تطوير خدمات الطفولة المبكرة محور لقاء وزيرة الأسرة ورئيسة غرفة رياض الأطفال    فوز المرشح المدعوم من ترامب بالانتخابات الرئاسية في هندوراس    تحت شعار «إهدي تونسي» 50 حرفيّا يؤثّثون أروقة معرض هدايا آخر السنة    فاطمة المسدي تنفي توجيه مراسلة لرئيس الجمهورية في شكل وشاية بزميلها أحمد السعيداني    عاجل: الجزائر: هزة أرضية بقوة 3.9 درجات بولاية المدية    الفنيون يتحدّثون ل «الشروق» عن فوز المنتخب .. بداية واعدة.. الامتياز للمجبري والسّخيري والقادم أصعب    أمل حمام سوسة .. بن عمارة أمام تحدّ كبير    قيرواني .. نعم    تورّط شبكات دولية للإتجار بالبشر .. القبض على منظمي عمليات «الحرقة»    مع الشروق : فصل آخر من الحصار الأخلاقي    كأس إفريقيا للأمم – المغرب 2025: المنتخب الإيفواري يفوز على نظيره الموزمبيقي بهدف دون رد    الغاء كافة الرحلات المبرمجة لبقية اليوم بين صفاقس وقرقنة..    نجاح عمليات الأولى من نوعها في تونس لجراحة الكُلى والبروستاتا بالروبوت    الإطاحة بشبكة لترويج الأقراص المخدّرة في القصرين..#خبر_عاجل    مناظرة 2019: الستاغ تنشر نتائج أولية وتدعو دفعة جديدة لتكوين الملفات    كأس افريقيا للأمم 2025 : المنتخب الجزائري يفوز على نظيره السوداني    الليلة: الحرارة تترواح بين 4 و12 درجة    أستاذ قانون: العاملون في القطاع الخاصّ يمكن لهم التسجيل في منصّة انتداب من طالت بطالتهم    بابا نويل يشدّ في'' المهاجرين غير الشرعيين'' في أمريكا: شنوا الحكاية ؟    من الاستِشْراق إلى الاستِعْراب: الحالة الإيطالية    عاجل : وفاة الفنان والمخرج الفلسطيني محمد بكري    هيئة السلامة الصحية تحجز حوالي 21 طنا من المواد غير الآمنة وتغلق 8 محلات خلال حملات بمناسبة رأس السنة الميلادية    تونس 2026: خطوات عملية لتعزيز السيادة الطاقية مع الحفاظ على الأمان الاجتماعي    الديوانة تكشف عن حصيلة المحجوز من المخدرات خلال شهري نوفمبر وديسمبر    تمديد أجل تقديم وثائق جراية الأيتام المسندة للبنت العزباء فاقدة المورد    في الدورة الأولى لأيام قرقنة للصناعات التقليدية : الجزيرة تستحضر البحر وتحول الحرف الأصيلة إلى مشاريع تنموية    القصور: انطلاق المهرجان الجهوي للحكواتي في دورته الثانية    عاجل: بعد فوز البارح تونس تصعد مركزين في تصنيف فيفا    زلزال بقوة 1ر6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    عدّيت ''كوموند'' و وصلتك فيها غشّة؟: البائع ينجّم يوصل للسجن    تزامنا مع العطلة المدرسية: سلسلة من الفعاليات الثقافية والعروض المسرحية بعدد من القاعات    قفصة: إصدار 3 قرارات هدم لبنانيات آيلة للسقوط بالمدينه العتيقة    عاجل/ بعد وصول سلالة جديدة من "القريب" إلى تونس: خبير فيروسات يحذر التونسيين وينبه..    قائمة سوداء لأدوية "خطيرة" تثير القلق..ما القصة..؟!    حليب تونس يرجع: ألبان سيدي بوعلي تعود للنشاط قريبًا!    هام/ المركز الفني للبطاطا و القنارية ينتدب..    عاجل: هذا موعد الليالي البيض في تونس...كل الي يلزمك تعرفه    قابس: أيام قرطاج السينمائية في الجهات ايام 25 و26 و27 ديسمبر الجاري بدارالثقافة غنوش    عركة كبيرة بين فريال يوسف و نادية الجندي ...شنوا الحكاية ؟    درجة الحرارة تهبط...والجسم ينهار: كيفاش تُسعف شخص في الشتاء    هذا هو أحسن وقت للفطور لخفض الكوليسترول    صفاقس: تركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية بالمعهد العالي للتصرف الصناعي    تونس: حين تحدّد الدولة سعر زيت الزيتون وتضحّي بالفلاحين    عاجل: تغييرات مرورية على الطريق الجهوية 22 في اتجاه المروج والحمامات..