سجلت نسبة الحوادث المرورية بمدينة بنزرت تراجعا ملحوظا وفق ماهو مسجل بدفاتر الاستعجالي ويأتي ذلك سنة واحدة بعد إقرار المرحلة الثالثة من المخطط المديري للمرور شخصت الدراسة الوضعية التنموية بالجهة والمعطيات الاقتصادية اضافة الى دراسة الاشارات المرورية بمدينة بنزرت وحركة المترجلين والمآوى واستنتجت أن حركة المرور الكثيفة بمرور حوالي 45 ألف سيارة يوميا فوق الجسر يجعل حركة النقل عسيرة وبطيئة. هذه المعطيات الناجمة عن تطور التنمية بجهة بنزرت بتضخم أسطول السيارات وكثافة نقل البضائع من والى الميناء لم تمنع من تراجع نسبة الحوادث بشكل ملموس وذلك من خلال إحكام تسيير حركة المرور. صعوبات وحلول ولئن تشير مختلف الدلالات الى أن البنية الأساسية لمدينة بنزرت وخصوصا ارتباطها بالعاصمة والطريق السريعة المؤدية الى مختلف مناطق الجمهورية عبر الجسر المتحرك لا تساعد على سيولة حركة المرور التي تشهد في بعض الأحيان اختناقا في ساعات الذروة على مستوى «القنطرة» فإن احكام تسيير حركة المرور بانتشار الوحدات المرورية بصورة تكاد تكون قارة وفي محيط أماكن الازدحام ساهم في تخفيف حدة الاختناق كما أنه من الواضح أن تكثيف حملات الرادار في مداخل المدينة أدى الى القضاء على مظاهر السياقة الفوضوية والتجاوز الممنوع في البوابة الجنوبية للجسر المتحرك فضلا عن تواتر الحملات التي تستهدف الدراجات النارية والتي تساهم بما لا يقل عن 25 بالمائة من مجموع الحوادث وذلك وفق احصائيات المرصد الوطني للمرور. واضافة الى هذه النقاط المضيئة والتي تعكس التطور الحاصل في حركة المرور ببنزرت فإن انسياب النقل في الأنهج الرئيسية بالمدينة أصبح جليا في ساعات الذروة لتظل النقطة السوداء الوحيدة في هذا المشهد هو تواصل وقوف الشاحنات الكبرى بجانب العمارات والمباني السكنية المجاورة لمعرض بنزرت الدولي وعدم تركيز اشارات أرضية تمنع وقوفها شجع السواق على ارتكاب مخالفات الوقوف الممنوع اضافة الى تشغيل محركات شاحناتهم في ساعات الصباح الباكر مما يزعج راحة المتساكنين. والحقيقة أن وجود هذه الشاحنات طرح ويطرح باستمرار كسبب رئيسي للاكتظاظ بجهة بنزرت حتى أن أي عطل يصيب احدى هذه الشاحنات فوق الجسر يفضى الى تعطل حركة المرور لأربع أو خمس ساعات وهو أمر غالبا ما يحصل ليربك الوضع المروري ولئن اتخذت البلدية في فترة سابقة ويقضي بتحجير مرور الشاحنات فوق الجسر من ساعات الذروة فإن هذا الأمر لم يجد مجالا للتطبيق بل يبدو أنه وقع التغاضي عنه وذلك لكثرة تشكيات اصحاب المؤسسات الذين يرون في تطبيق هذا الاجراء اهدارا للمال والوقت وعائقا من معيقات الاستثمار في الجهة. مشروع «قنطرة» ظل احداث جسر جديد مطلبا ينادي به بالكثيرون في الجهة بل ووصلت التخمينات والتصورات الى حد اشارة البعض الى وجود مشروع في هذا المعنى والحقيقة أن تكلفة إنجاز جسر جديد تفوق المائتي مليون دينار دون اعتبار الدراسة التي لا تقل تكاليفها