أخَيرًَا قرّرَ جمع من العُلماء أنّ جدّنا الأوّل هو إنسانُ النياندرتال الذي انقرض قبل ثلاثين ألف سنة!! تمّ ذلك بعد بحثٍ اشترك فيه علماء من دُولِ مُختلفة زَفُّوا لنا الخبر وكأنّنَا لم نكن ننتظر غيره كي نُعلن الأفراح والليالي المِلاح!! كُلُّ ذلك خوفًا من أن يتعكّر مزاجنا إذا نحن لم نتخلّص من فكرة أنّنا قد نكون أبناء أو على الأقلّ أقارب الشمبانزي أو الغوريلاّ!! وهو خوفٌ لا أرى له موجبًا...فليس مهمًّا أن ينحدر الإنسان من القرد...المهمّ أن لا يعود إليه!! ثمّ ما المُطَمْئِنُ في أن ننتسب إلى إنسان النياندرتال؟ آخرُ المعلومات تفيدُ بأنّ هذا الجدّ المزعوم كان صيّادًا شرسًا، بل أشرس من الحيوانات المفترسة التي عاصرته...وهي صفة متوفّرة لدى أصناف كثيرة من إنسان هذا الزمان...يكفي أن نشاهد ما يحدث في فلسطين أو في الصومال أو في أفغانستان كي نؤمن بأنّ الإرث النياندرتاليّ حيّ يُرزق ولا حاجة بنا إلى طلبه لدى الأسلاف!! الأغرب أنّ هؤلاء الصيّادين الجُدُد يتشدّقون بحبّهم الكبير للحيوانات، بشكل يقف له شعر الرأس رعبًا...ماذا لو يخطرُ لهم أن يحبّوا أطفالهم أو أن يحبّونا بالطريقة نفسها؟!! أليس من الأفضل والصورةُ تلك،أن ننتسب إلى القرد؟ على الأقلّ القردُ نباتيٌّ في الأغلب، ولعوب، وذكيّ، ولم يُعرف عنه ميل إلى اللحم الآدميّ!!