أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده رفضت عرضا اسرائيليا حول الجولان وهي مستعدة لخياري السّلم والحرب وقال ان للقيادة السورية منهجية في التعامل مع الملفات المطروحة من لبنان الى إيران مروا بفلسطين والعراق، وهي لا تربط الملفات بدول بل بقضايا، ومن ثمّة اكتسبت دورها المحوري والمهم في المنطقة. وفي حديث لقناة «المنار» اللبنانية كشف الأسد أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف نقل خلال زيارته الأخيرة الى دمشق رسالة اسرائيلية من شمعون بيريز تتضمّن عرضا بالمقايضة بين الجولان وفكّ علاقة سوريا بإيران وحركات المقاومة «فكان جوابنا واضحا وهو أن الواقع يثبت أن اسرائيل لا تعمل من أجل السلام وبالتالي فإن بقية الكلام لا تفيد». مواقف سورية وردّا على سؤال عن موقف سوريا إذا أقدمت اسرائيل على شنّ عدوان جديد على لبنان قال الأسد «أعتقد أن الاسرائيليين يتمنّون أن يسمعوا الجواب على هذا السؤال وأنا لن أحقق أمنيتهم، هذه أمور عسكرية، لن نبوح بها ولن نكشف أوراقنا أو خططنا». وعن التهديدات الاسرائيلية التي رافقت الكلام عن تزويد سوريا المزعوم ل«حزب اللّه» بصواريخ «سكود» هل هي مؤشر على احتمال وقوع حرب جديدة أكد الرئيس السوري أن «كل مظاهر الحرب والسلم التي تطفو على السطح هي مظاهر وهمية، وأنا أقول إنه علينا أن نقلق إذا صمت الاسرائيليون وليس إذا هدّدوا». وأضاف الأسد أن «التهديدات التي تسمعونها وصواريخ ال«سكود» التي يتكلّمون عنها ليس لها علاقة بشروط الحرب واحتمالات وقوعها تماما كما أن محاولات الطمأنة اللاحقة لا تعني أن فرص السلام تزداد». وتابع الأسد قوله «نحن لا نثق في الاسرائيلي، ونتصرّف على أساس أن نكون جاهزين للحرب والسلم في أي لحظة» مشيرا الى «الخطإ الذي ارتكبه البعض حين شطب خيار المقاومة وتحوّل الى أسير لخيار السلام، في حين أنه من المفترض أن نكون في أتمّ الجاهزية للخيارين معا». المقاومة... والسلام وأكد الرئيس السوري أن المقاومة هي من أجل السلام المشرّف وليس من أجل الحرب للحرب. وقال الأسد «إذا لم تكن قويا لا أحد يحترمك، ان الأوراق التي تمتلكها هي التي تعبّر عن قوتك وتجعل الآخرين يحسبون لك حسابا، ولو أننا لم نكن نمتلك أوراقا ما كانوا ليقتنعوا بدورنا». وأضاف الأسد «وحدها عناصر القوة توصلك الى السلام الفعلي، السلام ليس غصن زيتون نلوّح به، فغصن الزيتون ينفع للدبكة، ولكن ليس للتعامل مع الواقع ولصنع موازين القوى». وشدّد الرئيس السوري على أنه يرفض ممارسة الضغوط على حركة «حماس» الفلسطينية أو غيرها من حركات المقاومة الفلسطينية حتى تتخذ مواقف مخالفة لإرادتها». وأشار الأسد الى أن السعوديين أدركوا أهمية الدور السوري في لبنان، وكان لديهم وعي حقيقي بأنه إذا لم تساعد سوريا على تجاوز لبنان أزمته فإن أحدا لا يستطيع أن يساعده، وهذا الفهم سهّل علينا أن نؤدي دورنا الايجابي في لبنان». وتابع الأسد قوله «لم نحاول خلال السنوات الماضية أن نردّ بالمثل على ما تعرّضنا له من قبل لبنان، لقد تعاملنا مع ما حصل باعتباره حالة انفعالية مؤقتة».