أخيرا حصل الطلاق بالتراضي بين هيئة الترجي والممرن فوزي البنزرتي ولمعرفة خليفته، اتصلت «الشروق» بالسيد حمدي المؤدب الذي وافانا مشكورا كعادته بالخبر اليقين وأعلمنا أنه وقع تعيين ماهر الكنزاري في خطة ممرن بمساعدة اسكندر القصري المدير الفني لأصناف الشبان. ويقول السيد حمدي المؤدب أن هذا القرار تم اتخاذه بكل مرونة دون ارتجال بعد أن اتضح للجميع تراجع مردود الممرن فوزي البنزرتي نتيجة خيبة نهائي رابطة الأبطال الإفريقية حيث شعرنا بعدم قدرته على الإضافة والإحاطة باللاعبين. وبالمناسبة دعى السيد حمدي المؤدب جميع أحباء الأحمر والأصفر إلى مساندة هذا الثنائي القادر على الامتياز والتألق من خلال العودة القوية للجماهير الترجية للملاعب لحضور المقابلات وفي خصوص استقالة أحد أعضاء الهيئة المديرة اكتفى السيد حمدي المؤدب بالابتسامة والتي فيها أكثر من تعليق على الأمر... ٭ منير العروسي مَن الرابح ومَن الخاسر؟ تؤكد كل المعطيات والاخبار الواردة من حديقة الترجي أن رحيل المدرب فوزي البنزرتي من تدريب الفريق كان طبيعيا بعد أن بلغت الأمور نقطة اللاعودة في علاقة المدرّب الفاترة بمختلف الاطراف المحيطة به من مساعدين ولاعبين ورئيس النادي اضافة الى الجمهور الذي عبّر عن غضبه عقب مباراة الاحد مع الشبيبة وما زاد في تعقيد الحالة التصريح الذي أدلى به البنزرتي عقب ذلك اللقاء الذي يؤدي تفسيره الى الفهم القائل بأن هذا المدرب جاهز للرحيل وربّما كان هذا السيناريو يتبلور منذ خسارة الترجي لقب مسابقة رابطة أبطال افريقيا لأنه في ذلك الوقت وبالرغم من مسح «الفضيحة» في الحكم «كوكو» الا أن بعض الأخبار أكّدت أن حمدي المدّب حمّل فوزي البنزرتي نسبة كبيرة من تلك الهزيمة. مباراة الاياب أمام مازمبي زادت من قناعة الجميع أن عهد البنزرتي مع الترجي شارف على النهاية لأن الفريق منذ ذلك الوقت بدا هشا على جميع المستويات بدنيا وذهنيا ومعنويا وكان بلا روح، ممّا يؤكّد نظرية الاستنزاف التي علقت بهذا المدرب الذي ربط مصيره بلقب كبير يرغب في الفوز به خدمة لفريقه وكذلك لسجله الشخصي فيسخّر له كل طاقته دون أن يفكّر في مصير الفريق مستقبلا ولا ننسى أن خلاف البنزرتي مع بعض الأطراف في الترجي ليس بالجديد بداية من الموسم الماضي وكذلك هذا الموسم مع كل من روجي وزياد الدربالي وبعض الاتهامات التي طالته نتيجة لابعاده لمهاتما أوتو الذي صرف الترجي من أجله الكثير لكنه لم يعجب البنزرتي. التاريخ يحفظ للبنزرتي فوزه مع الترجي ببطولتين والبطولة العربية ونهائي رابطة أبطال افريقيا بجيل شاب لم يؤمن به أحد ولم يأمل فيه أحد لكن البنزرتي لم يفعل هذا حبّا في الترجي بل بحثا عن مجد شخصي حتى يأتي التاريخ يوما على ذكر ما قلناه الآن، فالبنزرتي قدم الى الترجي في 2006 وكان أمامه نفس تحدّي رابطة الابطال لكنه وقتها غادر الى ليبيا بالكيفية التي يعلمها الجميع لأنه لاحظ أن امكانات الترجي وقتها لن تتيح له الذهاب بعيدا وبالتالي ستتراجع أسهمه في سوق المدربين إذا ما سجّل اخفاقا مبكّرا كان محتملا حينها وقتها كان بامكانه مراعاة ظروف الفريق والمساهمة في اعادة بنائه لكن الميزة الخاصة لهذا المدرّب هو طبعه