لم يرتق مونديال إيطاليا إلى مستوى فني مرموق وكانت فيه الأولوية للكرة الدفاعية على حساب اللعب الهجومي وجمالية الأداء لذلك انتهت الأغلبية الساحقة من اللقاءات بفارق بسيط من الأهداف أما المباريات الإقصائية فحسمت أغلبيتها بضربات الجزاء الترجيحية. منتخب البلد المنظم إيطاليا خرج من نصف النهائي رغم تعادله مع زملاء ماردونا لأن الحظ تنكّر له في ركلات الحظ. المنتخب الأرجنتيني لم يقنع في أدائه في هذه الدورة وتجاوز الدور الأول بصعوبة لكنه وصل إلى النهائي ليترك لقبه لألمانيا التي كانت مثالا في الانضباط التكتيكي والجاهزية البدنية مما أهلها وأعطت الأولوية للدفاع على الهجوم مما أهلها للتربع على عرش الكرة العالمية بالحد الأدنى المطلوب هجوميا. مشاركة عربية للنسيان العرب كانوا ممثلين بمنتخبين في هذا المونديال هما مصر والإمارات العربية منتخب الفراعنة سجل حضوره بعد غياب ناهز عن 56 سنة إلا أنه كان حضورا باهتا توقف عند حدود الدور الأول بعد تعادلين (11) أمام هولندا و(00) أمام اسكتلندا وهزيمة (10) أمام انقلترا في حين خانت الخبرة منتخب الإمارات ليودع الدورة محملا بصابة من الأهداف في شباكه إثر خسارته أمام كولومبيا (20) وألمانيا (51) ويوغسلافيا (41). العالم يرقص مع ميلا واصلت الكرة الإفريقية في مونديال 90 العزف على أوتار الإبداع فبعد تألق المغرب في المكسيك 86 ها أن المنتخب الكامروني يرتفع بالكرة الإفريقية درجة جديدة في سلم الإبداع حيث بلغ الدور ربع النهائي بعد أن أطاح بكولومبيا وحارسها الأسطورة روني هيغيتا الذي تلاعب به الأسد العجوز روجي ميلا كما شاء ميلا كان نجم هذا المونديال رغم تقدمه في السن (38 سنة) وسحب البساط من تحت ماردونا حيث كان متابعو المونديال ينتظرن رقصة جديدة من الأسد العجوز مع كل مباراة للكامرون. رقم: 517 حافظ حارس المنتخب الايطالي والتر زينغا على عذارة شباكه طيلة 517 دقيقة ولم ينحن إلا أمام الأرجنتين في المربع الذهبي وكان هذا الهدف الأول والأخير الذي يدخل شباكه لكنه حرمه من كأس العالم. امريكا 1994 البرازيل تجدد نفسها مونديال 94 كان بالفعل مونديال الامبريالية الكروية، فالولايات المتحدة فازت بشرف استضافة هذا المحفل رغم أنها لا تقاليد لها في هذه اللعبة، لكنها فازت على بلدان عريضة في الكرة بفضل سلطان السياسة واغراءات المال. بعد سبات تواصل على امتداد 24 سنة، استفاق المارد البرازيلي وكسر قمقم الفشل الذي لازمه في خمس دورات لكأس العالم. بفضل روبارتو باجيو الطرف الثاني في نهائي هذا المونديال، كانت ايطاليا التي حافظت على عادتها في الأداء المهتز في الدور الأول والترشح بصعوبة ثم تغيير النسق بعد ذلك ولكن كل الفضل لتألق ايطاليا يعود إلى روبارتو باجيو. «القوة السوداء» في مونديال 94، كبر الحلم الافريقي مع صعود نيجيريا كقوة جديدة رشحها عديد المتابعين أهمهم بيلي للظفر بكأس العالم وأكدت ذلك في الدور الأول وكادت تتحقق المعجزة لو تخلى هذا المنتخب عن ثقته الزائدة في امكاناته في الدور ثمن النهائي أمام ايطاليا حيث بالغ في إضاعة الفرص السهلة إلى أن قضى باجيو على أحلامه في وقت قاتل. السعودية والعويران وإنجاز تاريخي مثل العرب في هذا المونديال منتخبان هما السعودية والمغرب وقد لعبا في نفس المجموعة في الدور الأول ولئن خرج «أسود الأطلس» مبكرا، فإن المنتخب الأخضر بلغ الدور ثمن النهائي بعد فوزين على المغرب (2 1) وبلجيكيا (1 0)، بهدف استقر في ذاكرة المونديال سجله سعيد العويران بعد أن رواغ طائفة من اللاعبين البلجيكيين ثم الحارس، لكن الحظ وضع السعودية أمام منتخب قوي في ذلك المونديال هو السويد الذي وضع علامة «قف» أمام الأشقاء رغم مبادرتهم بالتهديف ليواصل هو المسيرة الى حدود المرتبة الثالثة بعد أن هزم بلغاريا في اللقاء الترتيبي (4 0) رغم قيمة لاعبيها آنذاك أمثال ستوشكوف وديمتروف. رقم: 3587538 حين آل شرف تنظيم هذا المونديال للولايات المتحدةالأمريكية تخوف كل العالم من فشله جماهيريا نظرا لقلة اهتمام الأمريكان بكرة القدم وإجراء المباريات في طقس حار مراعاة لفوارق التوقيت بين هذا البلد وبقية العالم إلا أن الحضور الجماهيري كان قياسيا إذ وصل في كل المباريات الى أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون متفرّج.