التفاصيل    بول بوت: أوغندا افتقدت الروح القتالية أمام تونس في كأس إفريقيا    اتصالات تونس تطلق حملتها المؤسسية الوطنية تحت عنوان توانسة في الدم    البرلمان الجزائري يصوّت على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي    مع بداية العام الجديد.. 6عادات يومية بسيطة تجعلك أكثر نجاحا    تونسكوب تطلق نشيدها الرسمي: حين تتحوّل الرؤية الإعلامية إلى أغنية بصوت الذكاء الاصطناعي    عاجل/ العثور على الصندوق الأسود للطائرة اللّيبيّة المنكوبة..    وزارة التجهيز تنفي خبر انهيار ''قنطرة'' في لاكانيا    عاجل: اصابة هذا اللّاعب من المنتخب    عاجل/ قضية وفاة الجيلاني الدبوسي: تطورات جديدة..    كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025: برنامج مباريات اليوم والقنوات الناقلة..#خبر_عاجل    دعاء السنة الجديدة لنفسي...أفضل دعاء لاستقبال العام الجديد    مع الشروق : تونس والجزائر، تاريخ يسمو على الفتن    في رجب: أفضل الأدعية اليومية لي لازم تقراها    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المقترحات الغربية وحصار غزة: «مبادرة»... مناورة.. أم مؤامرة ؟
نشر في الشروق يوم 15 - 06 - 2010

رغم الضريبة الباهظة التي دفعها متضامنو «أسطول الحرية» من دمائهم في المجزرة الاسرائيلية الاخيرة التي استهدفتهم وهم في طريقهم الى قطاع غزة فإن هذه المذبحة على فظاعتها نجحت على ما يبدو في تحريك السواكن وفي تحريك المياه الراكدة حول الحصار الجائر المفروض على القطاع.. وقد بات من شبه المؤكد ان الوضع في غزة لن يبقى على حاله بعد الذي حدث وأن هناك شبه قناعة دولية لإنهاء هذه المأساة المستمرة في غزة منذ نحو ثلاث سنوات... وهو ما تجلى خصوصا في تصريحات ومواقف مختلف المسؤولين الدوليين.
الموضوع بات الآن في طور البحث لإيجاد الآليات المناسبة المقبولة دوليا لإحداث التغيير المطلوب في وضع الحصار على القطاع.. وفي هذا السياق تتواتر هذه الأيام سلسلة من المقترحات الأوروبية والأمريكية التي تصبّ كلها في خانة البحث عن صيغ وآليات عملية لإنهاء الحصار أو تخفيفه والحقيقة ان مثل هذه التحركات والمحاولات وإن كانت من حيث خلفياتها ودوافعها تستحق الثناء والترحيب لكونها تنطلق في مجملها من حقيقة واضحة مفادها ان ما يجري في غزة لم يعد يطاق فإن الأمر يستوجب الحذر والانتباه ازاء أهدافها والنوايا من ورائها خاصة ان ما يدبّر بشأن هذه المسألة أمريكيا واسرائيليا وأوروبيا لا يذهب الى الحل المطلوب فلسطينيا وقانونيا وأخلاقيا وهو الانهاء الكامل للحصار عن قطاع غزة بل إن ما يجري الحديث حوله هو مجرد«تخفيف» لهذا الحصار من خلال ايجاد ممر بحري يخضع الى رقابة واشراف دوليين ومقترحات ثانية بشأن معبر رفح البري الذي يصل قطاع غزة بمصر وأخرى تتعلق بتوسيع نطاق ادخال البضائع عن طريق المعابر التي تربط القطاع بإسرائيل والضفة.. وفي هذه المقترحات هناك أكثر من سؤال يطرح نفسه؟
فماذا «يطبخ» الأمريكان والصهاينة والأوروبيون لغزة اذن؟.. هذا السؤال حملته «الشروق» الى عدد من الشخصيات العربية والدولية وهم السادة:
الدكتور نبيل عمرو (قيادي في حركة فتح).
الدكتور عبد الحليم قنديل (مفكّر مصري).
النائب جمال الخضري (رئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن غزة).
الدكتور عدنان برجي(باحث لبناني ونائب رئيس مركز دراسات استراتيجية).
محمد نعيم فرحات (أكاديمي وكاتب فلسطيني).
د.نبيل عمرو: إسرائيل مصمّمة على إبقاء الحصار
تونس (الشروق)
قلّل السيد نبيل عمرو، القيادي الفتحاوي البارز في حديث ل«الشروق» من رام اللّه من المحاولات الغربية الجارية تحت غطاء فكّ الحصار عن غزة متهما الكيان الاسرائيلي بالعمل على إبقاء الوضع في القطاع كما هو عليه..