الميزاجي البحت وطريقة عمله البراغماتية... الترجي يعلم جيدا الآن أن الحالة بلغت أقصى درجاتها وتستوجب تغييرا على مستوى من المستويات لاعادة بناء استراتيجية جديدة للمستقبل لأن المجموعة فقدت لذّة اللعب أمام غياب الحافز وأرهقت نتيجة للاستهلاك المفرط لمخزونها والجماهير سئمت هذه الحالة من الضغط وربما يكون الفرج برحيل البنزرتي حتى يبرز أمل جديد وطموح آخر وتحدّ مستقبلي وتضخ دماء جديدة في مجموعة لاعبين تعيش راحة قسرية... «الشروق» تناولت هذا الموضوع وحاولت البحث فيه من جميع الجوانب عبر استفسار أبناء الترجي... فهل حان وقت رحيل البنزرتي؟ ومَن سيربح ومن سيخسر في حال حصول القطيعة؟ وهل يتحمّل البنزرتي وحده مسؤولية كل هذا؟ وهل أن مصير الترجي سيبقى رهينا بهذا المدرب حتى يعيده للواجهة أما أن هذا الفريق يملك من المقومات ما يجعل مدرّبا مغمورا ينجح معه؟ محمد الهمامي هذه حقيقة ما حصل بين البنزرتي والمدب تعددت الروايات تحول الملاسنة التي حصلت بين مدرب الترجي فوزي البنزرتي ورئيسه السيد حمدي المدب إثر مباراة الأحد وهناك من تحدث عن قطيعة وعن اجتماع طارئ للهيئة وغيرها من الروايات ولتقصي الحقيقة اتصلنا بمجموعة من الأطراف التي لم تنف حصول نقاش كان فيه نوع من الحدة بين السيد حمدي المدب والمدرب البنزرتي إذ يبدو أن رئيس الترجي لم يستسغ رد فعل مدربه على احتجاجات الجمهور إضافة الى تعليق صدر عن المدرب فوزي البنزرتي اعتبره السيد حمدي المدب مسّامن رجالات الفريق وتجاوزا لصلاحياته وهي من المرات النادرة التي يدخل فيها رئيس الترجي في نقاش حاد مع مدربه فالرجل معروف بهدوئه وبمنحه لثقته كاملة في الأشخاص الذين تربطهم به علاقات ولم يكن له أي تدخل في الأمور الفنية، لكن يبدو أن المدرب فوزي البنزرتي لم يستسغ بعض مؤاخذات رئيس النادي، ليغادر كلاهما الملعب عشية الأحد في حالة غضب.. نسق ماراطوني مرة أخرى يختار الاطار الفني للترجي التعويل على نفس التشكيلة والتركيبة رغم حالة الإرهاق الواضحة التي ظهرت على بعض اللاعبين سواء في وسط الميدان كان الهجوم وهو ما أثار تذمرا في مدارج الترجي وعدة ردود أفعال كان أجاب عليها المدرب فوزي البنزري إثر اللقاء قائلا: « لا يهمني ما يقوله البعض بالنسبة إلي الترجي فريق نتائج وأهم شيء هي الانتصارات وتحصيل 3 نقاط وهو ما نحن بصدد جنيه» ويضيف:«الجميع يعرف أنني صاحب نفحة» وأتعامل مع التدريب بهذه العقلية لذلك أؤكد لهم بأنه متى تنتهي النفحة أنسحب في هدوء والأرقام أمامكم والألقاب التي تحصلنا عليها وحدها تحكم على مشواري مع الترجي.» معز بوطار حكيم نويرة: أنا ضدّ مغادرة البنزرتي للترجي «لا أظنّ أنه الوقت المناسب ليعلن المدرب فوزي البنزرتي عن انسحابه من الترجي إذ ندرك أن الاستمرارية الفنية تبقى دائما من العوامل التي ساهمت في نجاح الترجي الرياضي فالفريق اكتسب خبرة واضحة طيلة الفترة الماضية بقيادة فوزي البنزرتي ومن المنتظر أن يكون الفريق في أفضل حالاته خلال الأيام القادمة بمجرّد أن يتخلص من هذا الإرهاق الذي انتابه بسبب النسق الماراطوني من المقابلات التي خاضها الفريق على أكثر من واجهة والمهم أن النادي واصل سلسلة نتائجه الإيجابية