هي امرأة تبلغ من العمر 75 سنة لم تحمل يوما بطاقة تعريف قومية ولا وطنية. لم يتم حتى مجرد التفكير في إدراجها ضمن دفاتر الحالة المدنية... حتى عقد صداقها «غير المسجل» جرفته سيول المياه المنهمرة إثر كارثة فيضان مع ما تملكه من أدباش، لتجد السيدة حبيبة نفسها اليوم وبعد أن توفي زوجها في فترة ليست بالبعيدة محرومة أولا من منحة دفن زوجها ومن جرايتها ثانيا. وقبل ذلك بسبعة أشهر حُرمت أيضا من منحة دفن ابنتها!! وتقول محدثتنا ل«الشروق» ما مفاده أن عملية تسجيلها لم تقع لا عند ولادتها ولا بعدها. تزوجت في سن ال14 باتفاق أهلها وعائلة الزوج وحضور شهود لم تبق إلا ذكراهم. عقد صداقها لم يتم تسجيله والاخطر من هذا ان هذه الوثيقة ذهبت سدى إثر كارثة مائية في الستينات. الغريب في الامر أن مضمون ولادة الزوج وكذلك مضمون وفاته يحملان اسم السيدة حبيبة بصفتها الزوجة. ولكن كلما توجهت محدثتنا الى أقسام استخراج المضامين لا تجد لاسمها وجودا. السيدة حبيبة تقدمت مؤخرا بملفها الى الصندوق القومي للضمان الاجتماعي قصد تمكينها من مصاريف دفن زوجها ومن جرايتها. ولكن للاسف تعود السيدة حبيبة بخيبة أمل كبيرة سببها عدم استظهارها بمضمون ولادتها. تعيش السيدة حبيبة في حالة يرثى لها من الاحتياج توفيت ابنتها قبل الوالد ب7 أشهر ولم تتمتع بمنحة دفنها هي الاخرى لنفس السبب، هكذا عبرت محدثتنا عما اختلج بداخلها من حسرة وحزن أولا لحالة فراق ابنتها وزوجها وثانيا الى ما آلت اليه حالتها الاجتماعية.