أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن لجنة المبادرة العربية أخطأت في قرارها إعطاء فرصة لمفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل. وقال مشعل في حوار مطول مع صحيفة «المصري اليوم» المستقلة إن «من يراقب الموقف العربي أو الفلسطيني الرسمي في إدارتهما للمفاوضات مع العدو الصهيوني يلحظ للأسف اضطراباً وارتباكاً ومراوحة فى ذات المربع، بل تراجعاً عن مواقف سابقة، فلجنة المبادرة ذاتها قبل شهر وتحديداً قبل القمة العربية ربطت بين العودة للمفاوضات وتجميد الاستيطان، وقمة سرت أكدت ذلك بقرار عربي، واليوم لجنة المبادرة العربية في اجتماعها الأخير في القاهرة تتراجع عن ذلك، وبالتالي تتراجع عن شرط تجميد الاستيطان، وهذا يضعف الموقف العربي والفلسطيني ويغري إسرائيل بالمزيد من التشدد والإمعان فى الاستيطان، وتجاهل المطالب الفلسطينية والعربية». وأضاف: «أما بالنسبة الى موضوع الضمانات فلا ضمانات أمريكية، ولا وجود لضمانات مكتوبة، والحديث عن ضمانات شفوية إن وِجدت لا قيمة لها خاصة إذا كانت هذه الضمانات معطاة لأي طرف عربي أو فلسطيني، فالضمانات الأمريكية للإسرائيليين دائماً تِحترم، لكن عندما تِعطى للعرب وللفلسطينيين فلا احترام لها مطلقا، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقرأ فى هذا السلوك الفلسطيني والعربي أنه تعبير عن ضعف». وأشار مشعل إلى أن «الحديث عن مفاوضات تقريبية أو مباشرة أو غير مباشرة في ظل اختلال موازين القوى وفي ظل افتقار المفاوض الفلسطيني لأوراق قوة حقيقية يضغط بها على الطرف الإسرائيلي يجعل هذه المفاوضات تتحول إلى عملية عبثية، وإلى استنزاف للموقف الفلسطيني، وإلى عملية استجداء وتتحول مع الزمن إلى غطاء يستفيد منه الطرف الإسرائيلي لتحسين صورته أمام المجتمع الدولي، وفك أزمته الدولية». وحول العلاقة بين مصر وحماس الآن، قال مشعل «إن العلاقة مع الشقيقة الكبرى مصر ليست في الحالة الطبيعية، فمصر تمثل لفلسطين ولغزة بشكل خاص الشقيقة الكبرى وكذلك هي الجار، وبالتالي الأصل أن تكون العلاقة على غير الواقع الراهن». وكشف أنه «لا جديد في الوقت الحاضر» في ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، وأضاف «نحن لا نبحث عن راع جديد للمصالحة ولا عن أوراق أخرى للمصالحة، وما نبحث عنه هو إجراء التعديلات اللازمة على ورقة المصالحة لتنسجم وتتطابق مع الأوراق التفصيلية التي توافقنا عليها طوال جولات الحوار في القاهرة». وكان مشعل التقى الليلة قبل الماضية الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في دمشق. ودعا ميدفيديف خلال اللقاء مشعل الى تحقيق المصالحة الفلسطينية على أساس مبادئ منظمة التحرير، كما دعا الى حل المشكلة المتعلقة باطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.