بلمسة وفاء إنسانية صادقة وهادفة لأهالي الجنوب التونسي وتحت إشراف وزير الصحة العمومية انطلقت مؤخرا قافلة صحية هامة من مطار تونسقرطاج الدولي، هذه القافلة أعطى إشارة انطلاقتها السيد «محمود سعيد» الأمين العام المساعد للمنظمات والجمعيات بحضور الدكتورة «نجاة بن موسى حداد» رئيسة جمعية مقاومة الأمراض المزمنة والتي تترأس في نفس الوقت هذا الطاقم الطبي الذي يتركب من 30 طبيبا مختصا وفنيين سامين وإطارات شبه طبية تحولوا خصيصا للجنوب التونسي وتحديدا لأهالي تطاوين. القافلة نظمتها جمعية مقاومة الأمراض المزمنة بالتعاون مع السلط الجهوية بولاية تطاوين وبالاشتراك مع المستشفى الجهوي بتطاوين وكذلك بدعم كبير من الصندوق الوطني للتأمين على المرض والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. «الشروق» واكبت عن كثب هذا الحدث الصحي الهام والجاد في ربوع الجنوب التونسي (تطاوين)، الذي أضفى في الواقع حركية صحية غير معهودة بالمنطقة حيث ترى الفرحة والتفاؤل والاستعداد التام للمواطن للاطلاع والاطمئنان على صحته والخضوع للفحوصات الطبية الذين هم في حاجة ماسة وأكيدة لها والدليل على ذلك الإقبال الكبير من أهالي تطاوين على هذه العيادات الهامة التي وفرتها القافلة والطاقم الطبي المتطوع. وقبل انطلاق الفحوصات الطبية مع الأهالي أقيمت بالمناسبة ندوات علمية والأيام التحسيسية الثامنة للكشف المبكر والوقاية من سرطان الثدي وعنق الرحم الأيام افتتحها كل من الدكتور والأستاذ «هادي خيري» رئيس قسم طب النساء والتوليد بسوسة. ورئيسة قسم طب النساء والتوليد بالرابطة تونس الأستاذة «فوزية زواري» اللذان تطرقا لموضوع هام وهو أمراض السرطان لدى المرأة فهي في الواقع صعبة ومستعصية في آن واحد ومتعددة وسريعة الانتشار. ففي تونس ركزنا عملنا النوعي والتحسيسي لدى المرأة كالحرص على الكشف المبكر ومراقبة المريض لنفسه والاتصال السريع والمباشر والفوري بطبيبه مع إجراء فحوصات فورية وتحاليل أولية تؤكد سلامة وصحة المريض على مستوى الثدي وعنق الرحم وهذه المراقبة من المستحسن أن تقوم بها كل مرأة متزوجة على الأقل مرة في السنة إلى جانب ذلك يجب الاعتماد على الكشف بالأشعة والكشف بالصدى فهما أساسيان في المساهمة من تقليص نسبة حجم الورم لدى المريض ولدينا إحصائيات في تونس تؤكد أننا وصلنا في انخفاض قطر الورم من 47ملم إلى 41 ملم أي بانخفاض 6ملم وهذا في الواقع هام جدا، والفضل يعود للمراقبة الطبية والكشف المبكر والوعي الكبير التي تتمتع به المرأة في تونس إلى جانب التكلفة الباهظة التي تصعب على المريض أن يوفرها لمعالجة هذه الأمراض المزمنة. وفي اليوم الموالي وبزيارتنا للمستشفى الجهوي بتطاوين أين توجد القافلة والأطباء الذين تحولوا من تونس خصيصا لأهالي تطاوين حيث وجدنا إقبالا كبيرا على هذه العيادات ومواكبة للحدث اتصلنا ببعض الدكاترة للتحاور معهم: الأستاذ والجراح فتحي الخُمسي (معهد صالح عزيز): إلى حد الآن ومنذ الصباح الباكر قمت بتشخيص 20 حالة تقريبا والحمد لله لم توجد حالات مستعصية أو ورم متقدم جدا بل وجدنا حالات لازالت في بدايتها كالأمراض السرطانية على مستوى الثدي بنسب مختلفة سهل معالجتها ومراقبتها إلا حالتين يجب العناية أكثر بهما وقع استدعاؤهما للمعهد بتونس حتى يتسنى لنا معالجتهما بعناية مركزة. الأستاذ ورئيس قسم الأشعة «عمر السعدي» (معهد صالح عزيز) لقد قمت بمرافقة هذه القافلة حتى تقترب أكثر من المريض ونسهل عليه عملية التنقل إلى تونس الآن أقوم بعملية الكشف بالصدى الذي يلعب دورا هاما في الكشف عن الأمراض الخبيثة كالأورام على مستوى الثدي أو على مستى عنق الرحم والحمد لله كما ذكر الدكتور الخُمسي تعرضنا إلى حالتين سوف نعالجهما في معهد صالح عزيز بالعاصمة حتى تقع متابعتهما عن كثب. رئيسة جمعية مقاومة الأمراض المزمنة الدكتورة «نجاة بن موسى حداد»: في البداية أود أن أشكر كل من ساهم في إنجاح هذه القافلة الصحية الهامة والفريق الطبي المرافق لي عن تطوعهم وعن اللمسة الإنسانية الصادقة والهادفة لأهالي الجنوب التونسيتطاوين فنحن سعداء جدا ببعث هذه الفرحة والأمل في نفوس مرضانا الذين هم في أمس الحاجة لمثل هذه القوافل الصحية مما جعل الجمعية تتحول إلى تطاوين محملة خصيصا بجهاز كشف بالصدى الذي يلعب دورا هاما في تشخيص الأمراض المزمنة طبعا إضافة للجهاز المتواجد بالمستشفى الجهوي بتطاوين حتى يتسنى لنا كشف وتشخيص أكثر عدد ممكن من المواطنين في هذه الربوع العزيزة علينا.