كانت أول مطربة تونسية تقدّم حفلا بمفردها على ركح مهرجان قرطاج الدولي، وكانت أول فنانة تعتمد على وكيل أعمال في تونس، وكانت أول من أصدر حفلا فنيا مباشرا في شريط كاسيت.. هي صاحبة العديد من المبادرات الفنية وصاحبة صوت جميل وأداء رائع، وفي رصيدها الكثير من الأغاني الممتازة.. لكن رغم قيمتها الفنية ورغم الجهد الذي بذلته فإن نجوميتها لم تعمر طويلا، ومسيرتها شهدت الكثير من التقلبات.. منية كم عمرك الفني؟ 35 سنة من الغناء كم أغنية في رصيدك؟ أكثر من سبعين أغنية هل ترينها كافية مقارنة بسنوات العمل؟ صحيح، رصيدي من الأغاني ليس كبيرا، وهذا اختيار مني، فقد ركّزت على قيمة الأعمال وجودتها أكثر من تركيزي على الكم. متى بدأت الغناء؟ بدأت في سن الرابعة عشرة هل تذكرين أول أغنية في رصيدك؟ كانت أغنية بعنوان «ما أقسى قلبك يا حبيبي» كلمات حسين محنوش وتلحين الدكتور صالح المهدي. الخطوات الأولى في عالم الفن أين كانت؟ كانت في الشبيبة الموسيقية والحفلات التي كنا نقوم بها هناك صقلت موهبتي وكانت مرحلة تحضيرية مهمة لدخول عالم الفن. هل شاركت في برامج المواهب؟ طبعا، شاركت صحبة شقيقتي حسناء في برنامج نجوم الغد»... متى عرفك الناس كمطربة؟ عام 1980 في حفل تكريم أم كلثوم في قرطاج في تلك السهرة غنيت «الأمل» ولاقت نجاحا كبيرا واكتشفني الجمهور من خلالها، وأذكر اننا كنا مجموعة من الأصوات من بينها لطيفة العرفاوي.. كان هذا أول صعود على ركح قرطاج؟ نعم، أما المرة الثانية فكانت سهرة مشتركة مع الفنان عبد القادر العسلي، وغنيت «أحبابي أنا». المرّة الثالثة كنت بمفردك في سهرة من سهرات مهرجان قرطاج الدولي؟ نعم كان ذلك عام 1986، وكنت أول مطربة تونسية تؤثث سهرة بمفردها. كيف أقدمت على هذه الخطوة؟ الحقيقة فكرت في التجربة قبل ذلك، لكن مدير أعمالي رفض ونصحني بالقيام بجولة في المهرجانات داخل الجمهورية قبل التفكير في قرطاج وهو ما قمت به. وقد كان لتلك الجولة صدى طيب في الإعلام وهو ما مهّد لي الطريق للصعود على ركح قرطاج. هل تفكّر منية في قرطاج اليوم؟ ربما، وقد يكون لقائي بجمهور قرطاج هذا الصيف. هل تقدمت بمشروع؟ لا، لكن من يدري. كان لك لقاء مع الراحل بليغ حمدي؟ كان ذلك عام 1985، فقد قدمني لطفي البحري الى إعلامي مصري وقد أعجب هذا الأخير بصوتي وحمل معه تسجيلات أسمعها الى بليغ فأعجب بصوتي ولما زار تونس التقيته وتحدثنا طويلا واستمع الى صوتي مجددا وأعد لي أغنية «إتناسينا».. هذه الأغنية لم تحقق نجاحا مع أنها تحمل إمضاء بليغ حمدي؟ هذا صحيح، والمسؤولية تتحملها الشركة التي أصدرت الشريط، لأنها لم تقم بالدعاية اللازمة الى جانب عدم اهتمام وسائل الاعلام المرئية بالعمل. لكن شريط «سيدي أنا» حقق نجاحا كبيرا؟ هذا صحيح والفضل في ذلك يعود الى المرحوم نجيب الخطاب الذي دعّم العمل واهتم به وأبرزه. ماهي الأغنية التي صنعت نجومية منية البجاوي؟ هي بلاشك أغنية «همس الموج» تلحين الفنان عبد الكريم صحابو الذي أحدث ثورة في الأغنية التونسية في الثمانينات. إذن صحابو هو الذي صنع نجوميتك؟ نعم، هذا صحيح، وأنا أدين له بذلك، ولا أنكر ذلك اطلاقا، لقد صنع صحابو نجومية الكثير من الفنانين.. لماذا اقتصر تعاملك معه على أغنية واحدة؟ لقد كان تعاملي معه في فترة بدأ فيها يفكر في الابتعاد عن الساحة والانقطاع على التلحين. من هو الملحن الذي احتكر صوتك؟ لم يحتكر صوتي ملحن، لكن أكثر تعاملي كان مع الناصر صمود فأغلب أعمالي من تلحينه، لكن تعاملت مع ملحنين آخرين، لكن في أغنية او أغنيتين. هل فكّرت في الهجرة الى مصر؟ نعم فكّرت وقد تحوّلت الى القاهرة بدعوة من الشاعر شادي منصور الذي كتب أغنية «إتناسينا» وهو على فكرة مؤلف أغنية «بودّعك» لوردة وعديد الأغاني الأخرى وكان من المفروض ان أسجل شريطا كاملا من تأليفه وقد قدمني الى الكثير من الملحنين، وبعد أن ظننت ان أبواب النجاح فتحت امامي انهار كل شيء، وتم تحويل أغاني الى أصوات أخرى.. وهل تمت العملية بفعل فاعل؟ طبعا، هناك من كان نافذا وقتها، وتدخل لتحويل تلك الأعمال الى أصوات أخرى، فعدت الى تونس، مكسورة الخاطر.. أثرت فيك كثيرا هذه الحادثة؟ طبعا، لقد عدت من القاهرة ومكثت في بيتي طيلة ثلاث سنوات دون ان أغادر من عام 1997، لم أخرج للشارع الا عام 2000... هل تتصوّر ذلك، هذا ما حدث، لقد شعرت باحباط كبير، وتألمت كثيرا، أحسست بالقهر في القاهرة. لقد كانت أمنية حياتي أن أقيم هناك وأغني وأحسست أنني اقتربت من تحقيق هذا الحلم. أحداث أخرى أثّرت في مشوارك الفني؟ هناك أحداث أثّرت سلبا وأخرى أثرت ايجابا، أما التي اثرت سلبا فأولها حادث المرور الذي تعرضت له وأصبحت على إثره في رجلي، الحدث الأليم الثاني وفاة أمي في ظروف استثنائية. أما الاحداث الايجابية فأهمها تكريمي عام 2004 من قبل سيادة الرئيس زين العابدين هو الذي أعطاني شحنة كبيرة للعمل، ودفعا قويا للعودة الى الساحة الغنائية. من صاحب الفضل على منية البجاوي؟ الله، ووالدتي ووالدي، ايضا وكيل اعمالي فتحي المهذبي الذي لولاه لما انجزت شيئا لقد ساهم بقسط كبير في كل إنجاز قمت به. ما جديدك؟ ألبوم «آه منو آه» صدر مؤخرا، لكنه لم يأخذ حظه من الدعاية ايضا وهي مسؤولية الشركة المنتجة.. أضف الى ذلك وسائل الاعلام المرئية التي صارت تبحث عن الأغاني الخفيفة والايقاعية لكن حتى لا أعمم هناك بعض المنوعات التي اهتمت بالعمل مثل منوعة حاتم بن عمارة على قناة 21. وماذا عن الأعمال التي تتضمنها الاسطوانة؟ مجموعة من الأعمال قمت بتلحينها وهي «روحي فيك» و«ياويلي من غرامك» كلمات حسونة قسومة، والثالثة بعنوان «احتمال» كلمات الحبيب محنوش، إضافة الى أغنية «همس الموج» في توزيع موسيقي جديد لمنير الغضاب ومجموعة من الأغاني الأخرى.