قرأت خبرا جميلا رائعا عن دنيا الجمال. وأجمل وأروع من الخبر ذاته هو محتواه. يقول هذا الخبر الجميل الرائع إن أجمل الجميلات الصربيات المترشحات لاعتلاء عرش ملكة جمال صربيا جيء بهن إلى الصحراء التونسية لا لدعم قطعاننا من الغزلان الرقيقة الرشيقة في الفيافي ولا لنشر سلالة ممتازة من ريام الجبال الثلجية الباردة بالقوقاز في صحرائنا الرملية الساخنة. ولا لإقامة محمية لهذه الضّباء التي تصطاد صياديها «بسهام لحظ ما لهن دواء» أكيد أن كل غزالة أركبوها في صحرائنا جملا. وأكيد أن لسان الحال صاح مناديا: «يا حادي العيس عرّج كي نودعهم» ففي ترحالك الأجلُ. الخبر يقول: «بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا» وبالتالي لا أمنية عندي سوى رزق اللّه عشاق الغزلان المهاجرة جميل الصبر والسلوان. ولكن لسائل أن يسأل المسؤولين عن سرّ هذه الضيافة لهذه «القنابل» الغزلانية الصربية القوقازية التي تنبض جمالا وتقتل غزلا. لا تذهبوا بعيدا، ولا تحملوني عبء ما لا أعنيه إن دعوة هذا القطيع ريما ريما لروعة الرشاقة وفتنة الأناقة ولذة اللباقة تدخل ضمن التسويق للسياحة في تونس بالترويج للمنتوجات القوقازية. ولا شك في أن أهل هذه الدعوة الرائعة لهذا القطيع الأروع يعرفون ويدركون وواعون بأن للسياح في ما يعشقون مذاهب فمنهم من يعشق صيد المرجان في أعماق البحار ومنهم من يعشق صيد الخنزير الوحشي. ومنهم من يعشق صيد «الحبارة» ومنهم من يعشق صيد طائر «التّرد». ومنهم وهذا المهم والأهم من يعشقون صيد الغزلان يبقى السؤال عن مكمن الحكمة في هذه الطريقة للترويج والتسويق غزالا شاردا يبحث عن جواب شاف غير ذاك الذي يقول: «كل قرد في عين بوه غزال».