت درجة لا تطاق داخل الملعب الافريقي هذا الموسم وكم من مرة دخل رئيس الجمعية في خلاف مع أحد اللاعبين على مرأى ومسمع من الجميع والأدهى من ذلك أن بعض اللاعبين قاموا بتصرفات يندى لها الجبين أمامه ومنهم من شتمه بسبب عدم الحصول على مستحقاته المادية وفي هذا المجال يقول المحب وليد البجاوي «رئيس الجمعية الحالي ليست له هيبة فاللاعبون يشتمونه ونحن كأحباء طلبنا منه بكل لطف وبكل قسوة الاستقالة في نهاية مرحلة الذهاب لانقاذ ما يمكن انقاذه لكنه تشبث والآن نقول له بالصوت العالي «ارحل أنت وهيئتك وكفانا ما تحقق على يديك من نزول ومن تفريغ للجمعية من أبنائها». مستقبل غامض بعد أن أصبح النزول حقيقة بات الأحباء يفكرون في المستقبل وقد أجمعوا على ضرورة رحيل الهيئة الحالية بأكملها وفي هذا السياق يقول المحب عادل الطياشي «نطلب من السلط الجهوية بكل لطف ان تتدخل لتجبر الهيئة الحالية التي أضرت بالفريق على الاستقالة حتى لا يحصل لنا ما حصل لفرق اخرى مثل محيط قرقنة والحديد الصفاقسي والملعب السوسي وغيرهم كثيرون ممن بات النسيان يلفهم».