ألمانيا، استراليا، صربيا وغانا هذه هي المنتخبات التي تؤثث المجموعة الرابعة وهي على الورق متوازنة جدا ولو أن الألمان يتمتعون بأسبقية بحكم عاملي التاريخ والحاضر ف «المانشافت» لم يغب عن المونديال إلا في مناسبتين في الدورة الأولى سنة 1930 وفي مونديال البرازيل سنة 1950 كما أنه خلال كامل مشاركاته لم ينسحب الا في مرة وحيدة من الدور الأول وكان ذلك في مونديال فرنسا سنة 1938. غانا واستراليا مشاركاتهما محدودة ف «النجوم السوداء» تحضر للمرة الثانية على التوالي في حين هذه هي المشاركة الثالثة لاستراليا بعد مونديالي 74 و2006 أما صربيا فبحكم أنها الوريثة الشرعية ليوغسلافيا السابقة فقد ورثت عنها مشاركاتها العشرة السابقة لتنال حافزا تاريخيا للتألق. «الماكينات» قد تعطلها الغيابات رغم أن المنتخب الألماني يبقى مهما تغير المكان والزمان مراهنا جديا على اللقب العالمي فإنه يدخل هذه الدورة وسط مخاوف عديدة من الفشل باعثها الأول سوء الحظ الذي أدى الى إصابة «دينامو» الفريق مايكل بالاك أسابيع قليلة قبل الموعد العالمي ثم لحقه اللاعب سيمون روفلز وهما من دعائم البناء التكتيكي عند المدرب يواكيم لوف الذي زاد في طمبور مشاكل منتخبه نغمة وهذه المرة بإرادته بعد استغنائه عن فرينعز وهيتز برغر إضافة الى ذلك يعاني المنتخب الألماني من مشاكل في حراسة المرمى الذي كانت في السابق تمثل مصدر قوته بعد وفاة الحارس اينكا ثم إصابة آدلار وهذا ما جعل المدرب يعطي ثقته في حارس مازال طري العود هو مانيوال فييار حارس شالك رغم كل ذلك فإن لوف يحسب له فتح الباب للإنضمام الى المانشافت أمام اللاعبين الألمان من أجناس أخرى وهذه سابقة في هذا المنتخب إذ لأول مرة يعول في تشكيلته الأساسية على مجموعة من اللاعبين من ذوي الأصول غير الألمانية مثل التونسي سامي خذيرة والتركي ميزوت أوزيل والبرازيلي كاكو كما عول على طائفة من الشبان ممن نالوا بطولة أوروبا للأمم للآمال في السنة الفارطة مثل ماركو مارين وباد ستوبر وبوتينغ وتوني كروس وطوماس مولر وهذه أيضا سابقة في تاريخ «المانشافت» الذي يعطي الأولولية دائما لأصحاب الخبرة. هل تلمع «النجوم السوداء» في سماء ألفتها؟ مثل كل المنتخبات الإفريقية المشاركة في هذا المونديال فإن الجغرافيا تلعب لصالح غانا فأجواء جنوب إفريقيا ليست غريبة عن لاعبيها وجمهورها سيكون وراءها بأعداد كبيرة مما سيخلق إحساسا لدى لاعبيها بأنهم يلعبون في غانا وليس في مكان آخر منتخب «النجوم السوداء» لن يستفيد فقد من الجغرافيا بل له أوراق أخرى مربحة أهمها خبرة لاعبيها الناشطين في أوروبا مثل موتاري في الأنتار وإيسيان في تشلسي وآدياه في الميلان وآبياه في بولونيا الإيطالي وآسا مواه في أودينيزي وهؤلاء وآخرين تمرسوا باللعب جنبا الى جنب منذ سنوات وما المستوى الذي قدموه في ال «كان» الأخير الذي وصلوا الى دوره النهائي إلا دليل على علو كعب هذا المنتخب الطامح الى تجاوز إنجاز المونديال الفارط حين خرج من الدور ثمن النهائي. الإنجاز الكرواتي في البال أهم تحد مطروح أمام المنتخب الصربي هو صنع إنجاز أكبر مما حققه الجار اللدود منتخب كرواتيا سنة 1998 لأن هذا الإنجاز بقي كالشوكة في خاصرة الصرب الذين لن يهدأ لهم بال إلا إذا عادلوه أو تجاوزوه. المنتخب الصربي استفاد كثيرا من المونديال الفارط حين خرج من الدور الأول لذلك تم انتدداب الممرن صاحب الابداعات في اسبانيا مع برشلونة وأتلتيكيو مدريد رادومير آنتيك الذي سعى الى صنع منتخب متجانس يجمع بين الخبرة والطموح مركزا على الإندفاع البدني والإنضباط التكتيكي خاصة أن لاعبيه من ذوي الطاقات البدنية العالية والأجسام الضخمة كما أن أغلبهم يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية مثل ستانكوفيتش في الأنتار وفيديتش في مانشستر يونايتد وايفانو فيتشي في تشلسي والعملاق بقامة تفوق المترين ريجيتش لاعب فالانس والأكيد أن منتخبا بمثل هذه المواصفات سيخلق مشاكل عديدة لكل منافسيه خاصة أنه ترشح كأول مجموعته في التصفيات أمام فرنسا ورومانيا. «الكنغر» والقفز على الشكوك سيستلهم المنتخب الاسترالي من الحيوان الأشهر لديه و هو «الكنغر» الرغبة في القفز على كل الشكوك لأنه لا التاريخ ولا الجغرافيا يلعبان لصالح هذا المنتخب لكن واقع الميدان قد يفرض معادلة جديدة لأن استراليا لها عديد المفاتيح التي تخول لها فتح السبل أمامها للتألق فأغلبية لاعبيها ينشطون في البطولات الانقليزية مما يعني تمرسهم بالمباريات الصعبة كما أن مدربها بيم فيربيك تلميذ نجيب للمدربين العملاقين غيس هيدينك وديك آدفوكات ومنهما تعلم حسن استثمار طاقات لاعبيه وخصائصهم لذلك فإن ميزة استراليا هي حسن غلق المنافذ المؤدية الى حارسها العملاق شوارزار مع إجادة عكس الهجمات ونقل الخطر الى مناطق المنافس بعد استدراجه للخروج من مناطقه وترك عديد الممرات بها شاغرة بلا حراسة.