غادرت المتضررة منزلها الكائن بمنطقة العمران الأعلى بالعاصمة، لقضاء بعض الشؤون، فلمحها المظنون فيه (وهو ابن أحد جيرانها)، عندما كانت خارجة من بيتها، فراودته فكرة سرقة جانب من أثاثها وتجهيزات منزلها. ولم يتردد في عرض الفكرة على ابن خالته الذي رحب بالعرض ثم تسوّر الاثنان جدار المنزل وخلعا الباب الرئيسي ودلفا إلى الداخل وقاما بجولة سريعة فتّشا خلالها الغرف، فأمكن لهما الاستحواذ على مبلغ مالي هام وكميّة من المصوغ وجهاز حاسوب وغادرا المنزل قبل عودة صاحبته. وبعودة المتضرّرة لاحظت أثار الخلع على الباب، فأسرعت بتفقد منزلها، فاكتشفت اختفاء أموالها ومصوغها وحاسوبها. ورغم هول المفاجأة فقد تحاملت على نفسها وتوجهت إلى مركز الأمن مرجع النظر وقدّمت بلاغا في الغرض. «هدية» وبذلك انطلقت التحرّيات وتم رفع البصمات التي دلّت على هويتي المظنون فيهما إذ اتضح أنهما من ذوي السوابق في مجال السرقة، فتمّ ايقافهما واقتيادهما إلى مركز الأمن، وبالتحرّي معهما اعترفا من أول وهلة بارتكابهما لعملية السرقة وذكرا أنهما أهديا الحاسوب لصديقتيهما، فتمّ إيقاف الفتاتين اللتين أنكرتا علمهما بأن الحاسوب مسروق. وباستيفاء الأبحاث في شأنهم أحيلوا على أنظار العدالة لتقول كلمتها فيهم، بعد أن وجّهت للشابين تهمة السرقة الموصوفة باستعمال التسوّر والخلع. وبمثولهم مؤخرا أمام احدى الدوائر الجنائية بابتدائية العاصمة، المتهمان الرئيسيان بحالة إيقاف، والفتاتان بحالة سراح أعاد المتهمان اعترافاتهما المسجلة عليهما وطلبا الصفح فيما تمسكت الفتاتان بجهلهما لفساد مصدر الحاسوب. وبإعطاء الكلمة للسان الدفاع، لاحظ محاميا المتهمين الرئيسيين أن موكيلهما اعترفا بحثا وتحقيقا ومحاكمة بما نسب إليهما وطلبا بناء على ذلك اسعافهما بأقصى ظروف التخفيف. أما محاميا الفتاتين فقد لاحظا أن الركن القصدي غير متوفر وطلبا الحكم بعدم سماع الدعوى. وإثر المفاوضة قضت هيئة المحكمة بثبوت إدانتهم جميعا وذلك بسجن كل واحد من المتهمين الرئيسيين مدة أربعة أعوام وبسجن كل واحدة من الشريكتين مدة عامين اثنين.