جميل أن تتم دعوة الفنان التونسي أيا كان وزنه في الساحة لتأثيث منوعاتنا التلفزية واسعاد حفنة الجمهور الحاضر وبقية أخرى من مشاهدي قناة تونس 7.. والأجمل عندما يكون هذا الفنان لديه الجديد من الأغاني والانتاجات المختلفة لفرض ذاته من جهة واغلاق باب الشائعات من جهة أخرى.. وبالتالي يجد نفسه مدعما إعلاميا وجماهيريا بعيدا عن السفسطة والمجاملات غير المربحة التي عادة ما ينتهجها بعض منشطينا من خلال نفخهم في بالونات «العيد» نجم عربي.. ومطرب كبير.. والمبدع العملاق.. وهلم جرّ من صفات «التبندير».. في سهرة السبت الماضي الخامس من جوان سعدنا كثيرا باستضافة كل من الفنان غازي العيادي وخريج الأكاديمية مروان علي. في الواقع كانت الأجواء على امتداد توقيت المنوعة منعشة للغاية فما قدّم كان كافيا ليشد جمهور المشاهدين.. وبما أن العادة الجارية عند بعض الفنانين استغلال فرص ظهورهم في وسائل الاعلام مكتوبة كانت أو مرئية بصورة أدق لاسعراض عضلاتهم بالتبجح والتباهي خلاف الشكوى والنحيب الذي لم ينل الصدأ من اسطوانته ولم تهترئ.. وظلت الوحيدة الجامدة في وجه التقلبات الفنية والمناخية.. فمروان علي الذي أبدع في الأغنية التي تم تصويرها بطريقة الفيديو كليب في قصر الجم أكد بأنه صاحب الفضل بتقديم هذا المعلم التاريخي الهام والتعريف به على مستوى عالمي واسع وهو ما حدا بالفنانة كارول سماحة إلى استغلال هذا الفضاء وتقليده عندما صورت هي الأخرى أغنيتها في ربوع مدينة الجم وقصرها الشاهق العظيم.. وقد تناسى هذا الشاب أن أول من قدم القصر الأثري بالجم في أغاني الكليب هي المغنية السويدية أندرا كان ذلك عام 1990 ثم كانت الفرنسية «زازي» سنة 1993 حيث سبق لنا الاشارة إلى ذلك في ملحقنا الشبابي الأسبوعي ليوم الثلاثاء.. آنذاك. ثم ان كارول سماحة كان في الحسبان تصوير أغنيتها في العاصمة الايطالية روما وتحديدا في مسرحها الروماني الشبيه بقصر الجم وقد أكدت لنا ذلك بنفسها في آخر عرض لها بمدينة الحمامات إلا أنها غيرت رأيها بعد أن زارت الجم وهي في طريقها إلى عاصمة الجنوب صفاقس واطلعت وفق بيانات سياحية على أهمية هذا المعلم الأثري الفريد من نوعه في حوض البحر الأبيض المتوسط.. فتوقيت انجاز العمل غير مرتبط بالفكرة.. لأن الظروف هي الفيصل بينهما.. وبخصوص غازي العيادي الذي قال انه طلب من وزارة السياحة وهياكلها المختصة بتمكينه من فرصة توظيف بعض المعالم التاريخية والترويج لها سياحيا من خلال أعمال فنية خاصة لكنه حسب تعبيره لم يتلق ردا أو ربما وجد الباب موصدا..؟؟ (...) ولعلني أسأل غازي وغيره من الفنانين أو المستعرضين لعضلاتهم هل من المعقول أن لا تهتم واحدة كوزارة السياحة بالفكرة وهي التي تسعى دائبة في البحث عن كل المنافذ المؤدية للتعريف بمنتوجنا السياحي بكل أنواعه وتصرف لأجلها الآلاف من الدينارات؟ فكيف لها أن ترفض خدمة مجانية ومن تونسي نفسه..؟ يا لسخرية الأقدار.. حتى العبقرية لا تعفو من الأكدار..!! كلمة أخيرة أقولها لمنشطاتنا التحفونات «يخي ما تتتعبوش من الجلوس؟ ووقتاش تتخلصو من هذه العادة»؟؟..