وأكد السيد نبيل عمرو أن إنهاء الحصار يستوجب جهدا عربيا حقيقيا وتنازلات فلسطينية من أجل إحياء الوحدة الوطنية وفي ما يلي هذا الحوار..
ما هي قراءتك دكتور نبيل للاقتراح الأوروبي بتخفيف الحصار عن قطاع غزة.. وكيف تحلّل خلفيات وأبعاد هذا القرار؟
بعد حادث سفينة «مرمرة» التركية وردود الفعل الدولية عليها نلاحظ أن هناك فتورا في التعاطي مع الوضع.. هناك محاولات لتشكيل لجنة تحقيق دولية ولكنها لن تمرّ لأن الأمريكيين والاسرائيليين لن يقبلوا بهذه الخطوة وبالتالي تعكرت الأجواء وبدأ الاسرائيليون يتحدثون اليوم من موقع من يقدّم بعض التسهيلات وليس رفع الحصار.. الأوروبيون بدورهم تقدموا بخطة لتخفيف الحصار لكن الوضع برأيي سبقى على حاله لأن اسرائيل مصمّمة على إبقاء الحصار والدول المتحمسة لإنهاء الحصار سيبقى على حالها والأمر يحتاج في رأيي الى جهد عربي حقيقي لرفع الحصار وكذلك جهد مواز مع هذا الجهد العربي من أجل فتح المسار التفاوضي.
هذا الجهد العربي الذي تطالب به الى أي مدى نجحت الجامعة العربية في ترجمته على أرض الواقع من خلال الزيارة التي قام بها أمينها العام السيد عمرو موسى الى قطاع غزة؟
واضح أن السيد عمرو موسى تحدث خلال زيارته هذه في كل القضايا ورحّب به ترحيبا كبيرا لكن في رأيي الأهمية لا تكمن هنا في زيارته بل في ما بعد زيارته هذه.. وبالطبع إذا نجح السيد الأمين العام للجامعة العربية في تحقيق جهود ملموسة وفي إحداث اختراق على صعيد فكّ الحصار فبالتأكيد ستكون هذه الزيارة ناجحة أما إذا كانت هذه الزيارة تضامنية فقط فإن الفلسطينيين يتطلعون الى ما أكثر من ذلك.. الفلسطينيون يريدون تحرّكا حقيقيا وجديا من الجامعة العربية لإنهاء حالة الحصار الجاثمة على صدورهم منذ نحو ثلاث سنوات.
الى جانب الاقتراح الأوروبي هناك أيضا مقترح أمريكي في هذا الشأن يجري العمل على تسويقه.. فهل في هذين المقترحين اختلاف في الخلفيات والأهداف؟
الأمريكيون اقترحوا آليات لتشديد الرقابة على المواد المرسلة الى غزة والاسرائيليون لا يمانعون في ذلك كما يقولون لكن المشكل هنا ليس في الحديث بشأن هذه الآليات بل في إنهاء الحصار..هذا الموقف يدركه الأمريكيون والاسرائيليون على حدّ السواء ولكنهم يريدون الالتفاف على المسألة ولا يفكرون في إنهاء الحصار.. وإنهاء الحصار في رأيي لن يتمّ إلا إذا تدخل الأوروبيون وتسلّموا معبر رفح وأشرفوا عليه..
لكن مثل هذا الاجراء واضح أنه لا يحظى بالقبول من طرف «حماس» فكيف يمكن التحرّك فلسطينيا على هذا الصعيد.. أسأل هنا تحديدا عن فرص ظهور خطة موحدة بين «فتح» و«حماس» لإنهاء الحصار؟
«حماس» حتى الآن لا تستجيب بالقدر الكافي ولديها مفاوضات بهذا الشأن ولكنها مفاوضات وصفت بأنها غير جدية.. هناك أيضا حسابات ل«حماس» في هذه المسألة.. وحسابات «حماس» تختلف عن حسابات السلطة ولكن مادام الانقسام قائما فالحصار ربّما يستمر لتستمرّ بذلك أيضا محاولات تعطيل الوحدة الوطنية..
