اندلعت امس معارك طاحنة بين الجيش السوداني ومتمردي إقليم دارفور أدّت الى مقتل 108 عناصر من حركة العدل والمساواة ونحو 30 آخرين من القوات الحكومية، الأمر الذي اعتبرته الحركة نهاية لمسار المفاوضات مع الخرطوم وبداية فعلية للحرب. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني المقدم الصوارمي خالد سعد ان القوات الحكومية سيطرت على قاعدة رئيسية لحركة العدل والمساواة مشيرا الى أنها أسرت 61 عضوا من أعضاء «العدل والمساواة». وأضاف: «لقد استولينا على 16 عربة وثلاث شاحنات كبيرة واسترددنا جبل مون الواقع غرب الاقليم». قتلى في صفوف الشرطة بدوره، أعلن وزير الداخلية السوداني ابراهيم محمود حامد عن مقتل عدد من الشرطة المحلية وإصابة آخرين بجروح في معارك مع متمردي «العدل والمساواة» الذين هاجموا الطريق التجارية ما بين منطقة «الضعين» و«نبالا». وأضاف ان «العدل والمساواة» هاجمت طرقا تجارية تؤمّن نقل المواد التموينية لمواطني دارفور مما حدا بقوات الاحتياط الى الردّ مشيرا الى ان المتمردين حاقت بهم خسائر جسيمة، ماديا وبشريا. وتوعّد وزير الداخلية حركة العدل والمساواة التي وصفها ب «الارهابية» بالقضاء عليها قائلا: سنحسمهم كما حسمنا من قبل التمرد في «حسكنيتة» و«جبل مون». وتابع في هذا السياق ان حركة التمرد لم يتبق لها من العتاد سوى بعض السيارات تمارس بها الارهاب في الاقليم وتهدّد بها المواطنين. نفي... وتجميد في المقابل، نفت «حركة العدل والمساواة» حدوث قتال مع الشرطة على مستوى الطريق التجارية. وأفاد المتحدث باسم الحركة أحمد حسين آدم ان قوات «العدل والمساواة» تدافع عن نفسها وتصدّ هجمات الحكومة المركزية التي تكثفت عملياتها عقب الانتخابات، على حد تعبيره. واعتبر آدم ان الوضع في إقليم دارفور بات «وضع حرب» مشدّدا على أن حركته لن تعود الى المفاوضات في الدوحة وانها مازالت عند موقفها بتجميد المحادثات. ووصف «منبر الدوحة» بأنه منبر للعلاقات العامة بالنسبة للحكومة المركزية. ورجح الانسحاب النهائي من المفاوضات عازيا موقفه الى ما اعتبره تفكيرا في الحلول الأمنية والعسكرية لدى المؤتمر الوطني.