بعد أن تعطلت لغة الحوار بين رئيس الشبيبة فاتح العلويني ونائبه الأول يوسف السرياطي بسبب اختلاف في وجهات النظر وطريقة التسيير، خيّر السرياطي الإنسحاب وأعلن استقالته مع نهاية الموسم الكروي المنقضي.. وكانت في تصريحات النائب الأول للرئيس إدانة واتهامات لطريقة التسيير في الهيئة المديرة وهو ما ولّد انقسامات وحالة من النفور. الإستقالة أرجعها السرياطي للتصرفات اللامسؤولة والإنفراد بالرأي إلا أنها رفضت من السلط المحلية والأطراف المؤثرة والفاعلة في الجمعية هذه الأطراف حاولت مؤخرا التدخل بالحسنى لإعادة المياه الى مجاريها بين الرئيس ونائبه وبالتالي تقريب وجهات النظر وإزالة بعض الخلافات وإصلاح ما يمكن إصلاحه للمحافظة على تماسط الهيئة بعد الإنقاسمات التي سجلت حضورها في بعض المواقف والقرارات خلال الفترة الأخيرة وقد أيّد السرياطي هذا الرأي بالقرار الفردي الذي اتخذه رئيس الشبيبة عند انتدابه للمدرب الحبيب الماجري رغم أن إجماع الهيئة كان حاصلا على المدرب لطفي رحيم. وأضاف السرياطي «فاتح العلويني أخطأ كثيرا في حق الشبيبة وفي حق أعضاء الهيئة المديرة وعليه أن يراجع نفسه ويتعض من الدروس السابقة وأؤكد للجميع أنه ليست لي مشكلة شخصية معه.. وإنما مشكلتي مع رئيس الشبيبة المسؤول والمسيّر الذي وضعت فيه جماهير الأخضر والأبيض ثقتها لقيادة هذا الفريق العريق إلى شاطئ الأمان.. ومن هذا المنطق سأتصدى لأي أخطاء أو تجاوزات يمكن أن تؤثر في مصالح الشبيبة سواء في المستقبل القريب أو البعيد». جلسة مصالحة... لكن... بخصوص مادار بينه وبين رئيس الشبيبة فاتح العلويني بعد جلسة المصالحة. قال السرياطي : «لقد سبق وأن مددت يدي من قبل لفاتح العلويني وهو يعرف ذلك جيدا.. ورغم ما حصل من تهميش لشخصي فإني لم أرفض الحضور معه في جلسة مصالحة وذلك من أجل الشبيبة لا غير... وقد وضعت النقاط على الحروف حول عديد المسائل الهامة وتوضيح مواقفه من بعض الإخلالات والتجاوزات والإنفراد بالرأي لإيماني بأهمية العمل الجماعي، لكني اكتشفت في الشبيبة ومن موقع مسؤوليتي كنائب أول للرئيس ورغم أني كذلك لاعب سابق وقائدا للفريق ورفعت أول بطولة في تاريخ «الجي.آس.كا» أن كل أعضاء الهيئة المديرة مهمشين يقع تجميعهم لتوزيع المسؤوليات في بداية كل موسم ثم لا تراهم ويبقى رئيس الجمعية هو فقط «الفاتق الناطق في كل شيء» حتى في الأمور الفنية... ويضيف السرياطي: أؤكد لكم أنه بعد جلسة المصالحة وعدني العلويني بمراجعة أخطائه والعمل في إطار من التشاور والشفافية.. لكنه أخلف وعده مرة أخرى وانتدب المدرب الحبيب الماجري دون استشارة أحد كما أنه يقوم بانتداب اللاعبين أيضا دون أن يكون لي علم بذلك.. فعن أي مصالحة يتحدث؟ عدت بشروط أما عن أسباب التراجع في الاستقالة قال السرياطي: «عدت استجابة لضغوطات الأحباء وعديد الأطراف الأخرى التي لها غيرة كبيرة على الجمعية... أدرك جيدا أن لا شيء سيتغير إلا أن يقيني أن مغادرة الشبيبة في هذا الظرف سوف لن يزيد الوضع إلا تأزما بعد أن تراكمت الأخطاء قد يتواصل وجودي صوريا مثلي مثل بقية أعضاء الهيئة المديرة... لا نعلم بما يتخذ من قرارات بل إن بعض الأحباء المقربين من الرئيس يعلمون بخفايا الأمور أكثر منا لذلك حاولت التدخل لإعادة الأمور الى نصابها ومعالجة بعض المواقف قبل استفحالها وإبداء الرأي في بعض الملفات والمواضيع وانتقاد بعض الاختيارات... مواقفي الصريحة أزعجت رئيس الشبيبة... لذلك وقع تجاهلي وتغييبي عن بعض القرارات بطريقة أقل ما يقال عنها أنها غير حضارية... لقد عدت بشروط يعرفها جيدا رئيس الجمعية وهي ضرورة تشريك جميع أعضاء الهيئة في اتخاذ القرار والتعامل بشفافية في كل شيء لأنه من حقنا أن نعرف كل كبيرة وصغيرة في الجمعية إداريا وفنيا وخاصة ماديا. نعم هناك أشياء غير عادية حدثت ولا فائدة في التفاصيل. أنا الأولى بالتدخل في الأمور الفنية النائب الأول لرئيس الشبيبة واصل حديثه في غضب وبألم قائلا: «أنا مدرب درجة ثالثة... دربت الشبيبة وعديد الأندية التونسية من الشمال الى الجنوب وكانت لي تجارب مع أندية خليجية.. وأعتقد أن مسيرة 3 عقود في التدريب كافية حتى لمجرد إبداء الرأي في بعض الأمور الفنية وصراحة لا أرى أحدا في الهيئة أجدر مني لمناقشة هذا الموضوع أو اختيار المدرب والوقوف على حقيقة ما يقدمه من إضافة للفريق... وأضاف السرياطي : أعرف أن هذا الرأي وهذا الموقف أدخلني في صدام مع المدرب السابق مراد محجوب الذي أكن له كل الإحترام والتقدير، ولكني اختلفت معه فقط في بعض الأفكار فقامت الدنيا ولم تقعد ولكن سوف لن أتراجع عن مواقفي ما دامت الشبيبة هي المتضررة وهذا بيت القصيد». اتقوا الله في الشبيبة يوسف السرياطي ختم حديثه ل «الشروق» قائلا: «المهم الآن ليس بقائي أو رحيلي.. فالشبيبة عانت طويلا من سوء التسيير والتاريخ يؤكد أن هذا الفريق العريق ذهب في وقت من الأوقات ضحية تصفية حسابات شخصية وأنا لا أريد أن يتكرر هذا بعد صحوة الموسم الفارط وعودة الروح لجماهير الأخضر والأبيض، لذلك لابد من استيعاب الدروس ووضع مصلحة الشبيبة فوق أي اعتبارات أخرى، لذلك ستكون رسالتي لمن يهمهم أمر هذا الفريق.. «اتقولا الله في الشبيبة».