وحتى لا يتعطّل قطار الوحدة الوطنية.. ما هو المطلوب هنا.. أي ماذا عن الخيارات الفلسطينية في هذه المعركة؟
لقد تحدثنا كثيرا عما هو مطلوب ولكن السؤال كيف يمكن تحقيق هذا المطلوب؟.. هناك مسؤولية كبيرة تقع على حركة «حماس».. وبالتالي يجب أن تكون الخطوة الأساسية الأولى من جانب «حماس» إنهاء معاناة أهلنا في قطاع غزة.. حركة «فتح» عرضت موقفها من هذه المسألة بشكل واضح في الورقة المصرية ولكن«حماس» رفضت ولا تزال الى الآن ترفض التوقيع على هذه الورقة المصرية.. وأعتقد أن على «حماس» أن تُراجع اليوم حساباتها جيدا وأن تتنازل من أجل إنهاء الانقسام وإحياء الوحدة الوطنية.. فهذا الوضع لم يعد مسموحا به بالمرّة..
النائب جمال الخضري: سنجبر الصهاينة على دفع الثمن... ب«انتفاضة السفن»
٭ تونس «الشروق»:
أكد النائب الفلسطيني البارز ورئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن قطاع غزة السيد جمال الخضري في حديث ل «الشروق» عبر الهاتف من غزة أن الحلّ الوحيد لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع يكمن في رفع الحصار بشكل كامل ونهائي وقال السيد جمال الخضري إن الحديث الأوروبي عن تخفيف الحصار هو نوع من الخداع لأننا هنا امام حصار لا أخلاقي ولا إنساني وأمام جريمة ضد الانسانية وأمام كارثة انسانية منافية لكل القوانين والقرارات الدولية.
واستدل على ذلك بما أكده الصليب الأحمر أمس حين أكد ان الحصار المفروض على غزة مناف لاتفاقية جنيف الرابعة.
ووصف القيادي الفلسطيني المحاولات الغربية الخارجية تحت ستار تخفيف الحصار بأنها مخطط دولي خطير لشرعنة الحصار بطرق ملتوية وأساليب ماكرة ومخادعة.
وطالب السيد جمال الخضري في هذا الاطار برفع كامل لحصار غزة ثم وضع ممر مائي يربط بين غزة والعالم الخارجي ووضع ممر آخر يربط بين غزة والضفة الغربية مع فتح معبر رفح بشكل كامل وعلى مدار 24 ساعة.
وأضاف: كل هذا يمكن ان يكون حلاّ مع عدم منع أي من البضائع اللازمة او اي من مواد البناء مؤكدا ان هذا المطلب الفلسطيني لن يتم التنازل عنه مهما كان الثمن..
وتابع: لقد اريقت دماء كثيرة في المياه الدولية من أجل فكّ الحصار عن غزة» مشددا على أن انتفاضة السفن لن تتوقف الا اذا توقف الحصار المفروض على القطاع.
وكشف الخضري في معرض حديثه ل «الشروق» انه تلقى اتصالات كثيرة من جهات عربية ودولية أبدت رغبتها في تنظيم قوافل إنسانية من أجل كسر الحصار عن غزة مشددا على ان انتفاضة السفن كانت تجربة نضالية مهمة عرّت اسرائيل أمام الرأي العام العالمي وعجلت في نفس الوقت من مسألة إنهاء حصار غزة وذلك على الرغم من الثمن الباهظ والدماء الغزيرة التي أريقت في مجزرة «أسطول الحرية».
عبد الحليم قنديل: مؤامرة دولية... ل«خنق» حماس وتصفية القضية
تونس (الشروق):
وصف المفكر المصري السيد عبد الحليم قنديل التحركات الاوروبية والامريكية تحت ستار تخفيف الحصار عن غزة بأنها «نيولوك» (newlook) للتغطية على مؤامرة دولية خطيرة ترمي الى فك الارتباط بين قطاع غزة والقضية الفلسطينية...
وقال السيد عبد الحليم قنديل في لقاء مع «الشروق» عبر الهاتف من القاهرة ان هناك طبخة واضحة المعالم يجري إعدادها والعمل على تمريرها هذه الايام وتقضي بمقايضة الشعار المتداول غربيا بتخفيف الحصار وتشديد الحصار السياسي...
وأضاف: «هي لعبة دولية خطيرة ومتاهة أمريكية أوروبية صهيونية جديدة تتعلق بتنظيم منافذ لتخفيف الحصار ويجري فيها الحديث عن تشكيل مراقبين دوليين وتعميم فكرة معبر رفح على المعابر الاخرى وذلك ضمن عملية خداع وتضليل تستهدف بالاساس إنهاء «حماس» سياسيا وليس إنهاء الحصار».
وتابع: «إن ما يجري يصور الامر على أننا أمام جماعة بائسة اسمها فلسطينيو غزة يحتاجون الى رغيف خبز وأن توفير رغيف الخبز هذا يستوجب وقف المقاومة والتفاهم على مضمون المصالحة بالصيغة المصرية أي الاعتراف بإسرائيل».
