التاريخ يؤكد ان منتخب جنوب افريقيا يقدّم مستويات متذبذبة فتارة ما يكون من أقوى المنتخبات وطورا يكون الحلقة الأضعف في سلسلة منتخبات القارة السمراء. الميز العنصري أثر في التاريخ غاب منتخب جنوب افريقيا عن تصفيات المونديال في الفترة الممتدة بين 1930 و1962 حيث لم يكن ضمن تصنيف الاتحاد الدولي ومنذ 1966 الى 1990 أبعدت جنوب افريقيا عن المشاركة بقرار من الفيفا بسبب نظام الميز العنصري بين البيض والسود حيث يعتبر جمع الأعراق من البيض والسود داخل منتخب جنوب افريقيا مخالفا لقانون الأقلية الذي وضعه البيض وهو ما كلّف المنتخب والرياضة بصفة عامة في جنوب افريقيا عزلة رياضية دولية. لكن منذ وصول رجل التاريخ مانديلا الى الحكم تبدلت الاوضاع وساهم في إلغاء هذا الحظر الرياضي لتنطلق جنوب افريقيا في مشاركات بدت محتشمة على الصعيد القاري والدولي. مشاركتان محتشمتان شارك منتخب الأولاد في كأس العالم لأول مرة في سنة 1998 بفرنسا وانسحب الفريق من الدور الأول بعد التعادل مع المنتخب السعودي بهدف لمثله والمنتخب الدانماركي بهدفين لمثلهما ثم الخسارة أمام فرنسا بثلاثية نظيفة. وشارك في نهائيات كأس العالم بكوريا واليابان في 2002 وكانت أفضل من المشاركات السابقة حيث تعادل مع الباراغواي بهدف لمثله وفاز على سلوفينيا بهدف نظيف وهزم بثلاثية مقابل هدفين أمام إسبانيا لينسحب من الدور الأول بفارق الأهداف. في انتظار الثالثة كانت محصلة الانجازات مشاركتين سابقتين في انتظار الثالثة التي يعلّق عليها احفاد مانديلا آمالا عريضة بحكم عامل الارض وبالنظر للمستوى المتميّز الذي ظهر به الفريق في كأس القارات في الصائفة الماضية حيث بدت بصمة الفني البرازيلي كارلوس ألبيرتو بيريرا مدرب الفريق واضحة بخلق طريقة لعب جديدة تعتمد الأسلوب الجماعي وقطع مع الطريقة القديمة التي كانت تلخّص مجهودات الفريق في لاعب واحد مثل ماكارتي أو فورتون في وقت من الأوقات خاصة وأن الفريق يقدّم هذه المرة أسماء على قدر كبير من الأهمية ورفعة المستوى مثل ستيفن بينار (لاعب ايفرتون الانقليزي) وبرنارد باركر مهاجم «تفنتي» بطل الدوري الهولندي وسيڤوي تشابالالا لاعب كايزر شيفز الجنوب افريقي. أول تحدّ لهذا البلد سيكون القدرة على تقديم تنظيم ناجح بعد حملة التشكيك التي طالت جنوب افريقيا في حين يبقى الانجاز الكروي من باب الامتياز.