ولا يفتقد إلا إلى جانب بسيط يخصّ الأداء وهو أمر سيتحقق مستقبلا خاصة إذا قام الفريق بتعزيز صفوفه بأكثر من عنصر إضافي في فترة الانتقالات الشتوية القادمة لذلك أنا ضد انسحاب البنزرتي من الترجي إلا إذا كان هذا المدرب يخفي أسبابا حتّمت عليه اتخاذ مثل هذا القرار». سامي حسن فدّو: الترجي سيتضرر ! «منذ فترة غير قصيرة كنت أكدت وعلى أعمدة «الشروق» بالذات بأن الترجي لا يملك غير نصف فريق وخاصة على مستوى الخط الخلفي وأيضا على مستوى حراسة المرمى وبالتالي فإن اكثر من خمسة لاعبين في التشكيلة المثالية للأكابر من المفروض ان لا يكون لهم أي مكان وهذا دليل على أن الترجي وإن يبقى في حجم الكبار محليا فإنه قاريا مجرد مشروع للمواسم المقبلة للعودة الى الألقاب وبالتالي فإن خروج فوزي البنزرتي يتضرر منه الترجي باعتبار ان الفترة غير مواتية لذلك ومن المفروض التفكير في المرحلة القادمة لمواصلة المسيرة وتجاوز «صدمة» مازمبي التي شملت الإطار الفني واللاعبين وخاصة على المستوى الذهني... أما إذا أراد الاطار المسيّر خلق شحنة جديدة في الفريق فتلك مسألة أخرى ولابدّ من التدقيق في دراستها ومن كل جوانبها دون إلحاق الترجي بأي ضرر باعتباره في أشد الحاجة الى ترميم معنوياته وتماسكه شيئا فشيئا... ٭ الخميلي محمد علي المحجوبي: حان الوقت لمنح الفرصة كاملة للكنزاري يعتقد محمد علي المحجوبي أنه حان الوقت لمنح الفرصة كاملة للمدرب المساعد ماهر الكنزاري على غرار ما حدث في النادي الأهلي عندما خلف حسام البدري البرتغالي جوزي مانويل وذلك بحكم الخبرة التي قال المحجوبي إن الكنزاري قد اكتسبها بالاضافة الى معرفته الجيّدة لجلّ اللاعبين ومنهم الذين درّبهم في صفوف منتخب الأصاغر أما بالنسبة الى انسحاب المدرب فوزي البنزرتي فقد يكون جاء كنتيجة طبيعية بعد خسارة الترجي الرياضي للقب رابطة الأبطال الافريقية وهو ما يؤشر على ضرورة استنجاد الترجي بمدرب جديد لأنه سيكون إزاء مرحلة جديدة يستهلها الفريق بمعطيات مغايرة للسابق». سامي توفيق الهيشري: الترجي لم يتطوّر مع البنزرتي وخالد بن يحيى أفضل بديل «بعيدا عن كل أشكال العاطفة وبغض النظر عن تقمصي لألوان الفريق سابقا أقول بكل صراحة إن المدرب خالد بن يحيى هو أفضل بديل للبنزرتي على رأس الترجي الرياضي فبن يحيى أثبت قدرته الفائقة على التتويج بالألقاب مع الفريق كلما أشرف على حظوظه كما انه يتمتع بخبرة كبيرة اكتسبها في الميادين كلاعب سابق وبكل صراحة لاحظنا أن الترجي الرياضي لم يتطوّر مردوده على المستويين الكروي وحتى التكتيكي ولم يستوعب هذا المدرب أن زمن الكرات الثابتة قد انتهى كما انه لم يتم المراهنة على عدة لاعبين شبّان قادرين على تقديم الكثير للفريق ومن هذا المنطلق فإن الفريق في حاجة الى مدرّب قادر على الذهاب بعيدا في جميع المسابقات والارتقاء بمردوده إلى أعلى المستويات وهذا الشخص لن يكون في نظري، الا إبن النادي الحائز معه على الثنائي سابقا، خالد بن يحيى». ٭ حمّاني تاريخ البنزرتي مع «الهروب»: «فعلها» أكثر من مرة.. المدرب فوزي البنزرتي معروف بكونه عصبيا الى درجة لا يمكن تصورها وهو يختلف مع الجميع بمن في ذلك رئيس النادي وبما أن