رأس السنة أشدّ الليالي حُلكة وضبابا وغيابك وحش مفترس هنالك حيث تغمرك الأضواء وتطفئ روحك المعجبات هناك حيث ينحتن من جسمك وقلبك الذي كان لي حتى صار كحبّة الجوز لابدّ أن ترى شبح شمعة في الظلام شمعة صغيرة ملوّنة تحاول دوما أن تكون بادية لك إنه ابننا الذي لم تشهد يوم ميلاده ولا أولى خطواته ولا أولى كلماته إنه يعرف ساعي البريد أكثر مما يعرفك ويناديه «صديق بابا» لمجرد أن يقول تلك الكلمة التي لا يهمّك كثيرا أن تسمعها وحين تُسأل عنه لا تعرف إن كان في الصف الثالث أو الرابع ولا تبدو متأكدا من لون شعره وعينيه أو لون بشرته لكنه يشبهك تماما في كل شيء إلا أن قلبه الذي بحجم الجوز أكبر بكثير من هذا العالم وكلما أثلج رأس السنة يظل الصوت الوحيد الذي يغطي على دقات الساعة والوعد الوحيد