أقدمت الحكومة الائتلافية البريطانية الجديدة على إزالة عبارة «علاقة خاصة» من قاموس السياسات البريطانية في محاولة لانهاء علاقة «العبودية» مع الولاياتالمتحدة وتأكيد الدور الاستراتيجي الخاص بها على الساحة الدولية. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في مؤتمر صحفي قدم فيه الخطوط العريضة ل«رؤيته الجديدة والمتميزة للسياسة الخارجية البريطانية» إن حكومته تحاول النأي بالبلاد عن صورة «التابع» للحكومات الامريكية، مشيرا الى أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة ستكون «راسخة لكن ليست الى حد العبودية». ولم يذكر هيغ طوال المؤتمر عبارة «علاقة خاصة» وهو المصطلح الذي حدّد علاقات بريطانيا بعد الحرب مع الولاياتالمتحدة في أعقاب التحالف السياسي والعسكري الوثيق إبان الحرب العالمية الثانية وكان ذلك سمة غالبة خاصة خلال رئاسة طوني بلير للوزراء. وأوضح الوزير البريطاني أن الحكومة الجديدة عاقدة العزم على جعل نفوذها ملموسا على الساحة العالمية ، مضيفا: «نرفض فكرة الانكماش الاستراتيجي لبريطانيا أو الانحدار الحتمي». وفي إطار برنامجها للخروج من صورة «التابع» أو «العبد»، أشار هيغ الى أن الحكومة الجديدة ترى «أنه ينبغي على بريطانيا أن تفعل الكثير لتتواصل مع الاقتصادات الناشئة في العالم من خلال بناء علاقات مع دول في الخليج والشرق الاوسط ومع البرازيل واليابان والهند والصين». وأضاف قائلا: «نهدف الى الارتقاء بمصالحنا القومية المستنيرة التي تتضمن أن نكون قوة للخير في العالم إضافة الى البحث عن الافضل لمواطنينا». وفي الشأن الايراني قال هيغ إن بريطانيا ستسلك نهجا مزدوجا يقوم على «الاتصال والعقوبات» وستدعم في الوقت نفسه التحركات الجارية في الأممالمتحدة لتشديد العقوبات. وأكد الوزير البريطاني أن بلاده لن تنضم الى منطقة الأورو على مدى الخمسة أعوام المقبلة للبرلمان الجديد، لكن حكومته قد تفضل أن يستخدم الاتحاد «ثقلة الجماعي بشكل أكثر فعالية على الساحة الدولية»، إلا أنه تساءل عما إذا كانت لندن ستظل على الدوام مستعدة لتقديم مساعدة مالية الى الاقتصادات المتعثرة في «نادي الأورو» موضحا أنه «سيكون ذلك صعبا في وقت الانكماش الاقتصادي». وفي ما يخص قضية الشرق الاوسط أكد ويليام هيغ أن بريطانيا ستستمر في دعم حل الدولتين و«دعم جهود الولاياتالمتحدة» لإحياء محادثات السلام.