أفضت نتائج الانتخابات التشريعية البريطانية الى ولادة «برلمان معلق»، لا يتمتع فيه اي حزب بالأغلبية القادرة على تشكيل الحكومة المقبلة، فيما بدأ حزب الديمقراطيين الأحرار الحاصل على 59 مقعدا بمغازلة حزب «المحافظين» الحائز على أكثر من 300 مقعد. وأظهر استطلاع للرأي لدى خروج المقترعين من مراكز التصويت نشرته شبكات «بي بي سي» و«سكاي نيوز» و«إي تي في» ان «المحافظين فازوا ب307 مقاعد في مجلس العموم، فيما حصل حزب العمال على 255 مقعدا بينما حاز «الأحرار الديمقراطيين على 63 مقعدا من مقاعد مجلس العموم البالغة 650. فوز عريض ولكن... وعلى الرغم من ضمان «حزب المحافظين» بزعامة ديفيد كاميرون» أكبر حصة برلمانية من حصص المجلس فإنه عاجز عن تشكيل حكومة بمفرده الذي يستوجب الحصول على 326 نائبا كحد أدنى. وبهذه الأرقام، يتقهقر حزب العمال مقارنة بالمجلس الفائت بنحو 87 مقعدا فيما يخسر الأحرار نحو 8 مقاعد ذهبت معظمها لصالح المحافظين. ووفق هذه النتيجة الاولية فإن تحالفا بين «الأحرار» و«العمّال» بات مستحيلا، على الرغم من تأكيدهما قبل اجراء الانتخابات على أهمية قيام توافق يساري تقدمي حاكم. تحالف جديد واعتبر زعيم حزب «الديمقراطيين الأحرار» نيك كليغ ان التحالف مع «المحافظين» بات قريبا. وقال كليغ انه لن يعارض اجراء محادثات بشأن تشكيل ائتلاف حاكم مع «المحافظين» الذين نالوا أعلى الأصوات في الانتخابات العامة. ورأى ان الحزب الفائز بأكبر نسبة أصوات وأكبر عدد من المقاعد ينبغي ان يحظى بالفرصة الاولى لتشكيل الحكومة. وعلق المتابعون على هذا التصريح بالاشارة الى ان «العمّال» سيمتعضون للغاية من هذا التقارب باعتبار انه سيسحب من تحت أقدامهم السلطة ويضعهم في صف المعارضة عقب 13 عاما من الحكم.