«القنطرة هي الحياة» قالها مصطفى الفارسي ورحل قبل عامين والآن استعارها منه سكان منطقة بني متغني من معتمدية غزالة ولاية بنزرت هذه المنطقة التي يأمل سكانها في أن تبادر السلط المعنية بإقامة جسر على وادي جومين الذي يشق أراضيهم ويحكم على المتساكنين بأكثر من مائة يوم من العزلة إذ يستعصى عبوره خلال الأيام الماطرة والأيام التي تليها إذ يرتفع منسوب المياه فيه إلى أكثر من مترين أحيانا. المتساكنون أكدوا أن المنطقة تعزل تماما في أشهر الخريف والشتاء إذ لا يمكن عبور الوادي حتى بالسيارات الكبيرة والجرارات فيبقى الجميع محاصرين في بيوتهم فلا عمل ولا مدارس ولا مستشفيات ولا حتى مقابر.. السيد حمادي العرفاوي قال ان الوادي يعزل المنطقة لمدة لا تقل عن ستة أشهر عن محيطها فالتلاميذ لا يلتحقون بمدارسهم والمرضى لا يتحولون إلى المستشفيات ولا يمكن الاتصال بالطبيب أو ممرض والويل لمن يقترب من الوادي، واذكر ان أحد المواطنين أراد عبوره بحصانه فابتلعه الوادي. ويضيف السيد عبد السلام الورغمي قائلا نحن نريد قنطرة أو جسرا ونحن مستعدون للمساهمة في جهود البناء. ويقول السيد طارق بوكر وهو فلاح شاب عجز عن زراعة أرضه والعناية بها ان الرئيس يشجع الفلاحة والفلاحين لكن السلط الجهوية لم تساعدنا وهو ما جعل الهكتارات تبور ولا نستطيع استغلالها. ويؤكد السيد نزار الحساني انه صاحب جرار فلاحي خصّصه للعمل لدى الفلاحين بالاجر لكنه لم يعد يعمل لعجزه عن شق الوادي ولو بواسطة جرّاره للعمل طيلة الموسم الشتوي. وأضاف نزار أن الوادي ساهم في انجراف الأرض ونحن متمسكون بإقامة قنطرة ولو بسيطة لفك العزلة عن المتساكنين ولإحياء الأرض التي اضطر أهلها إلى اهمالها فضاعت المداخيل وعديد مواطن الشغل. وفي نفس الاتجاه أكد وحيد العرفاوي ومحمد علي بوكر انهما يقومان عند كل خريف بزراعة أراضيهما لكن عند نزول الأمطار وارتفاع منسوب المياه في الوادي يعجزان عن دخولها للمداواة وللقيام ببقية الأشغال المطلوبة أكثر من خمسين عائلة تبقى محاصرة عن طريق «الغول» أو «العفريت» كما يطلق المواطنون على الوادي. تذمرات الفلاحين عبر عنها محمد علي بوكر وحسن المزليني وابراهيم المحرزي الذين دعوا إلى إقامة الجسر والتفكير في كيفية استغلال مياه الوادي العذبة بإقامة مشاريع فلاحية سقوية تساعد على دعم الانتاج الوطني من الحبوب والخضر والغلال اضافة إلى فك العزلة عن المتساكنين.