أفرزت الانتخابات البلدية التعددية الأخيرة التي جرت يوم 9 ماي الحالي فوز خمس نساء برئاسة خمسة مجالس بلدية في باردو (ولاية تونس) وقربص (ولاية نابل) والشيحية (ولاية صفاقس) ونبّر (ولاية الكاف) ومرناق (ولاية بنعروس). ويأتي تصعيد السيدات الخمس لرئاسة البلديات في اطار حرص رئيس الدولة على مزيد تقريب المرأة من مراكز القرار السياسي ودعم مساهمتها في الشأن العام. ثلاث من رئيسات البلدية تمّ تجديد الثقة فيهن وسبق لهن تحمل المسؤولية الأولى في المجالس البلدية وهن السيدة سيدة العلاقي في مرناق وألفة الدشراوي في نبر وفيروز الفريحة البرادعي في الشيحية في ما بغلت السيدتان سلوى الخياري ودلال المخلوفي رئاسة بلديتي باردووقربص لأول مرة. «الشروق» وبعد أيام من تنصيب المجالس البلدية الجديدة حاورت الرئيسات الخمس وتحادثت معهن حول مسيرتهن وبرامجهن للخماسية القادمة. مدينة الغد السيدة سلوى الخياري رئيسة بلدية باردو وهي مندوبة للفلاحة بولاية تونس ترأست قائمة التجمع الدستوري الديمقراطي قالت انها ستسعى الى تطبيق ما جاء في برنامج سيادة الرئيس للخماسية القادمة وخاصة النقطة 22 منه لضمان مزيد النجاعة في العمل البلدي باعتبار أن البلديات في التصاق مباشر ووطيد مع المواطنين وهذا ما يزيدني عزما وثباتا على مزيد البذل والعطاء من أجل بناء مدينة الغد. وأضافت رئيسة بلدية باردوالجديدة لكل مواطن الحق في العيش في بيئة نظيفة بعيدا عن الأوساخ والأوحال والروائح الكريهة والحشرات وبها طرقات مهيأة وتنوير خارجي وفضاءات ترفيهية جميلة وفي محيط يتميز بالجمالية وبمظاهر التطور والرفاه. ومقابل ذلك فإن من واجب المواطن تسديد الأداءات البلدية والحفاظ على البيئة والمساهمة الفعالة في العمل البلدي والانصهار ضمن سياسة البلاد في هذا المجال. ووعدت الرئيسة الجديدة بالاصغاء الى شواغل متساكني باردو ودراسة مقترحاتهم والعمل على تحقيق ما يمكن تحقيقه للرفع من مستوى المهام البلدية الى مستوى تطلعات المتساكنين والأهداف التي رسمها سيادة الرئيس. مشاريع سياحية وتعد السيدة دلال المخلوفي الرئيسة الجديدة لبلدية قربص من أصغر رئيسات (وربما رؤساء) البلديات اذ لم تكمل بعدها سنتها الثلاثين وهي أستاذة جامعية. وعن برامج البلدية للخماسية القادمة قالت السيدة دلال المخلوفي إن المجلس سيعمل على تثمين وحسن استغلال الموارد الطبيعية المتوفرة في المنطقة وتحويل المحطات المعدنية وغيرها من المواقع الى محطات سياحية شهيرة في تونس وفي العالم خاصة من الناحية الأثرية والأركيولوجية. وسيعمل المجلس على خلق فضاءات شبابية ومنها مركب رياضي ومركز اصطياف متكامل للاستفادة من المنطقة التي كانت تمثل محطة رياضية هامة ومركزا للتربصات الرياضية تقبل عليها مختلف الاندية من تونس والخارج وسيتم العمل على ربط قربص بالضفة الشمالية لخليج تونس دعما للسياحة البحرية. ويأمل المجلس البلدي الجديد في تمكينه من الأراضي الدولية (13 هكتارا) لتقسيمها في اطار البرنامج الرئاسي لتمكين العائلات المعوزة ومحدودة الدخل من مقاسم اجتماعية اضافة الى الحد من أزمة السكن وحماية المدينة من مخاطر تساقط الحجارة من مستوى المحطة الاستشفائية الى عين العتروس وقربة المريسة من سيلان الأمطار اضافة الى حماية سواحل المدينة من الانجراف البحري. دعم الموارد السيدة فيروز الفريخة البرادعي رئيسة بلدية الشيحية تواصل رئاستها لمدة جديدة وهي مديرة بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة لدعم الانجازات التي تمّ تحقيقها خلال المدة المنقضية وهي إنجازات رائدة حسب شهادة الجميع. وأكدت السيدة فيروز أنها تحرص على دعم موارد ومداخيل البلدية وهي تحثّ المتساكنين على دفع الأداءات البلدية في آجالها بما يكرّس المواطنة لديهم وأضافت أن المجلس البلدي الجديد له برنامج هام في مجال التنظيف والعناية بالبيئة وتعبيد الطرقات وهي تعد المتساكنين بالإصغاء الى شواغلهم ومحاولة تحقيق ما يأملونه في اطار ما يمكن تحقيقه وسعيا لتحقيق الشعار المرفوع في الحملة الانتخابية من أجل مدينة أفضل لحياة أرقى وستكون أبواب البلدية مفتوحة لكل المتساكنين مرحبة بمقترحاتهم وتصوراتهم للارتقاء بمستوى جودة الحياة في المدينة. دعم المكاسب السيدة ألفة الدشراوي رئيسة المجلس البلدي بنبر عرفت العمل البلدي منذ سنة 2000 وتقلّدت فيه عدة مسؤوليات قبل أن تعهد لها رئاسة البلدية سنة 2005 وتجدد فيها الثقة مؤخرا بعد أن عرفت البلدية في عهدها عديد الانجازات والمكاسب في عديد المجالات. وإذا كانت بلدية نبر تحتفل هذا العام بمرور ربع قرن على إحداثها (1985 2010) فإنها عرفت عديد الانجازات وهي تواصل تنفيذ مخطط استثماري ضخم فاق مليون دينار وهي مقبلة على برنامج أوسع لتطوير شبكة الطرقات والتنوير العمومي والتطهير ومزيد العناية بالنظافة والبيئة وتحسين جودة الحياة. جودة الحياة قد تكون السيدة سيدة العلاقي أكثر رئيسات البلدية معرفة بالعمل البلدي إذ تعمل منذ سنوات كمهندسة للطرقات والمرور ببلدية تونس وساهمت في وضع عديد المخططات المديرية للمرور. وأفادتها تجربتها في رئاسة بلدية مرناق منذ سنة 2000 إذ تحملت مسؤولية نائب أول للرئيس ورئيسة لجنة الأشغال والتهيئة العمرانية قبل أن تتولى الرئاسة قبل انتهاء المدة السابقة ويتم تجديد الثقة فيها خلال الانتخابات الأخيرة. ووضعت السيدة العلاقي برنامجا هاما لتطوير المدينة التي توسعت سكانيا وأصبحت توفر رصيدا عقاريا كبيرا ومتنفسا للضاحية الجنوبية. كما تمثل المدينة قطبا فلاحيا هاما وهي بحاجة الى عديد البرامج خاصة في البيئة الأساسية والطرقات والترصيف. ووعدت الرئيسة بمزيد تدعيم الانجازات بالمنطقة والاستماع الى شواغل المتساكنين وتحسين طرق العيش في كل الأحياء والعناية بالبيئة والمحيط فيها.