قال سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، ورئيس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية، إن التوريث في ليبيا مسألة غير واردة، لأن ذلك يعني العودة إلى الوراء. ونفى أن يكون في ليبيا أي ترتيبات لعملية توريث سياسي، رافضا فكرة أنه الوريث الشرعي للثورة الليبية. وقال سيف الإسلام، في معرض جواب على سؤال حول ما إذا كان يعتبر نفسه خليفة لوالده: «ولماذا لا يتم الإعلان عن ذلك بشكل واضح؟ أنا أحب هذه الفكرة، ولمَ لا؟ لكن إذا تم ذلك فهذا معناه أن الثورة ضد النظام الملكي التي جرت عام 1969 كانت خطأ». وأضاف سيف الإسلام: «أنا لست الشخص المؤهل لأكون وليا للعهد لأن ليبيا ليست دولة ملكية والقائد معمر القذافي ليس ملكا». وجاءت تصريحات سيف الإسلام عقب إلقائه محاضرة في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، بعنوان «ليبيا... الماضي، الحاضر والمستقبل»، تطرق فيها لأهم المحطات التي مرت بها بلاده خلال السنوات العشر الماضية، مركزا على أهم التطورات التي عرفتها البلاد على الصعيد الاقتصادي، والحلول الاقتصادية التي تبناها لكي يتمتع الليبيون كافة بمستوى معيشي يتلاءم مع الطموح الذي يحدوه لتحقيق المزيد من الإصلاح على الصعيد السياسي. ديمقراطية مباشرة ووصف سيف الإسلام ليبيا بأنها أكثر دولة ديمقراطية في العالم، وقال إن لديها نظاما ديمقراطيا مباشرا لا يوجد فيه وسطاء (اللجان الشعبية)، بيد أنه أشار إلى أن «الواقع يظهر لنا شيئا آخر، فليس لدينا دستور في ليبيا، وليس لدينا أي ثقافة سياسية أو مشاركة مجتمعية». وقالت صحيفة «الشرق الاوسط» ان سيف الإسلام شدد على القول إن ليبيا بحاجة إلى رؤية توافقية للديمقراطية تجمع بين الديمقراطية الشعبية المباشرة والديمقراطية النيابية والديمقراطية التداولية، في نظام يكفل مشاركة أفراد المجتمع كافة في العملية الديمقراطية، وبما يتلاءم مع المجتمع الليبي وتركيبته القبلية وثقافته العربية والإسلامية. وقال سيف الإسلام في محاضرته، التي أدارها ديفيد هيلد أستاذ العلوم السياسية في الكلية، إن الكتاب الأخضر ليس كتابا مقدسا، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يتعرض للنقد مثل باقي الكتب. وأوضح رئيس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية، أنه تم ارتكاب الكثير من الأخطاء في الماضي جراء القراءة الجامدة لنظرية «الكتاب الأخضر»، مؤكدا حق الجميع في انتقاد الكتاب الأخضر، وما جاء فيه من أطروحات. من جهة أخرى، قال سيف الإسلام: «ما زلنا في ليبيا بحاجة إلى أب للأمة»، مشيرا إلى أن القائد معمر القذافي ليس والده فحسب، ولكنه «أب للأمة، أب لكل الليبيين». توافق وذكر سيف الإسلام أن والده على اطلاع واتفاق كامل مع كل الخطوات التي يقوم بها، نافيا ما يشاع عن وجود أجنحة متصارعة في ليبيا، مثل الحرس القديم أو التيار الإصلاحي، مشيرا إلى أن الجميع متفق على قيام الإصلاح. وشدد سيف الإسلام على أن الإصلاح لا يمكن له أن ينجح دون موافقة القائد (القذافي)، الذي يساند بالكامل مشروع الإصلاح في ليبيا. وربط سيف الإسلام في محاضرته في الكلية، التي سبق له أن درس فيها، بين ضرورة إيجاد بيئة مناسبة للديمقراطية والإصلاح الاقتصادي، وقال إن الديمقراطية لا يمكن إقامتها بين عشية وضحاها. وزاد: «إذا كنت جائعا وفقيرا ومشردا فلن تكون قادرا على أن تسمع عن الديمقراطية والمجتمع المدني، فالديمقراطية ليست سيارة، والأحزاب ليست وجبات سريعة، وبالتالي ليس بإمكاننا إقامتها بين عشية وضحاها، فهي تحتاج إلى البنية التحتية، وتحسين مستوى معيشة الناس». وذكر سيف الإسلام أنه إذا لم تتم تلبية حاجات الناس فإن الديمقراطية لن تكون أولوية بالنسبة إلى المواطن الذي يعاني الفقر والحرمان.