كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكيّة يوم الاثنين عن فحوى مذكّرة داخليّة لوزارة الدفاع الأمريكيّة، جاء فيها أنّ الطبقات الأرضيّة في أفغانستان تخفي ثروة معدنيّة هائلة تتجاوز قيمتها التريليون دولار، وتتكوّن من الحديد والنحاس والكوبالت والذهب وخاصّة مادّة الليثيوم... خبر فرح له الكثيرون...لكنّ من حقّ الكثيرين أن يروا فيه إنذارًا بإطالة عمر المحنة وانسحابًا للغربال الذي كان يحجبُ شمسَ الحرب على أفغانستان...بعد أن أخذت دوافع أخرى تطلّ برؤوسها من بين السطور والألوان...وبعد أن تراجعت دعاوَى «الحرب على الإرهاب»، ليطلّ الطمع وأخته: الرغبة في السيطرة على «كنوز التراب»!! خاصّةً والكلّ يعرف أنّ هذه النتائج لا يمكن أن تظهر إلاّ بعد دراسات جيولوجيّة معقّدة تستغرق سنوات طويلة، وتعود بنا إلى ما قبل الحرب... فماذا ينتظر الصقور كي يؤكّدوا لنا صراحةً وبلا لفٍّ ولا دوران: أنّهم أشعلوا هذه الحرب المدمّرة حبًّا في معادن المكان وليس حبًّا في «الأنديجان»! وأنّ خروجهم من هناك ليس مرتبطًا باندثار آخر طالبانيّ أو آخر قاعديّ أو آخر مواطن، بل هو مرتبط باستنفاد آخر ميليغرام من المعادن! وأنّهم لا يحبّون أفغانستان حبًّا أمنيًّا أو سياسيًّا أو ديمقراطيّا ولا حتّى «عذريًّا»، بل يحبّونها «حبًّا معدنيًّا»!!