وأوضح السيد عبد الحليم قنديل أن الغرب يعمل الآن على تسويق خدعة كبرى تحت ستار «الاعتراف باسرائيل مقابل الغذاء» ولفت المفكر المصري النظر في هذا الاطار الى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير التي اشترط فيها عدم التحاور مع «حماس» قبل اعترافها بالورقة المصرية للمصالحة... كما أشار الى ما نشرته تقارير اسرائيلية أول أمس بأن السلطة الفلسطينية طلبت إبقاء الحصار على قطاع غزة لأن إنهاء هذا الحصار يجعل من حركة «حماس» أكثر قوة ويزيد من نفوذها في قطاع غزة.
ورأى السيد عبد الحليم قنديل أن هناك محاولة جارية لتشديد الخناق على «حماس» وضرب فكرة المقاومة تحت ستار فك الارتباط بين الضفة وغزة...
وأضاف: «يجري طبخ فكرة المصالحة الفلسطينية على أن تكون مصالحة بين «حماس» واسرائيل وبالتالي تحويل «حماس» الى نسخة من السلطة الفلسطينية».
وتابع: «هناك اليوم مؤامرة ومخطط مكشوف أطرافه لا تتعمد التخفّي بل إن سلوكها ظاهر وعلني» لكنه شدد على ضرورة الاستمرار في هذه المعركة وتصعيدها بل إنه دعا الى الموازاة بين انتفاضة السفن البحرية وانتفاضة القوافل البرية وأيضا التفكير في انتفاضة جوية عبر إرسال طائرات محملة بالمساعدات الانسانية وتنزل في غزة من أجل كسر الحصار الانساني والسياسي على قطاع غزة ووصف ما يجري أيضا بأنه معركة بين حركة أحرار العالم وبين ما يسمّى المجتمع الدولي مؤكدا أن حسم هذه المعركة سيحسم لصالح أحرار العالم ولصالح فك الحصار عن غزة وعن القاومة وعن القضية الفلسطينية أي لصالح فك الحصارين الانساني والسياسي على الشعب الفلسطيني في القطاع.
محمد نعيم فرحات: الأفكار «ناقصة» و«متأخرة»
تونس (الشروق) حوار أمين بن مسعود:
اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني محمد نعيم فرحات أن المقترحات الأمريكية والأوروبية جاءت متأخرة للغاية ومنقوصة جدا من حيث تعاملها مع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات.
وأشار فرحات في حديث ل«الشروق» الى أن الأفكار المطروحة حاليا تكشف عن حجم الخلل السياسي والأخلاقي الذي تتخبط فيه السياسة الأمريكية أولا والأوروبية ثانيا في ما يخص تعاملها مع القضايا الفلسطينية عامة.
فهم المتغيرات
وشدّد على أن المهم في هذا السياق هو فهم المتغيرات الدولية التي أفضت الى تغيير الموقف الأوروبي والأمريكي باعتبار أن وجود قوة ديناميكية تقودها تركيا في المشهد السياسي الدولي ساهم في حدوث هذه النقلة.
وأضاف أن من بين الدروس التي علينا تعلمها هي حسن توظيف الارادة السياسية والقوة الرمزية في خدمة القضايا الانسانية العادلة والتي من بينها رفع الحصار عن شعب فلسطيني أعزل.
وعبّر نعيم فرحات عن خشيته من عجز الموقف الرسمي العربي عن حسن استخدام واستغلال التغيير الاقليمي الحاصل داعيا العرب الى اتخاذ موقف قوي وبناء في هذه القضية ووصف زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى قطاع غزة ب«المتأخرة» مؤكدا أنها تكشف رداءة تعامل الجامعة العربية مع الديناميكية الحاصلة حاليا وقصورها عن توظيف المتغيرات الواقعة بصورة إيجابية وبناءة.
تحوير وليس تجاوزا
واستبعد فرحات أن تكون المقترحات الأوروبية والأمريكية تجاوزا لشروط اللجنة الرباعية الراعية لمفاوضات التسوية معتبرا في المقابل أن المعطيات السياسية والدولية الجديدة دفعت بالقوى الكبرى الى التعامل بطريقة مختلفة مع قضية فكّ الحصار.
وأشار الى أن هناك حاليا ثغرة مهمة أحدثها «أسطول الحرية» مضيفا أن أطرافا إقليمية مهمة لديها عزم كبير على كسر الحاصر.
وأوضح أن هناك رهانا كبيرا على امكانية نجاح هذه القوى في مسعاها خاصة إذا أسندت بموقف عربي مسؤول وإيجابي.
