ليس لهذه «البطاقة» أي علاقة مباشرة بكأس العالم ومبارياته وبطاقاته الصفراء والحمراء... ويرمز طريق جنوب إفريقيا بالخصوص للطريقة التي أنهى بها العالم نظام الفصل العنصري في بلاد مانديلا... ويخيّل أحيانا أن العالم الذي حرر جنوب افريقيا من الكابوس العنصري وساعد على إعادة بنائها بما أهّلها لاحتضان كأس العالم لكرة القدم، (هذا العالم) ليس نفس العالم الذي يتفرّج اليوم على مآسي الفلسطينيين وعلى حرائق الشرق الاوسط... كما أن العالم الذي تعامل برحابة صدر مع الملفّين النوويين للهند وباكستان واحتضن البلدين في ناديه النووي، ليس نفس العالم الذي يزمجر ويرعد ويزبد في التعامل مع الملف النووي الايراني... ويذكّر طريق جنوب افريقيا أيضا بالجدل الدائر بهدوء وهمس حينا وبجعجعة حينا آخر بشأن فلسطين وتحديدا حول حل الدولتين أو حلّ الدولة الواحدة (غالبية الفلسطينيين ترفضه) بل إن نفس الجدل جرى بأشكال وأساليب أخرى في جنوب افريقيا في ثمانينات القرن الماضي... ونكاد نحفظ عن ظهر قلب، بفعل هذا الجدل المزمن نقاط الشبه والاختلاف بين جنوب افريقيا وفلسطين... بالمناسبة... طريق جنوب افريقيا تعني أيضا وبشكل «غير مباشر»... نهائيات كأس العالم... وفي جنوب افريقيا ستكون الجماهير على الأرجح مع ممثلي العالم الثالث... وفي عالم الكرة تنتمي أمريكا الى العالم الثالث شأنها في ذلك شأن جنوب افريقيا... وفلسطين...