أصدر مجلس الامن الدولي بيانا رئاسيا بلهجة مخففة يدين فيه ما سماه «أعمالا أدت الى سقوط مدنيين» أثناء العدوان الاسرائيلي على أسطول الحرية، وطالب بإجراء تحقيق حول الهجوم وبالافراج الفوري عن السفن والمدنيين المعتقلين. وفي بيان باهت لا يتناسب وحجم الجريمة دعا مجلس الامن الى البدء بلا تأخير بتحقيق محايد يتمتع بالمصداقية والشفافية ويتطابق مع المعايير الدولية». وتلا البيان باسم مجلس الامن رئيسه خلال الشهر الجاري سفير المكسيك كلود هيلير. دعوات... بلا روح وأضاف البيان الذي لا يكتسي طابعا الزاميا لكن تبنيه تطلب اجماع الاعضاء ال15 في مجلس الامن الدولي أن المجلس «يطالب بالافراج الفوري عن السفن وكذلك عن المدنيين الذين تعتقلهم اسرائيل. وناشد البيان اسرائيل «السّماح للدول المعنية باستعادة جثث الضحايا والمصابين عبر أجهزتها القنصلية». وتابع النص ان مجلس الامن «يأسف بشدة للخسائر في الارواح البشرية والاصابات التي نتجت عن استخدام القوة أثناء العملية العسكرية الاسرائيلية في المياه الدولية ضد القافلة المتوجهة الى غزة». وأضاف البيان ان «مجلس الامن يؤكد ان الوضع في غزة لا يطاق» لكن البيان لم يتضمّن اي دعوة واضحة الى رفع الحصار عن القطاع المحاصر رغم مطالبة العديد من الدول بذلك أثناء المناقشة العامة. وشدد البيان على «أهمية تدفّق السلع والاشخاص بشكل دائم ومنتظم الى غزة وتقديم وتوزيع المساعدة الانسانية في كل القطاع دون عوائق» كما ينص على ذلك القرار الأممي رقم 1860. وأشار البيان الى ان «المجلس يؤكد على ان الحل الوحيد القابل للاستمرار لإنهاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي يكمن في اتفاق تفاوضي بين الأطراف». خلافات... وتجاذبات وأفاد ديبلوماسيون بأن خلافا بين تركيا التي صاغت مشروع النص، والولاياتالمتحدة الحامية التقليدية لإسرائيل في الأممالمتحدة منع تبنّي البيان في وقت أسرع. وأشار الديبلوماسيون الى ان الولاياتالمتحدة سعت بكل قواها الى تفادي صدور بيان أشد حيال اسرائيل وان لا يشتمل البيان الدعوة الى اجراء تحقيق «مستقل». وقد استهلت المناقشات بهجوم شديد اللهجة من وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو الذي اعتبر ان اسرائيل فقدت كل شرعية دولية». وأعلن سفير بريطانيا مارك ليال غرانت أنه أصبح «من الواضح اكثر من اي وقت مضى ان القيود التي تفرضها اسرائيل للوصول الى غزة يجب رفعها». وعبّر معظم الاعضاء عن رغبتهم في رفع الحصار الاسرائيلي عن غزة، لكن المندوب الامريكي في المجلس أليخاندرو وولف اكتفى بالتأكيد ان واشنطن تستمر في «حث الاسرائيليين بشكل يومي على توسيع حجم وتنوع السلع التي يُسمح لها بالدخول الى غزة». وانتقد وولف مبادرة «أسطول الحرية» مشيرا الى ان «هناك آليات لنقل المساعدة الانسانية الى غزة من قبل الدول أو المجموعات الراغبة في ذلك» حسب تعبيره. ورأى أن «هذه الوسائل غير الاستفزازية هي التي يجب استخدامها» على حد وصفه.