وشدّد على أن المدى الزمني الذي سيستغرقه كسر الحاصر مرتبط بتفاعل العناصر وقدرتها على التنسيق والاختراق.
وفي ما يخصّ ملف المصالحة الوطنية ومساهمته في رفع الحصار رأى القيادي الفلسطيني ان عدم وجود توافق فلسطيني داخلي من شأنه أن يلعب دورا سلبيا بخصوص المدى الزمني لكسر الحاصر.
وأكد أن التوافق الفلسطيني يحتاج بدوره الى توافق اقليمي مشيرا الى أن الواقع السياسي لا يزال معقدا وإن الجهات السياسية الفلسطينية قادرة على انتاج مأزق وعاجزة عن إيجاد حل وتوافق..
الباحث اللبناني عدنان برجي: «التفاف» على نتائج أسطول الحرية.. و«امتصاص» للهبة العالمية
تونس – الشروق- حوار أمين بن مسعود:
أكد عدنان برجي مدير المركز الوطني للدراسات في لبنان أن إرادة المقاومة الفلسطينية انتصرت على كافة الإرادات الغربية مشيرا إلى أن المقترحات الموضوعة على طاولة الدرس حاليا لا تلبي رغبات وانتظارات الشعب العربي برفع الحصار عن غزة.
وأفاد الدكتور برجي في حوار مع «الشروق» أن حماس كانت مضطرة للترحيب بالمقترح الأوروبي حتى لا تكون محرجة أمام قواعدها الجماهيرية والمواطنين في غزة..معبرا عن قناعته بأن المشروع الأوروبي غير كاف لكسر الحصار الكلي عن غزة.
واعتبر أنه من المؤسف للغاية أن تتحرك أوروبا التي ترفع راية حقوق الإنسان بعد سنوات عديدة من إحكام الحصار على غزة وعقب وقوع مجزرة «أسطول الحرية» ذلك أنه كان عليها ألاّ تشارك أصلا في الحصار المفروض على شعب أعزل.
وأضاف أنه من دواعي الأسف أيضا أن تبقى أوروبا ملحقة بالولايات المتحدة عبر اللجنة الرباعية الراعية لعملية التسوية في الشرق الأوسط..مشيرا إلى أن المقترحات الأوروبية المتداولة حاليا تتضمن شروطا تساير المصالح الصهيونية وتدير ظهرها للمبادئ الإنسانية.
وشدد في ذات السياق على ضرورة رفع الحصار دون قيد أو شرط موضحا أن وضع الشروط سيستغل لإعادة إحكام الحصار مرة ثانية.
وفي تعليقه عن الأفكار المطروحة على الصعيد الدولي وصف الباحث اللبناني مشاريع تخفيف الحصار ب«المحاولة الالتفافية» على نتائج «أسطول الحرية» متابعا أن الحصار انهار عمليا بيد أنه إجرائيا لا تزال القوى الغربية تتمسك بشروط تخدم المصالح الإسرائيلية.
وحذر من مغبة نجاح هذه الأفكار في امتصاص الغضب العالمي والهبة الإنسانية والفلسطينية مؤكدا أن على الفلسطينيين إبرام المصالحة الوطنية المنتظرة لقطع الطريق على الغرب الذي لا يزال يستعمل الانقسام شماعة لإبقاء الحصار.
تجاوز للرباعية وللهيمنة الأمريكية
وفي إجابته عن سؤال «الشروق» حول ما إذا كانت المساعي الدولية لرفع الحصار أو تخفيفه تمثل تجاوزا غربيا للشروط الرباعية , قال برجي إنه يجب قراءة المشهد السياسي الدولي بكافة حيثياته ذلك أن الولايات المتحدة باتت عاجزة عن فعل ما تريد في المنطقة كما أن الاتحاد الأوروبي يتخبط في أزمة مالية كبيرة إضافة إلى أن إسرائيل أصبحت تعيش في رعب كبير ترى بمقتضاه أي عمل ضدها يشكّل استهدافا لأمنها القومي.
وتابع « علاوة على ما تقدم هناك صعود إيران وتركيا كقوتين إقليميتين مساندتين للحقوق العربية وقضايا العرب العادلة , إزاء هذا الواقع تقع علينا كعرب مسؤولية بلورة موقف موحد وقوي وعلى الفلسطينيين إعادة اللحمة الوطنية».
واعتبر أنه لو كانت شروط اللجنة الرباعية ( الاعتراف بإسرائيل – الاعتراف باتفاقيات السلام – نبذ العنف ) ناجحة لما تجاوزتها الولايات المتحدة ذاتها.
