تونس «الشروق» استغل العرب المسلمون اعلان الملك جرجير استقلاله عن الروم فقاموا بحملات قصد نشر الدين الاسلامي لكنهم وجدوا مقاومة عنيفة من البيزنطيين والبربر ولم يتم التمكن من السيطرة الا بعد مرور نصف قرن... لقد تمكن المسلمون من القضاء على الامبراطورية الفارسية الساسانية وتجريد بيزنطة من أقاليمها الشرقية في غضون 10 سنوات (سوريا ومصر ولبنان وفلسطين والأردن) الا أنهم (المسلمون) وجدوا مقاومة عنيفة بإفريقية اذ استغرقت عمليات الفتح أكثر من 50 سنة وأنقسمت على مراحل وعلى اثر فتح برقة وفزان وطرابلس بالقطر الليبي تم التوجه الى افريقية عندما أعلن الملك جرجير استقلاله عن بيزنطة وكانت الظروف سانحة لعمليات الفتح... القائد عبد الله بن أبي سرح أول من أرسل حملة نحو تونس انطلاقا من برقة... الا أنه لم يتم الاقتصار على الاستقرار بل ورغم القضاء على المملكة البيزنطية بإفريقية فقد كان يتم ارسال سرايا للجند فقط... لكن في سنة 670م الموافق ل 50 هجريا قدم القائد عقبة بن نافع الفهري من جهة برقة على رأس 1000 فارس وحل بجهة قمونية وقد اختار مدينة القيروان ليعسكر فيها والتي تبعد عن السواحل وذلك خوفا من هجمات البيزنطيين بالاضافة الى بعدها عن مواطن البربر... وقد راوح عقبة بين الشدة واللين اذ تم اخضاع البربر بالقوة ومهادنه الروم... كانت هذه الحملات أولى بوادر الاستقرار العربي بتونس... في سنة 55 ه عزل عقبة من منصبه من طرف والي مصر وتم تعويضه بأبي المهاجر الدينار الذي توخي سياسة اللين مع البربر وألف القلوب بينهم وبين العرب ليشرع بعد ذلك في اتمام عمليات الفتح فوجه السرايا نحو منطقة قرطاجنة وتونس سنة 678 ميلاديا وفتح جزيرة أبي شرك (الوطن القبلي)... واصل أبو المهاجر الدينار سياسة التوسع وتمكن من هزم كسيلة زعيم قبيلة أوربة من البرانس ثم صالحه وكسبه الىالاسلام... كانت سياسة أبو المهاجر سياسة مرنة مما قلص في دخل الضرائب فتم عزله وتعويضه بعقبة الذي جهز فرسانا أشداء وتمكن من هزم الروم والبربر معا ثم أخضع قبائل لواتة وزناتة ومكناسة... تحت سيطرته.. لكن أثناء عودته إلتقاه كسيلة وباغته حيث تم قتل (عقبة) وأبي مهاجر الدينار....) ليكون خلف عقبة حسان بن النعمان الغساني الذي أتم نشر تعاليم الاسلام والقضاء على جيوب مقاومة الروم ليتم الاستقرار العربي الاسلامي ويؤسس تونس كأهم المدن العربية الاسلامية بإفريقية. المصادر: كتاب تونس عبر التاريخ جزء 7