كانت علاقات الأخوة والتعاون بين تونس وسوريا محل اهتمام الرئيس زين العابدين بن علي لدى استقباله صباح الجمعة الفارط السيد محمد ناجي العطري رئيس مجلس الوزراء بالجمهورية العربية السورية. لقاء جاء في خاتمة اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التونسية السورية التي اهتمت بمختلف أوجه التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتنموية وانتهت إلى إمضاء 6 اتفاقيات في مجالات النقل والقضاء والمالية وتطوير المؤسسات الصغرى والمتوسّطة والتعليم العالي والموانئ والنهوض بالصادرات. وتتّسم العلاقات التونسيّة السورية بالتعاون المثمر على قاعدة تعزيز وخدمة المصالح العربية وقضايا المنطقة ومصالح الشعبين الشقيقين ، وأكثر من مصالح البلدين والشعبين التونسي والسوري فإنّ العلاقات بين تونس وسوريا تنطلق من التنسيق والتشاور بشأن مجمل القضايا العربية والإقليمية والدولية ودعم قضايا الأمة ولاسيما القضية الفلسطينية والعمل على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبدإ الأرض مقابل السلام إضافة إلى تفعيل العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الراهنة، وأعربت تونس وباستمرار عن تضامنها المبدئي والشجاع مع سوريا ودعم جهودها لتحقيق السلام العادل والشامل واستعادة الجولان السوري المحتل. وكانت العلاقات الثنائية بين تونس وسوريا عكست وعلى امتداد العقود الفارطة عُمق الروابط ومبدئيّة الروابط التاريخية المتينة والوشائج الصادقة والأخوية التي تربطُ بين قيادتي وشعبي البلدين وحقّقت ودون قطيعة تواصلا شجاعا قرّب باستمرار مواقف البلدين حيال مجمل القضايا والملفات وجعلهما ينسُجان علاقات ثنائية نموذجية ما تزال تؤكّد الأيام أنّها علاقات قادرة على التطوّر والنماء. وفتحت نتائج اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التونسية السورية آفاقا واسعة لتقوية أوجه التعاون بين البلدين ليس فقط عبر حزمة الاتفاقيات التي تمّ إمضاؤها بل كذلك بالاتفاق الثنائي على وضع آلية لمتابعة تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه بين حكومتي البلدين (لجنة التفكير والمتابعة) مع وضع جدول زمني لتنظيم لقاءات بين المسؤولين في البلدين حرصا على دفع مسيرة علاقات التعاون المشترك. والذين تابعوا مُجريات الاجتماعات التونسية السورية التي امتدّت على مدار الأسبوع المنقضي خبروا الروح المسؤولة والبناءة التي تتملّك حكومتي البلدين لاستثمار كلّ الفرص المتاحة والممكنة لتحقيق انطلاقة جديدة واعدة لمختلف أوجه التعاون مع إنجاح هذه العلاقات المبدئية والشجاعة التي يقودها باقتدار رئيسا البلدين نموذجا للترابط والتكامل المرجو والمأمول بين المغرب والمشرق العربيين.