وعن رأيه في زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية لقطاع غزة , أكد برجي أنه كان يتمنى ان تتمّ الزيارة قبل سنوات عديدة وليس بعد «أسطول الحرية» واصفا إياها ب«المتأخرة للغاية».
وعبر عن اعتقاده بأن الزيارة كانت نتاج تنسيق مع دول القرار يسمح بظهور جامعة الدول العربية وكأنها مساهمة في كسر الحصار عن غزة..مبديا أسفه من سياسة عربية تلحق بالنتائج فقط ولا تصنعها..
تقويض للعقيدة الصهيونية
وأبرز أن المقاومة الفلسطينية قوضت العقيدة العسكرية الصهيونية بتوظيف قدرة التدمير العالية في خدمة أهداف سياسية , ذلك أن تل أبيب كانت تسعى من وراء الحصار والعدوان على غزة إلى تركيع الشعب الفلسطيني ودفعه إلى تقديم التنازلات بيد أن الأخير أثبت رباطة جأش كبيرة وقدرة على الصمود عظيمة أفضت في الأخير إلى إيجاد إجماع بضرورة كسر الحصار عنه..
ورجح برجي أن يكون كسر الحصار مقدمة لمشروع تسوية جديدة في الشرق الأوسط يحتم على الفلسطينيين صياغة موقف فلسطيني موحد داعيا القمة العربية الاستثنائية القادمة إلى أن تكون لها مواقف جديدة من الصراع العربي الصهيوني...
تعدّدت المقترحات.. والحصار واحد
٭ تونس «الشروق»:
يبدو أن الجريمة الصهيونية التي استهدفت سفن الحرية والتي أسفرت عن استشهاد متضامنين كانوا على متن السفن في طريقهم إلى غزَّة لكسر حصارها والتضامن مع أهلها قد طرقت باب الحصار الخانق المفروض على غزَّة منذ قرابة أربع سنوات لجهة رفعه.
الرأي العالم العالمي صدح بصورة قوية مطالباً بوقف جريمة يتعرض لها أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني محاصرين في غزَّة وممنوعين من ابسط مقومات الحياة وهو ما دفع ببعض المؤسسات والجمعيات الاغاثية إلى تسيير قوافل لإمدادها بما أمكن من المساعدات.
وعلى وقع الدعوات توالت المقترحات التي تتحدث عن استراتيجيات جديدة لحصار غزَّة، لكن أي منها لا يحمل معه اقتراحاً برفع الحصار نهائياً عن غزَّة وإعادة فتح المعابر، وهو ما أثار خشية الفلسطينيين الذين حذروا من شرعنة الحصار ومنح الاحتلال الفرصة للإفلات من جريمته بحق سفن الحرية.
فالاتحاد الأوروبي يستعد لطرح آلية تخفف الحصار عن غزَّة تسمح بوصول السلع والأفراد إلى قطاع غزَّة الذي يخضع لحصار منذ نحو أربع سنوات.
وجاء في وثيقة عمل طرحت أول أمس على وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أن «الاتحاد الأوروبي على استعداد للمساهمة في وضع آلية جديدة تقوم على اتفاق 2005 المتعلق بالتنقلات على معبر رفح وتتيح إعادة بناء قطاع غزَّة والنهوض باقتصاده».
وأوضح مصدر دبلوماسي أن «الهدف هو تحقيق زيادة كبيرة في معدل وصول وحجم البضائع» المرسلة إلى غزَّة سواء عن طريق البر أو «من المحتمل» عن طريق البحر، مضيفا أن هناك «توافقا» على المستوى الأوروبي على هذا الأمر.
لكن الآلية لم تغفل التأكيد على ضرورة وجود «رقابة صارمة» على وجهة البضائع المستوردة والمصدرة، زاعماً أن مخاوف الاحتلال على أمنها مخاوف «مشروعة».
الإدارة الأمريكية قال رئيسها انه لا يمكن استمرار الأوضاع على حالها في غزَّة وذكرت مصادر في هذا الصدد أن هذه الإدارة تنوي طرح خطة تحمل اسم الأمن مقابل الغذاء وهي كما قيل عبارة عن خطة إستراتيجية متكاملة لغزَّة تتضمن نشر قوات دولية ووقفاً دائماً وشاملاً لإطلاق النار بين حماس وحكومة الاحتلال، ووجود قوات امن السلطة الفلسطينية في المعابر بين حكومة الاحتلال وغزَّة ومعبر رفح، ورفعاً كاملاً للحصار في مرحلة لاحقة.