عن 10 بالمائة من تكاليف المشروع برمته وهذا المبلغ سيفوق في كل الأحوال ميزانية بلدية بنزرت لمدة سنتين كما أن انجاز نفق تحت أرض وفق ما اقترحته احدى الشركات اليابانية على بلدية بنزرت سنة 2005 بتكلفة قدرها 40 مليارا سيظل حلما بعيد المنال نظرا للتكلفة الباهظة التي تتطلبها عملية تعهد وصيانة النفق ليبقى الأمل في كل ذلك معقودا على امكانية اتخاذ قرار مركزي في اطار مشروع وطني للتنمية في الشمال والشمال الشرقي ترنو اليه جميع الأطراف من المستثمرين الى المواطنين. وفي انتظار أن يتحقق ذلك يبدو أن الحل يكمن في مزيد احكام تنظيم حركة المرور وحسن التصرف فيها حتى تتدعم الجوانب الايجابية المتمثلة في التقلص الملحوظ لحوادث المرور في مدينة أقرت الدراسة التي ارتكز عليها المخطط المديري للمرور أنها تتميز بتطور مفرط في المرور في مقابل شبكة طرقات محدودة. يوسف جلمة: في انتظار المسرح البلدي جلمة «الشروق» من يقول مدينة جلمة يقول المياه العذبة والمنتوجات الفلاحية الهامة، ولهذا الغرض أصبحت هذه البلدة نقطة لقاء ثقافي وفني مباشر من خلال مهرجان «سيلما للمياه» الذي أصبح يحظى باهتمام رجال الفكر والأدب والثقافة والفنون من خلال الحضور الجماهيري اللامتناهي والإقبال اللامشروط على العروض من كامل الجهات المجاورة. وبناء على هذه المعطيات فإنه أصبح من الضروري النظر في ايجاد فضاء مناسب مثل بناء مسرح بلدي يتسع لهذه الجماهير الغفيرة وهذا التجمع الشعبي الكبير محافظة على سمعة البلدة والعمل على إبلاغ صوتها بين سائر المهرجانات والتظاهرات الثقافية الكبرى وتحقيقا لهذه الغايات فإن بلدية المكان مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالعمل على تحقيق رغبات المواطن وبالتالي انطلاقة أفضل لهذه الجهة المناضلة. رضا السايبي سيدي علي بن عون: المصبات العشوائية تحاصر المدينة سيدي علي بن عون «الشروق» كثير من سكان بلدة سيدي علي بن عون من ولاية سيدي بوزيد ما زالوا لم ينعموا بالعيش في محيط سليم ونظيف ولم تتحول الشعارات المتعلقة بالنظافة الى واقع معيش وسلوك حياتي لأن المصبات العشوائية أصبحت تحاصرهم من جهات عدة وهي مصدر قلق وإزعاج لما تخلفه من روائح كريهة، وتطاير الأكياس البلاستيكية وغيرها مما خف وزنه من الفضلات كلما هبت الرياح لتقع في البيوت وتزيد من معاناة الأسر. هذا الوضع ورغم تدخل البلدية عديد المرات الا أنها وفي الآونة الأخيرة تراخت عن ذلك وهو ما ساهم في انتشار المصبات العشوائية على غرار ما يحصل بحي الرياض حيث لامست المصبات العشوائية البيوت وكادت تغلق بعض الشوارع، أما بحي العلم وقبالة مدرسة بن عون 2 فتتكدس الفضلات والحال أنها بجانب الطريق الوطنية رقم 3 وكذلك الشأن عند مدخل المدينة من الناحية الجنوبية وشمالا قرب المدرسة الاعدادية بسيدي علي بن عون أما الأحياء الأخرى فهي ليست أحسن حالا وتعاني من هذه الظاهرة التي تفشت بشكل ملفت. البلدية ورغم