المتتبعون للنشاط الكروي لابد أنهم لاحظوا اهتمام بعض الاندية الالمانية بلاعبين تونسيين ويمكن أن نعود الى الوراء لنذكر زبير بية ونبيل معلول وعادل السليمي ومحمد علي المحجوبي ومروان قزمير وناجح ابراهم وجوهر المناري والمهدي بن سليمان وحديثا أمير العكروت. للذين ليست لهم فكرة عن طريقة عمل الالمان قبل القيام بأي عملية انتداب فإنهم يتريثون ويخضعون اللاعب المزمع انتدابه الى اختبارات بدنية، في هذا الباب، نذكر ما حدث مع اللاعب أسامة الدراجي مؤخرا. هذا الاخير بعد أن أعرب أحد الاندية الالمانية عن رغبته في انتدابه تحوّل مؤخرا الى ألمانيا بطلب من أحد النوادي وخلافا لما تردد فإنه لم يخضع الى اختبار فني بل الى سلسلة من الاختبارات الطبية للوقوف على إمكاناته البدنية وفي هذا الباب، بيّنت الدراسة التي قام بها طاقم مختص أن هذا اللاعب في حاجة الى تحسين لياقته البدنية حتى يواكب نسق الكرة الالمانية كما أبرزت هذه الدراسة بعد معاينة هذا اللاعب في البطولة التونسية أنه كثيرا ما يتخذ رجله اليسرى كنقطة ارتكاز (appui)، كما لوحظ قوة تسديداته نحو المرمى والى جانب هذه النقطة، لاحظ هذا الطاقم أنه يتجنب الرجوع الى الوراء لافتكاك الكرة وهذا العائق يمكن إيعازه الى توجيهات مدربه في الترجي الرياضي الذي يطلب منه البقاء في الاماكن الامامية لمنع مدافعي المنافس من التقدم كما بينت ذات الدراسة أن هذا اللاعب لم يحظ بالاعداد البدني اللازم في فترة التكوين ويتجلى ذلك في هشاشة بنيته الجسدية. أما اللاعب الثاني الذي حظي بدراسة مماثلة من قبل الالمان فهو يوسف المساكني الذي كان محل متابعة خلال اللقاء الاخير بين الترجي الرياضي والمريخ السوداني وقد أثبتت هذه الدراسة أن هذا اللاعب هو الوحيد في البطولة التونسية القادر على التدرج بالكرة على امتداد 30 مترا بنجاح وتكون هذه الانطلاقة السريعة متوجة سواء بتمريرة أو تصويبة.