السلطة الفلسطينية تحدثت عن مقترحات لرفع الحصار نهائياً عن غزَّة، وقد أطلع مفوض العلاقات الدولية بحركة فتح نبيل شعث، المبعوث الأوروبي كريستيان برغر، على هذه المقترحات والتي شملت، فتح ممر بحري للسفن من ميناء أزمير التركي للقطاع، وعودة الأوروبيين إلى معبر رفح بين غزَّة ومصر، وإقامة معابر للسلطة في الجانب المصري على غرار المعابر الأمريكية في كندا وايرلندا.
وعلى كثرة هذه المقترحات لم يخف الفلسطينيون خشيتهم من منح الغطاء الدولي للحصار، وقد رفض رئيس الحكومة في قطاع غزَّة إسماعيل هنية، أية حلول دولية لا تنهي الحصار بشكل كامل عن القطاع، ووضع «المحاولات التي يجريها بعض الأطراف» لتخفيف الحصار عن القطاع في خانة «المحاولات الإلتفافية، وشرعنة الحصار، واستعادة بعض الأجندات».
كما حذرت الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار عن قطاع غزَّة من أية مبادرات تعمل على تقزيم المطلب الشعبي والدولي الرامي إلى فك الحصار بشكل كامل عن قطاع غزَّة.
وأكد مؤسس الحملة إياد السراج، أن كافة مؤسسات المجتمع المدني ترفض أية مبادرات دولية لفك الحصار تندرج تحت شعار «الحصار الذكي»؟ ما يضمن تحقيق «الاحتلال» لأهدافه من الحصار مع عدم رفعه بشكل كامل.
وقال السراج: «يجب أن يكون للمجتمع المدني الفلسطيني بكافة فئاته وشرائحه موقف تجاه حالة الحراك العالمي والمساعي الدولية التي تعمل لإنهاء أو تخفيف الحصار الصهيوني على القطاع».
وأضاف: «آن الأوان لوضع حد لنهج الغطرسة ومنطق القوة الصهيوني من خلال الجهد الدولي المتنامي من أجل كسر الحصار عن غزَّة، كما تتواصل الجهود لتحريك الملف القانوني بحق القادة الصهاينة في العديد من البلدان، بهدف ملاحقتهم قضائياً أمام العدالة، بوصفهم مجرمي حرب».
«واشنطن بوست»: الحصار... بدأ ينهار
٭ تونس «الشروق»:
أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الحصار الإسرائيلى على غزة بدأ يتزعزع بعد الاعتداء على «أسطول الحرية» المحمل بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ورأت الصحيفة أن الحل لا يكمن أبداً فى وضع نهاية لنقاط التفتيش التى تخضع تحت السيطرة الإسرائيلية بل إن الأمر يحتاج إلى نظام جديد يوفي مطالب فلسطينيى غزة الشرعية.
وقالت «واشنطن بوست» أنه «لا يوجد أحد يؤيد التوصل إلى اتفاق سلام فى الشرق الأوسط، ويفضل إزالة كل الضوابط المفروضة على السفن المتجهة إلى غزة»، لأن هذا سيسفر في نهاية الأمر عن تكرار ما حدث في جنوب لبنان منذ الانسحاب الإسرائيلي، وهو تزويد حزب الله بصواريخ قصيرة المدى على حد تعبيرها.
وأشارت إلى أن فتح الحدود البحرية سيزيد من فرص نشوب صراع آخر على غرار الحرب الإسرائيلية على غزة أواخر 2008، ويمنح «حماس» الوسائل اللازمة لإعاقة محادثات السلام في أي وقت حسب زعمها..
ورأت أن بناء مصر الجدار الذي قد يعيق نشاط الأنفاق، يجب أن يكون حافزا لإسرائيل لتخفيف الحصار بحيث تسمح بإدخال كافة المواد عدا تلك التي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية؟
أما بالنسبة لحركة السفن، فيمكن لها كما تقول «واشنطن بوست» أن تفرغ حمولتها في الموانئ الإسرائيلية القريبة، مشيرة إلى أن الاقتراحات بشأن المفتشين الدوليين تبدو منطقية من حيث المبدإ ولكن الفشل في مثل هذه الأنظمة في لبنان وقبلها في غزة، يمنح إسرائيل سببا وجيها لمحاربتها.
ودعت الصحيفة إسرائيل إلى المضي قدما فى تخفيف السيطرة على الضفة الغربية من خلال رفع الحواجز ونقل مزيد من المناطق للقوات الأمنية الفلسطينية وتسهيل التجارة والاستثمار الأجنبي، وذلك كله «حتى يبدو الفرق واضحا بين الضفة الغربية وغزة» حسب قولها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.