امكانياتها المحدودة ومداخيلها الضعيفة تسعى بما تملك من معدات لرفع القمامة من أمام البيوت باستمرار إلا أنها تبدو غير قادرة على القضاء على المصبات العشوائية المتناثرة هنا وهناك. أولا لأن ما تملكه من معدات لا يجعلها قادرة على تحقيق ذلك حتى ولو استعانت بمعدات بعض المتساكنين. وثانيا لأن أغلب ما تملكه البلدية من معدات بحاجة الى الصيانة والتعهد كي لا تبقى مهملة بمستودعها بدون فائدة. البلدية ليست وحدها المسؤولة عن هذه الظاهرة فللمواطن دور كذلك في مساعدتها بأن يجعل شعار النظافة للجميع سلوكا يوميا يتحلى به وأن يلتزم برمي الفضلات في الأماكن التي أعدتها البلدية للغرض. وللأسف هناك من المواطنين من لا تعنيه نظافة المحيط وخاصة مربيي الماشية داخل البيوت وهم المتسبب الرئيسي في تكاثر المصبات العشوائية حيث يرمون بفضلات حيواناتهم في كل مكان حتى وإن كان أمام بيوت الآخرين وهو ما يحصل فعلا. أما لجان الأحياء فلا نراها تقوم بدور من أدوارها على أحسن وجه وهو معاضدة جهود البلدية في نظافة الأحياء. فأين الحملات التحسيسية لفائدة المواطنين ليشعروا بقيمة المحافظة على نظافة المحيط ويجعلوا من النظافة سلوكا يمارسونه يوميا لينعموا بالعيش الكريم في محيط سليم. أطراف عديدة متداخلة وتقصير هنا وهناك لتبقى المصبات العشوائية في ازدياد. فهل ستتضافر جهود الجميع للحد من هذه الظاهرة الخطيرة والقضاء نهائيا على مظاهر التلوث بالمنطقة البلدية؟ ولماذا غابت حملات النظافة التي كانت تشهدها الأحياء؟ زهير المليكي غار الدماء: الوادي يعزل أهالي «الخنقة» غار الدماء «الشروق» منطقة «الخنقة» تبعد عن معتمدية غار الدماء بحوالي 15 كلم وتضم هذه المنطقة الجبلية أكثر من مائتي عائلة تعيش على كرم الغابة وعلى النشاط الفلاحي ولئن طاب عيش هؤلاء السكان ربيعا وصيفا فإنهم يعانون العزلة وسوء الحال شتاء بسبب تراكم المعاناة وانسداد طرق التنقل بسبب انقطاع الطريق على امتداد 6 كلم بين طريق الطارف وغار الدماء وهذه الكيلومترات الستة تحولها الأوحال ومياه الأمطار الى عزلة لا مثيل لها وتخلق عديد الصعوبات للجميع من تلاميذ وعملة. فتلاميذ المدرسة الابتدائية «الخنقة» يفوق عددهم 150 تلميذا يجبرون على التغيب عن الدروس بسبب صعوبة التنقل التي يزيدها عمقا ارتفاع منسوب المياه بوادي السوفي الذي يفتقر الى جسر يسهل نوعا ما التنقل. أما تلاميذ المعهد من أبناء الجهة وهم قرابة 70 تلميذا مقسمون بين مقيمين وخارجتين فإن معاناة الست كيلومترات غير المعبدة تجعلهم يتغيبون بين الحين والآخر والسبب دائما «رداءة الأحوال الجوية» أما العمال الذي يتنقلون طلبا للقوت بالمعتمدية وأحيائها للعمل بحضائر البناء فلا يقل وضعهم عن التلاميذ وكم من مريض عانى هو وأهله الأمرّين ليصل الى المستوصف المتواجد بالمنطقة طلبا للدواء وقد تتعمق مأساته أكثر إذا استوجبت الحاجة نقله الى مدينة غار الدماء حيث تنعدم حركة سيارات النقل.