تتواتر أيام المونديال الإفريقي لتبلغ يومها الرابع الذي سيرفع فيه الستار عن منتخبات المجموعة الخامسة التي ستخوض الجولة الأولى من سباقها والتي يحوي برنامجها على مباراتين الأولى بين هولندا والدنمارك والثانية بين اليابان والكامرون، المجموعة السادسة ستدخل هي أيضا السباق لكن بمباراة وحيدة ستجمع بين إيطاليا حامل اللقب الأخير والبراغواي. أهم مباراة على الورق في المجموعة الخامسة ستجمع بين المرشحين البارزين للمرور الى الدور القادم وهما منتخب هولندا ومنتخب الدنمارك وهي أول مواجهة في تاريخ المونديال بين هذين المنتخبين اللذين سبق لهما التتويج بكأس أوروبا للأمم حيث فازت هولندا بلقب أورو 88 وفازت الدنمارك بلقب الدورة التي تلتها. الكرة الشاملة أمام صلابة «الفيكينغ» إن كان للكرة منطق فإنه يوحي بأن رهان هذه المباراة سيكون طليعة ترتيب هذه المجموعة لتجنب ملاقاة متصدر المجموعة السادسة في الدور ثمن النهائي الذي من المحتمل جدا أن يكون حامل اللقب الأخير المنتخب الإيطالي أما فوق الميدان فإن المباراة ستكون صراعا بين مدرستين متناقضتين فالمنتخب الهولندي صاحب مدرسة متميزة أوروبيا وعالميا هي المدرسة الشاملة التي تعتمد على كل خصائص المدارس الأخرى من حضور بدني وانضباط تكتيكي وخاصة فنيات عالية وأسلحة ناجعة في الخروج من أصعب الوضعيات ويطبق فعاليات هذه المدرسة على الميدان نجوم كبار أمثال شنايدر وكوت وفان بيرسي وروبين إذا تعافى من إصابته. أما المنتخب الدنماركي الباحث عن التألق عالميا بعد أن ناله أوروبيا فيعتمد أساسا على الإندفاع البدني بناء على أجسام لاعبيه الضخمة إضافة الى انضباطهم التكتيكي الأشبه بالإنضباط العسكري ورغم قلة مشاركاته في المونديال التي لم تتعد الثلاث مناسبات إلا أنه يعول على هذا المونديال لفرض اسمه في تاريخ هذه المسابقة زاده في ذلك تألقه في التصفيات حيث حل الأول أمام البرتغال والسويد والمجر بفضل نخبة متميزة من اللاعبين أمثال روماسون وبولسون وروميدال. «زئير الأسود» و«ضجيج الماكينات» المواجهة الأخرى في هذه المجموعة ستكون حوارا آسياويا بين الكامرون واليابان وهي مباراة مفتاح للفريقين فالفائز بها سينال دفعا معنويا كبيرا للمضي بعيدا في هذه المسابقة. الكامرون متعود على الاستعدادات البدنية الكبيرة للاعبيها التي رغم عائق الإرتفاع الذي سيواجهه المنتخبان في مدينة بلو مفونتان التي ترتفع عن سطح البحر بعلو 1400 مترا أما اليابانيون فسلاحهم يكمن في اعتمادهم على الكرة السريعة ذات اللمسة الواحدة بلا تعقيد مما يمكنهم من اقتصاد طاقاتهم وهذه السرعة ستقلق كثيرا الأسود المصاب دفاعهم بتثاقل لم يجد له المدربون المتعاقبون عليه أي حل لكن جرأة هجومهم قد تخفف على دفاعهم عبء اللقاء. صراع الدفاعات الحديدية أي وجه لحامل اللقب إيطاليا في مفتتح مبارياته في هذا المونديال؟ هذا هو السؤال الذي سينتظر إجابته كل متابعي هذه الكأس العالمية خاصة أن إيطاليا عودت الجميع بالبدايات الصعبة. منافس إيطاليا سيكون منتخبا لا ينتسب الى أمريكا اللاتينية الا جغرافيا أما كرويا فهو أقرب الى منافسه المعروف بلعبه الدفاعي لذا سيكون اللقاء صراعا بين دفاعين حديديين فالمنتخبان يلعبان بأربعة مدافعين وثلاثة لاعبي ارتكاز مما يعيق الحركة الهجومية لدى الفريقين إلا أن خبرة الإيطاليين قد تصنع الفارق.