نزل خبر إمكانية رحيل فوزي البنزرتي كالصاعقة على جماهير الاحمر والاصفر التي اعتقدت لوهلة أن فريقها يشهد حالة من الاستقرار تمثل قوة دفع كبيرة للفريق وهو مقبل على خوض غمار دوري المجموعات من مسابقة دوري أبطال افريقيا... هذه الجماهير نسيت في لحظة أن اسم فوزي البنزرتي مقترن بالنجاحات بقدر اقترانه بالشطحات التي أصبحت علامة مسجلة باسم هذا المدرب فحكاية «الهروب» ليست بالجديدة على البنزرتي الذي سبق وأن فعل نفس الشيء مع الترجي نفسه ونسأل هنا كيف يلدغ اللبيب من الجحر مرتين؟ تتقاطع التبريرات وتختلف الاعذار التي يتقدم بها البنزرتي عند كل عملية «هروب» هذا إذا ما تأكدت العملية بالطريقة المعهودة ولكن الحقيقة التي نقف عليها جميعا بعد ذلك أن كل ما فعله هذا المدرب يدخل في إطار المسرحيات على طريقة «وان مان شو» فيؤلفها ويمثلها ويخرجها بنفسه، لنجده بعد أن غادر الترجي في 2006 يدرب المنتخب الليبي، ثم يترك الجمل بلا حمل ويعود الى الترجي وها هو هذه المرة يعيد نفس الكرّة والاسباب المعلنة، استياء لما حصل لفريقه «الأم» الاتحاد المنستيري تحت غطاء «المؤامرة» التي حيكت ضده من قبل بعض الاطراف في الترجي ولكن قد تسقط كل هذه التخمينات قريبا وينزع «الممثل» قناعه لتنكشف لنا حقيقة أخرى قد تصب في تحوّل البنزرتي الى نادي المريخ السوداني أو الى فريق إماراتي أو الى تدريب المنتخب الوطني بجراية خيالية (60 ألف دينار) وبأقل جهد ممكن... تختلف السيناريوهات والقراءات ولكن إذا ما صدقت التوقعات وغادر البنزرتي الترجي بمثل هذه الطريقة فعندها لا يمكننا الاجتهاد كثيرا للبحث عن الاسباب لانها ذاتية بالاساس ولا يقدر الواحد منا أن يغيّر طبع أخيه بمثل تلك السهولة ونقول أن كل ما حصل من «ألم» بدا على وجه البنزرتي بعد نزول الاتحاد ليس مبررا والسبب أننا ندعي تطبيق الاحتراف... السؤال المطروح، هنا، هو: هل أن الترجي كان مستعدا لمثل هذا السيناريو المفاجئ؟. رأينا المتواضع قد يقودنا الى الاجابة بالنفي فالترجي لم ولن يقف على اسم أي مدرب مهما كان رصيده وربما إبقاءه على البنزرتي يتأتى من إيمان إدارة الترجي بأنه الأقدر على تسيير الامور في صلب الفريق وفق المسار الصحيح دون الخوض في الامور الفنية والحديث عن العصا السحرية البنزرتية. «الشروق» فتحت الملف وواكبت الموضوع، وطرحت على المختصين في شأن الترجي الاسئلة التالية: كيف تبدو صورة فوزي البنزرتي إذا ما تأكدت مغادرته للترجي؟ وهل أن الترجي لن تقوم له قائمة برحيل البنزرتي... ومن هو المدرب الأنسب لتعويضه؟ محمد الهمامي عبد المجيد بن مراد: الترجي لن يتوقّف على البنزرتي وماهر الكنزاري أفضل بديل «في اعتقادي فإن الترجي الرياضي وكفريق كبير له خبرته وتجربته وعراقته في كل شيء وعلى جميع المستويات لن تتوقف مسيرته على رحيل فوزي البنزرتي بقدر ما ستظل عجلته مستمرة في الدوران وبالسرعة الناجعة خاصة أنه على عتبة باب دور المجموعات في كأس رابطة الأبطال وله المواعيد الأخرى التي يمكن أن يمهد بها سبل نجاحاته في المستقبل وذلك على كل الواجهات.. وأعتقد أيضا أن ماهر الكنزاري مدرب كبير له كل المواصفات ولا ينقصه أي شيء وبالتالي فهو قادر على مواصلة العمل حسب البرمجة المسطرة وذلك بالتعاون مع الطاقم الفني الموجود في الفريق والذي