على ارتفاع 1271 مترا وعلى امتداد 60 هكتارا مشى 1600 شاب تونسي على خطى الملك النوميدي «يوغرطة» قاطعين 147 درجة صعودا في تحد كبير وتظاهرة هامة يترقبها سنويا شباب ولاية الكاف نظرا لما تضفيه من حركية على المنطقة، «الدورة الخماسة لأيام يوغرطة للانترنيت» كانت هذه السنة مميزة وحملت شعار «التراث التاريخي.... التراث الرقمي». وقد أشرف علىهذا الملتقى الرقمي الذي احتضنته أعلى قمة في ولاية الكاف قمة مائدة يوغرطة وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية السيد سمير العبيدي وكاتبة الدولة لدى وزير تكنولوجيات الاتصال المكلفة بالاعلامية والانترنات والبرمجيات الحرة السيدة لمياء الشافعي الصغير بحضور السلط الجهوية. وتتنزل هذه المبادرة ذات الابعاد العلمية والسياحية في اطار الاحتفالات بالسنة الدولية للشباب 2010 كما تجسد أحد أهم أهداف البرنامج الرئاسي الذي رسمه الرئيس زين العابدين بن علي المتمثلة في الارتقاء بتكنولوجيات الاتصال وتدعيم الاستفادة من مزاياها في جميع المجالات. وبدعم من وزارة الشباب والرياضية والتربية البدنية ووزارة تكنولوجيات الاتصال نظمت في هذه الدورة فضاءات عديدة للابحار عبر النات وورشات تكوينية وأخرى لتصميم مواقع الواب والسلامة المعلوماتية ومعارض رقمية وافتراضية، وكان الشباب الزائر على موعد مع أنشطة ثقافية وتراثية وزيارات استكشافية لموقع مائدة يوغرطة مفسرة أهميتها التاريخية والأثرية. وعلى هامش هذه الاجواء التي سادها طقس شتوي وغيث نافع عقد وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية بهذه المناسبة ندوة صحفية أكد فيها متانة العلاقة بين البعدين الرقمي والتاريخي لهذا الحدث الرمزي كما اقترح تخصيص يوم وطني للاحتفال بهذه التظاهرة ودعا أيضا الى مزيد تطويرها وتوسيع نطاقها حتى تأخذ بعدا اقليميا ودوليا، وأشار الوزير الى مزيد دعم الاقطاب التكنولوجية في كافة انحاء الجمهورية فضلا عن ضرورة تشجيع فئة الشباب على الاستثمار في المجال الرقمي ومزيد تطوير أساليب النفاذ للانترنيت. وشهدت هذه الدورة تقديم مشروع مائدة يوغرطة عبر الابعاد الثلاثية بالاشتراك مع الجمعية التونسية للتضامن الرقمي. وقد كان اختتام هذه التظاهرة مميزا حيث رفع الشباب من على قمة هذا المعلم التاريخي رسالة شكر وامتنان الكترونية الى سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي على اهتمامه المتزايد بقطاع تكنولوجيات الاتصال وعلى قراراته الرائدة في هذا الخصوص والتي تتلخص أساسا في منح فرص رقمية أمام الأسر التونسية ودعم الموارد البشرية والكفاءات الوطنية ومزيد البحث والتطوير والتجديد التكنولوجي بالمؤسسات الناشطة بقطاع تكنولوجيات الاتصال. وفي جو من الاحتفالات اسندت في ختام هذا التحدي الاكبر جوائز لمختلف المسابقات المبرمجة مع تقديم هدايا رقمية لمختلف نوادي الاعلامية ومضاعفة التدفق العالي الانترنيت بالجهة. كما تم بهذه المناسبة توقيع اتفاقية بين المعهد العالي للاعلامية بالكاف والجمعية التونسية للانترنيت والوسائط المتعددة وافتتاح أول بوابة اخبارية جهوية www.kefnews.com. ولئن كانت هذه المائدة قلعة آمنة مكنت القائد النوميدي يوغرطة من التحصن فيها خلال الحرب الرومانية البونية فإن هذه القمة الشامخة أضحت اليوم رمزا من رموز التحديات الرقمية في مزيج متجانس بين الجانبين التاريخي والرقمي وقد تمثل صعوبة النفاذ الى هذا الموقع أحد أبرز السمات بل هي عنوان هذا التحدي الأكبر.