ستكون هولندا في لقائها أمام سلوفاكيا في مواجهة منافسين هما أبناء المدرب فلاديمير وايس والضغط النفسي لأن هولندا مطالبة بصنع اللعب والمبادرة بالهجوم لتأكيد سمعتها الطيبة ككل وانتصاراتها الثلاث في الدور الأول في حين لا شيء سيخسره المنتخب السلوفاكي المطالب باللعب من أجل اللعب فقط لأنه حتى وإن انهزم فلن يلومه أحد. على الميدان ستكون المواجهة بين مدرستين مختلفتين فمنتخب سلوفاكيا الذي يسجل أول مشاركة له في المونديال طبعا كمنتخب لسلوفاكيا لأن المشاركات السابقة كانت باسم تشيكسلوفاكيا يعتمد على الانضباط التكتيكي للاعبين وتقيدهم الصارم بتعليمات مدربهم المتميز بحسن دراسة منافسيه ووضع الخطط الملائمة للحد من خطورتهم أما هولندا فإنها تعتمد على الكرة الشاملة التي تمزج بين الانضباط التكتيكي والاندفاع البدني والمهارات الفردية وهذا ما جعل مهمة أي منافس تعسر جدا لتحييد مناطق القوة في آليات لعب «البرتقالي» المنتخب السلوفاكي سيكون مدعما بسلاح فعّال خلال هذا اللقاء وهو الزاد النفساني بعد انتعاش معنويات لاعبيه إثر فوزهم الباهر على حاملة اللقب إيطاليا. مهمة انتحارية ل«لاروخا» أمام «الصامبا» المواجهة الثانية ستجمع بين المرشح الأول للفوز باللقب ونعني به المنتخب البرازيلي ومنتخب عاد لتحسس موقع له تحت شمس التألق العالمي بعد غياب عن المونديال دام 12 سنة. المنتخبان يعرفان بعضهما البعض جيدا فالبرازيل تصدرت تصفيات أمريكا اللاتينية لهذا المونديال وكانت الشيلي وصيفتها بفارق نقطة وحيدة رغم أن «الصامبا» فازت على «لاروخا» ذهاباوإيابا بنتيجتي (30) في الشيلي و(42) في البرازيل إلا أن كل هذا سينتفي في لقاء اليوم الذي لا حقيقة فيه إلا حقيقة الميدان البرازيل منتخب متكامل الصفوف أضاف مدربه «دونغا» إلى كل نقاط القوة المعروفة لديه قديما نقطة قوة أخرى هامة هي الصلابة الدفاعية وعدم تعرية الخطوط الخلفية عند نسج الهجومات لذلك لم تقبل إلا هدفا واحدا في الدور الأول في حين سجلت 4 أهداف أما في التصفيات فسجلت 34 هدفا ولم تقبل إلا 11 هدفا أما الشيلي فإنها تعتمد على لعب جماعي متجانس في غياب النجوم تحت شعار «القلب الواحد» الذي غرسه فيها مدربها الأرجنتيني مارسالو بيلسا ورغم قوة هجومها الضاربة حين سجلت في التصفيات 33 هدفا إلا أن دفاعها كالغربال إذ قبل 22 هدفا وقد تأكد ضعفه في اللقاء الأخير أمام إسبانيا التي سجلت هدفين وأضاعت الكثير. بين البرازيل والشيلي الحوارات كثيرة ومتعددة ولئن كان التاريخ دائما مع «الصامبا» فإن «لاروخا» ستلعب بعقلية لا شيء ستخسره عند الهزيمة لكنها ستربح الكثير عند الفوز فهل سيواصل هذا المنتخب العزف على أوتار المفاجآت التي كثرت في هذا المونديال الإفريقي؟