لا تنقصه هو أيضا الخبرة ولا الطموح وهو أفضل خيار حسب نظري حتى لا تتبعثر الأوراق بحلول أي جديد بحديقة الرياضة «ب» والذي قد يعتمد ما لا يمكن أن ينسجم أو يتناغم مع تلك البرمجة أو مع بقية العناصر والأطراف في الفريق والتي قد لا تنصهر في منظومة خياراته الجديدة ولذلك أعود وأشير إلى أن الكنزاري قادر على تحقيق ما ييسّر المهمة وما يمكن أن يحققه فوزي البنزرتي وأكثر بشرط أن تبقى الأجواء على حالها والحوافز والتشجيعات ومن مختلف الأطراف خاصة أن ماهر ابن الجمعية وله تجربته وإمكاناته ومن المفروض أن يجد حظوظه كاملة». علي الخميلي شكري الواعر: قرار غريب... والبديل أجنبي... «قبل كل شيء أريد أن أقول أن هذا الذي يحدث غريب... ولا أجد تفسيرا منطقيا له... لأنه لا يوجد ما يدعو البنزرتي الى الرحيل الآن عن الترجي فهو بطل تونس وتنتظره مرحلة المجموعات من رابطة الأبطال الافريقية... وهو الى جانب ذلك يتمتع بامتيازات مالية هامة... بالنسبة للبديل المحدد واضح وهو أن يكون صاحب خبرة في المسابقات الافريقية ذلك أن الترجي بانتظاره رابطة الابطال الافريقية وحيث أنه لا يوجد في تونس اسم يوفر هذه المواصفات ويؤمن المطلوب للترجي فإن البديل لا يمكن أن يكون إلا أجنبيا». عبد السلام ضيف الله رضا عكاشة: الترجي لا يقف على أي مدرب والحل في مدرب خبير اللاعب السابق للترجي والمنتخب رضا عكاشة اعتبر في البداية أن الحديث عن إمكانية مغادرة البنزرتي للترجي قد يعتبر قرارا متسرعا لذلك وجب التريث لكنه في المقابل من ذلك تحدث قائلا: «إذا ما كتب للبنزرتي أن يغادر الترجي فإن ذلك في اعتقادي لن يؤثر في فريق بحجم الترجي مع احترامنا الكامل للمدرب فوزي البنزرتي فالترجي فاز بالألقاب قبل البنزرتي وسيفوز بعده ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يرتبط نجاح فريق باسم مدرب مهما كانت إمكاناته الفنية فالترجي وفر للبنزرتي كل ممهدات النجاح ولا يجب أن ننسى أن كل مدرب عندما يجد نفس تلك الظروف في الترجي سينجح في مهمته... من جهة أخرى إذا ما صار من حكم الواقع أن يبحث الترجي عن مدرب آخر فإنه ليس من الضروري البحث عن مدرب بنفس خصال فوزي البنزرتي فكل مدرب له طريقة عمله الخاصة التي تفضي إلى نجاحه وفي اعتقادي أن مدرب يملك خبرة إفريقية طويلة هو المطلوب بالنسبة للترجي في المرحلة المقبلة وفي اعتقادي أن النجاح مع التشكيلة الحالية للفريق لا يتطلب الكثير من العمل لأنها تشكيلة متكاملة. محمد الهمامي توفيق الهيشري: ما قدمه البنزرتي «حكاية فارغة»... بالنسبة لي ما قدمه الترجي مع فوزي البنزرتي لا يساوي حتى 30٪ من قيمته وخصال الرصيد البشري المتوفر فالترجي قادر على تكوين فريق أكبر مع مدرب له الخبرة والدراية في التكوين والتسيير في نفس الوقت لأن الشبان الذين يزخر بهم الفريق قادرون على التألق أكثر مما هو متوفر الآن. شخصيا لي موقف واضح في هذا الإطار لا يمكن لأي مدرب لم يلعب الكرة ولا يعرف تفاصيل الجلد المدور أن ينجح في ناد كبير أو في المنتخب ولا خوف على الترجي وأنا متأكد من أن «سي حمدي» سيوفق في اختيار مدرب يصل بالفريق إلى أعلى مستوى على غرار ما فعله في وقت من الأوقات «طوني بيشتنزاك» مع الترجي حيث تمنينا لو جاء في وقت قبل أماريلدو ليستفيد منه ذلك الجيل بطريقة أفضل.