«الشروق» سعت من خلال هذا الطرح أن تقدم لقرائها خارطة العائلات wظwالفنية في تونس التي تضم ما يقارب الخمسين عائلة موزعة بين الغناء والموسيقى والمسرح من جهة والرسم والتنشيط من جهة أخرى... العزف والتلحين في هذا الباب برزت عدة عائلات مهمة نذكر منها بالخصوص الدكتور صالح المهدي وشقيقه المرحوم ابراهيم المهدي زوج الفنانة سلاف والثنائي أحمد ورضا القلعي اللذين صالا وجالا في الوسط الفني وقدما أعمالا ناجحة ذات بال سيما الفنان رضا. إذ تكفي الإشارة إلى أغنية «ناري على جرجيس» التي رقص على أنغامها العرب والأجانب.. ورددها الصغار والكبار نساء ورجالا إلى يوم الناس هذا لروعتها وجمالها... دون أن ننسى عائلة «زغندة» التي تمثل إحدى ركائز الأغنية التونسية بدءا بالمنصف وصولا إلى فتحي.. إلى جانب المرحوم قدّور الصرارفي الذي ورثته ابنته أمينة صاحبة فرقة العازفات تذكروا «لا نمثلك بالشمس ولا بالقمرة» فسوف تعرفون هذا الموسيقار... السيدة علية: صاحبة الروائع البهية التي عرفها الجمهور العربي الواسع من خلال أدائها لأفضل الأغاني «بني وطني» و«علّي جرى»، «قالوا زيني».. و«ساحرة» وهي ابنة الممثل الراحل البشير الرحّال وابنتها لمياء العنابي الفنانة التي حاولت اتباع خطوات والدتها... المرحومة صليحة: آه ثم آه.. على الزمن الجميل... آه من ذاك الصوت وذاك الأداء.. والحضور المتميز.. صليحة غصن أخضر قدم إلينا من دشرة نبر خلف وراءه وردة فائحة سرعان ما عجّل إليها الموت... إنها السيدة شبيلة راشد التي اشتكتني إلى رئيسي في العمل لنقدي إياها. وقد عبرت عن ندمها عند زيارتي لها قبل رحيلها عن هذه الدنيا بأيام.. رحمك الله يا طيبة... ويا صاحبة القلب الكبير.. الطاهر غرسة: أبو التراث والمالوف التونسي بدوره ترك لنا عنقودا تزينه حبات الإبداع ونعني ابنه زياد الذي حافظ على الطابع التقليدي لفن أبيه.. بل إنه واصل البحث في مخزون تراثنا الجميل وقدم أحلى الأغاني مثل «المڤياس». عائلة الحناشي: ساهمت هي الأخرى بحضورها في الساحة الفنية التونسية من خلال الثنائي عبد الوهاب وشكري عمر فرغم قلة ظهورهما في الفترة الأخيرة فإنهما لا يغيبان لحظة عن ذاكرة المستمع.. وتكفي الإشارة إلى أغنية «محبوبي» لعبد الوهاب الحناشي.. هذا وقد أفاد بأن شقيقته زكية لها ميولات موسيقية وتحسن العزف على آلة القانون... بنات البجاوي: كان للثلاثي منية وحسناء وسنية تواجد مستمر في الوسط الفني.. فمنية نشطت ضمن مجموعة عبد الكريم صحابو والتي عرفها الجمهور بأغنية «همس الموج» فيما كانت حسناء تنشط في مجموعات موسيقية أخرى حيث تتالت تصريحاتها الصحفية مبشرة بعودة من الباب الكبير لكن نسمع جعجعة ولا نرى طحينا.. بينما سنية التي اختارت فن التقليد تحصنت بالغياب ولم يعد اسمها يذكر في الساحة. بنات السيدة «روز»: نجاة عطية وشقيقتها عواطف... فالأولى تظهر يوما وتغيب عشرا.. فرغم ما تمتلكه من صوت رائع وجميل ولها من الأناقة الفنية المحترمة إلا أنها اكتفت بالظهور المحتشم شأنها شأن شقيقتها عواطف التي لم نر لها إبداعا بل ملابس مثيرة لا تناسب سنها... سوسن وسيرين الحمامي: ليس من السهل أن ينسى الجمهور العربي اسم الفنانة سوسن الحمامي التي تضم في رصيدها عشرات الأغاني الحلوة جابت بها البلاد طولا وعرضا مع صحابو، وصفوها بالثائرة عندما تعاملت مع الشاعر العربي الكبير علي الكيلاني بمعية أمل عرفة وجوليا بطرس.. «وين الملايين» و«يا حمام القدس» وغيرهما من الروائع الحية التي عرفت بسوسن وجعلت منها نجمة قبل أوانها من ذلك «حبيبي يا صحابي جاني» و«أولاد تونس» فأين إذن سوسن.. وأين شقيقتها سيرين التي ابتعدت عن الساحة دون سابق إعلام... فاطمة ونجوى بن