الرجل تنقل ما بين عدّة أندية، فإننا سنكتفي بخلافاته واختلافاته مع أكبر الجمعيات أو رؤسائها إن صحت العبارة. نعود سنوات الى الوراء وتحديدا الى القرن الماضي في ذات سنة 1991 عندما دخل في صدام مع رئيس النادي الافريقي السيد فريد عباس وقال البنزرتي في برنامج «الأحد الرياضي» وتحديدا مع الزميل الطاهر بن عمر في خمس دقائق «بكل احراج» ما يلي: «أما أنا أو فريد». وكان من الطبيعي أن يتم التخلي عن المدرب ويواصل الرئيس وهو ما حدث حيث تمّت اقالة البنزرتي وتعويضه بعمر العمري آنذاك.. في سنة 2006 كان البنزرتي يشرف على حظوظ النجم الساحلي وتوج الفريق بلقب البطولة لكن أثناء الموسم لاحت صراعات كبيرة بين البنزرتي وجميع العاملين في الفريق وبعد التتويج قال رئيس النجم معز إدريس: «الأخلاق قبل الكرة والنجم مدرسة عريقة وهناك أشياء لا يمكن السكوت عنها». ثم ها أن الزنقة تقف للهارب، فالكلام الذي كان يتداول في الكواليس حول خلافات المدرب البنزرتي وبعض العاملين في الترجي وكان مسكوتا عنه لأكثر من سبب انتهى بنهاية مباراة الترجي والشبيبة مساء الأحد عندما دخل المدرب البنزرتي في خلافات مع الجمهور ولنقل فئة قبل أن تكون هناك مشادة كلامية ما بين رئيس الترجي السيد حمدي المدب والمدرب فوزي البنزرتي ويبدو أنها بداية النهاية للمدرب المشار إليه بعد أن ساءت علاقته الآن مع الجميع داخل حديقة الترجي فحتى المدب الذي كان يسانده ويقف الى جانبه اختلف معه أخيرا.. عبد الكريم العابدي العيادي الحمروني: بقاء فوزي كان أفضل «شخصيا لا أعتقد وجود مبرر واحد لانسحاب المدرب فوزي البنزرتي في الوقت الراهن إذ أن الإستمرارية الفنية تبقى من العناصر المهمة في نجاح الترجي الرياضي خاصة في ظل المعرفة الجيدة لهذا المدرب بجل اللاعبين وقدرته الفائقة على بث الروح الإنتصارية العالية صلب الفريق ولا يمكن أن نطالب الترجي بأفضل من المردود الذي يقدمه طيلة الفترة الماضية بحكم تعدد الإصابات ومحدودية الإختيارات وحالة الارهاق التي بدت واضحة على بعض العناصر ومن الطبيعي أن يمرّ الترجي بمثل هذه الفترة الحرجة بعد خسارته لرابطة الأبطال الإفريقية ولا يمكن للمدرب أن يتحمل بمفرده كامل المسؤولية. حمّاني تميم الحزامي: عجلة الترجي لن تتوقف... بشكل أو بآخر فإن علاقة الترجي الرياضي بأي مدرب تبقى حسب رأيي حضارية غير أنه وفي صورة حصول ما يعكّر العلاقة أو التلويح بالقطيعة أو ما شابه ذلك فإن الخاسر الوحيد هو المدرب باعتبار أن الترجي كبير وله رجالاته وإمكاناته وقادر أيضا على البحث عن بديل مهما كانت قيمته المادية بشرط أن يكون في حجم طموحات الفريق محليا وأيضا قاريا وخاصا بالمرحلة القادمة كما اعتقد جازما أن الترجي لن تتوقف عجلته لمجرد خروج أو تهديد أو تلويح بالاستقالة من هذا المدرب أو غيره أو من أي لاعب أو مسيّر.. ومقابل ذلك أعتقد أن الترجي يستطيع دراسته وتطويق أي إشكال عند الحصول وحتى قبل حصوله وبالتالي قد تكشف الأيام القليلة القادمة الحقائق أكثر باعتبار أنها مازالت غامضة حاليا وقد يكون فوزي البنزرتي مستمرا في عمله... وكل ما يقال مجرد تخمينات غير أن الترجي بشكل أو بآخر لن يتوقف عن بقاء هذا أو ذاك.
