تختلف أساليب التشجيع في كرة القدم من بلد الى آخر حسب تقاليده وعاداته ويكون التميز في كل دورة من دورات كأس العالم لآلة تخطف الاضواء فمن طبول وإيقاعات السامبا في البرازيل الى أصوات اجراس البقر في سويسرا الى موجات الكتل البشرية في المكسيك تختلف الأساليب وتتنوّع. في جنوب افريقيا يطالعنا ذلك الصوت الصادر عن الأبواق الطويلة، التي تصدر رنينا قويا يصمّ الآذان ويملأ جنبات الملاعب بطاقة كثيرا ما سببت الازعاج للجماهير ونتذكّر هذا الصوت جيدا في كأس القارات الماضية فعلى الرغم من ان الملاعب لم تكن ممتلئة الا ان الاصوات الصادرة عن تلك الابواق كان وقعها كبيرا داخل الملاعب فهي عبارة عن اصوات غمغمة او طنين متواصل لخلايا النحل.. هذه الأبواق البلاستيكية التي تصدر هذا الصوت تعرف باسم «الفوفوزيلا» vuvuzelas او الزمامير وهي جزء من ثقافة جنوب افريقيا وتسمى أحيانا ب lepatata او أبواق الساد الهوائية وهي ابواق بلاستيكية يبلغ طولها قرابة المتر يتم النفخ فيها وتصدر أصواتا تسبب الضجيج حيث تتطلب مجهودا كبيرا للنفخ من الشفة والرئة لينبعث الضجيج من رتابة عميقة مثل طنين النحل او الذباب او الفيل وكانت هذه الآلة الشعبية تصنع من القصدير لكن شركة جنوب افريقيا طوّرت صناعتها وحولتها الى البلاستيك.. تستعمل جماهير منتخب جنوب افريقيا هذه الآلة كثيرا لتشجيع منتخبها فهم لا يستمتعون بالتشجيع من دون الفوفوزيلا وقد ظهرت هذه الآلة للعالم عندما تم عرضها كبند مرادف لجنوب افريقيا يوم تم الاعلان رسميا عن احتضان جنوب افريقيا لكأس العالم. الحجم الهائل لاستخدام هذه الآلة بين الجماهير يسبب الصداع للاعبين المنافسين فقد عبّر الكثير من المدربين واللاعبين عن انزعاجهم من الضجيج الذي تصدره هذه الآلة والذي يتسبب لهم في فقدان التركيز ولكن لا يمكن لأحد ان يمنع جماهير جنوب افريقيا من استخدام هذه الآلة خاصة وهم يؤمنون بقدرتها على إفادة منتخبهم في النهائيات. وقد تحدث جوزيف بلاتير عن هذه الآلة العجيبة قائلا: «من الواضح ان استخدام الفوفوزيلا هو أمر راسخ في ثقافة كرة القدم الجنوب افريقية بشدة وسنراها مجددا مع انطلاق كأس العالم لكرة القدم انها جزء أصيل من الثقافة الافريقية هناك ونحن في افريقيا وعلينا ان نسمح لهم بممارسة ثقافتهم بقدر ما يريدون وهي جزء من الاحتفال.. وبالتالي علينا السماح لهم بنفخ تلك الأبواق.