عرفة: الأولى قدمها المبدع رؤوف كوكة من خلال تقديم لجنيريك إحدى منوعاته حيث اشتهرت بحسن أدائها لأغنية «قسما بسحر عيونك» أو «حسناء قرطاج» مثلما أشارت أميرة الغناء العربي ماجدة الرومي أما أختها نجوى فقد عرفناها ضمن بعض المجموعات الموسيقية الشبابية التي شاركت معها في اكتشافات 21 بالجم. فيصل ولمياء الرياحي: هو الثنائي الأكثر حضورا تقريبا في الساحة الفنية رغم التزاماتهما الأسرية خاصة لمياء التي وجدت الظروف الملائمة والمشجعة لتقديم الجديد.. وبخصوص شقيقها فيصل فظل ثابتا فنيا وإعلاميا. الثنائي بلقايد: عرفا بتميزهما.. عزفا وتلحينا وأخلاقا فعبد الباسط قائد ومايسترو لفرقة موسيقية معتبرة ومحترمة ومن أشهر موزعي الموسيقى في تونس والمغرب العربي إلى جانب تواجده المستمر في تأثيث المنوعات التلفزية أما عبد الحكيم فهو عازف ممتاز وينتمي إلى فرقة مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية حيث أثرى الساحة الموسيقية بعدد هام من الألحان الناجحة وتعامله مع أكثر من مطرب ومطربة.. ليليا الدهماني: طليقة الفنان أحمد عيسى عرفها الجمهور التونسي من خلال عرض «النوبة» مع اسماعيل الحطاب ولطفي بوشناق والهادي حبوبة كما قامت بأداء مجموعة لا بأس بها من الأغاني.. ليليا هي ابنة المطربة الكبيرة السيدة عائشة. الهادي الجويني: رحم الله صاحب «لاموني اللي غارو مني» و«تحت الياسمينة في الليل» و«يا محبوبة قلي علاش»، الهادي الجويني هذا المبدع الفذ.. الشاعر والملحن.. والمغني خلف من يرثه لكنه إرث من نوع خاص.. فابنه نوفل اختار الأغاني الغربية.. وسمية كريمته اتجهت هي الأخرى إلى لون من الغناء غير الذي كان عليه والدها المرحوم. عبد السلام النقاطي: حين نمر من «باب دزيرة» ونرى سي عبد السلام «الحلاق» والقيرواني الأصيل جالسا أمام دكانه يحيلنا ذلك المشهد إلى الماضي عندما كانت «أنا التارقي» تدغدغ وجداننا مع كم هائل من الأغاني الخفيفة والطقاطيق الجميلة.. هو من عائلة فنية معروفة في القيروان لذلك اختارا ابنيه مكرم وريم السير على نهج والدهما... وحيد وسمية الحثروبي: ظهرا فجأة.. وتألقا كذلك لكن عصفت بهما رياح الإفلاس الفني وبات اسمهما في عداد النسيان.. فلا إنتاجات غنائية خاصة وجديدة ولا حضور إعلامي سواء مكتوب أو سمعي بصري حتى خلنا أنهما اعتزلا الفن!! سنية مبارك: نجمة المسارح والتظاهرات الكبرى.. توجت في مهرجان الأغنية التونسية في أول مشاركة لها مع الملحن رشيد يدعس تمقت التعالي وترفض كل ما هو رديء ومبتذل» الفنانة التونسية الوحيدة المشهود لها برفعة أخلاقها وثقافتها.. لذلك كان حتميا أن تضع وزارة الثقافة ثقتها في سنية وكلفتها بإدارة مهرجان الأغنية الذي تغير اسمه بقرار رئاسي.. سنية مبارك لها شقيقتها عائشة التي اختارت الرقص الكلاسيكي... الرباعي الراقص: وللرقص نصيب في تنويع هذه التشكيلات العائلية الفنية.. فأول ظهور كان لعائشة وشقيقتها مامية إلا أنهما اعتزلتا بعد سنوات حيث شاخ جسداهما وتدلت أهدابهما لتأتي بعدهما زينة وعزيزة اللتان جابتا صحاري وبرورا.. وشقتا بحورا مع فقيد الأغنية الشعبية اسماعيل الحطاب.. غابتا عن الساحة لكن اسميهما ظلا محفورين في ذاكرة الشارع التونسي من خلال حافلة «زينة وعزيزة». أبناء اللقاني: وهل باستطاعة المشاهد أو المستمع في تونس وخارجها أن ينسى الثلاثي البشير وعفيف وزبير؟ كلا!! ألحان.. وأشعار.. مسرحيات ومسلسلات لن يمحوها الزمان من الذاكرة.. عائلة المحنوش: هي لا تختلف كثيرا عن عائلة اللقاني فمنها الشاعر الغنائي ممثلا في شخص الحبيب ومنها الفنان حيث برزت يسرى بجمال صوتها وحسنها وبهائها دون أن ننسى «العاتي» حسين المحنوش «أعوذ بالله من غضب الله»... أولاد شعير: ثنائي جميل قدّما أعمالا في مستوي قيمتهما فكانت الكلمة الحلوة واللحن الرائع... قيس ولزهر ينتظرهما مستقبل كبير في بناء صرح الأغنية التونسية. وللتمثيل نصيب في هذه المنظومة عائلة النهدي: يمكن ا عتبارها من أكبر الأسر لتعدد أفرادها وجميعهم تقريبا جرب الفن ويبقى المسرح والتمثيل التلفزي والسينمائي الطريق الوحيد والأهم الذي جمع بعضهم تحت مظلة النجم لمين النهدي فكان محمد علي وكان وليد إلى جانب ابن أخ لمين رياض النهدي. الحبيب بلحارث: المخرج المسرحي والممثل القدير... هو الآخر لم يرض بغياب اسمه عن الساحة حيث قبل رحيله سلّم مقاليد مهنته إلى ابنه محمد علي أحد الوجوه اللامعة في المسرح الإذاعي... محمد السياري: وجه تلفزي معروف... ومشهود له بكفاءته في تقمص مختلف الأدوار التمثيلية هادئ ورصين إلى أبعد الحدود إلا أن ابنه قابيل لم يكن بمثل طباعه زهواني وقافز وقادر على نحت اسمه بأحرف من ذهب إذا عمل بنصائح أخينا محمد.. والمرحومة والدته. نعيمة الجاني: الممثلة المخضرمة فتحت لابنتها أميمة بن حفصية الطريق واسعا وتركت لها الحرية المطلقة في اختيار ما يناسبها للمستقبل.. فكان الارتجال نحو بلاط الفن متبعة خطى والديها المنجي ونعيمة.. أميمة هي صغيرة لكن في الإبداع كبيرة وسيتكوم شوفلي حل أحسن دليل... المنجي العوني: شقيقه الممثل الرزقي العوني شأنه شأن الفنان جمال الشابي الذي ينحدر من عائلة فنية فكان لأخيه رياض حضور في أكثر من ألبوم غنائي... والفنان مقداد السهيلي «قاضي محكمة سفيان شو» الذي اختار شقيقه الطيب المسرح فكان من الأسماء البارزة فيه... هذا وقد استثنينا من هذه القائمة الأزواج. حظ الإذاعة والتلفزيون ولئن كان الوسط الفني يعج بالعائلات كل حسب الطريق الذي اختاره فإن الساحة الإعلامية ببلادنا بدورها جمعت أكثر من اسم من عائلة واحدة خاصة في قطاعي السمعي والبصري فكان المرحوم صالح جغام الذي فضل شقيقه الحبيب أن يسلك الدرب الذي عبّده صالح انطلاقا من إذاعة المنستير ليكون أحد أهم فرسان المصدح بالإذاعة الوطنية.. الحبيب جغام رجل كألف.. وصالح هو من رسم اللوحة المثالية للإذاعة التونسية. جميلة التلفزيون سابقا فائزة المغربي: هي ذاتها اتبعت خطى خالتها الراحلة نزيهة المغربي أول ملكة جمال في تونس وأول مذيعة ربط ظهرت على الشاشة الصغيرة. المرحومة نجاة الغرياني: إحدى شمعات إذاعة المنستير التي فارقتنا وهي في عز عطائها وشبابها خلفت وراءها السيدة إيناس الغرياني المنشطة المرموقة إذ استطاعت وفي ظرف وجيز أن تشد السامع إليها بفضل ما تقدمه من برامج ومنوعات... علاء الشابي.. ينتمي هذا الشبل إلى أسرة إعلامية وقد كان في نيته أن يصبح فنانا... حيث نشط لفترة ضمن فرقة عشاق الوطن بقيادة صالح حميدات وأسس فرقة للسلامية بمنطقة «ديبوزفيل» علاء الشابي مقدم برنامج «عندي ما نقلك» هو شقيق عبد الرزاق الشابي بطل «المسامح كريم»!! فأين يا ترى المسامح والكريم في هذه الفقرة التلفزية؟؟ محمد بوغنيم: يا حسرة... ويا زمان على بوغنيم.. وعلى «اعطيني راس» أحببنا هذا الزميل لخفة روحه ودفاعه عن الحق مهما كانت النتائج.. خاصة لما يتعلق الأمر بالمصلحة الوطنية فهو يرفض التعصب الأعمى.. سي محمد رحمه الله هو شقيق المرحوم هو الآخر أحمد بوغنيم مخرج تلفزي... شاكر بالشيخ: المنشط بقناة 21 هو شقيق المنشطة التي كانت بذات القناة هاجر بالشيخ التي ابتعدت عن الأضواء منذ زواجها بالزميل بلال العلويني. هدى وكريم بن عمر: ثنائي من حنبعل مازالا في بداية الطريق وقد يكون لهما شأن في مستقبل الأيام والأعوام.. هذه إذن جولة مختصرة قمنا بها حتى نطلع الجمهور على بعض الأسرار نرجو من ورائها الفائدة.