كنا قد تعرضنا في عددنا الفارط في ركن «موهوبون بالوراثة» لعائلة النهدي التي جمعت بين التمثيل والرقص والغناء وسنتناول في هذا العدد عائلة أخرى لا تقل شأنا عن سابقاتها هي عائلة البجاوي والتي تجمع بين الغناء والتقليد. داخل هذه العائلة كانت الأولوية للغناء، ففترة السبعينات برزت منية البجاوي وقد تنبأ لها كل من سمع صوتها بمستقبل واعد في عالم الأغنية التونسية وبالفعل فقد حققت نجاحات هامة واستطاعت أن تضمن لنفسها مكانة في تاريخ الفن صاحبة «همس الموج». نالت عدّة جوائز وتتويجات لعلّ أبرزها ذلك العرض التاريخي على ركح مهرجان قرطاج إذ كانت أول فنانة تونسية تنال لقب أول صاعدة على الركح بعرض تونسي. منية لم تكن الأولى في عائلة البجاوي فأثناء أوج العطاء برزت شقيقتها حسناء لتسلك مسار منية وتنتج أغاني خاصة بها. حسناء علقت أن الموهبة ليست وراثية بل هي عطاء من اللّه لتضيف أن الأجواء ربما تشجع على صقلها.. منية وحسناء كل منهما سلكت مسارا في عالم الفن، لكن ذلك لم يخف التحابب بينهما فمنية كرمت حسناء في عرض قرطاج وكان المثل في مهرجان المدينة سنة 2002... شقيقة ثالثة كانت لها موهبة في دنيا الفن، لكن موهبة نادرة في صفوف الإناث. فن التقليد.. لقبوها «بلبلبة» ذات يوم لحرفيتها. هي سنيا صاحبة الحضور الركحي المتميز.. سنيا تتميز بخفة الروح وإتقان الصوت وحتى الحركات. كل هذه الميزات جمعتها في تقليد شخصيات عديدة لتواصل مواهبها في عالم التمثيل والغناء الغربي وهي عازمة الآن على الدخول في هذا المجال خاصة وأنها تجيد الرقص المحترف.. خلنا أن سنيا آخر العنقود في عائلة البجاوي، لكن ذلك لم يكن بل وظهرت فنانة هي إبنة أخ منية وحسناء وسنيا هذه الفنانة تدعى نوال البجاوي سيكون لها مستقبل كبير في عالم الفن بحكم نقاوة صوتها على لسان بعض الملحنين. وكالعادة أردنا الاجابة عن الأسئلة. هل أن هذه الموهبة تعتبر من باب التقليد؟ أو التقيد؟ فكانت الاجابة على لسان منية أن لكل مساره، لكن ربما الأجواء العائلية هي التي شجعت على صقل المواهب رغم أنها عطاء من الله وليس فبركة. حسناء لم تحد عن إجابة شقيقتها منية ونفس الاجابة كانت لدى الكوميدية سنيا، سوى بعض الاضافات والتي تصب في خانة واحدة وهي أن الموهبة ربما تكون جينية. حتى أن نوال هذه الفنانة الصاعدة أيدت نفس الاجابات لتضيف أن مثلها الأعلى عمتها منية وبعيدا عن لغة العاطفة فهي شديدة التأثر بها لما تتميز به من موهبة صوتية وتاريخ مجيد. حلم نوال أن تسلك منهج عمّتها منية لتكون فنانة عن حق تروي الأجيال مدى نجوميتها كما الشأن لعمتها منية ورغم تفاوت السنون إلاّ أن جميعهن يواصلن منهج صقل الموهبة في عالم الفن بشكل عام.